مياه المجاري تغرق حي المساكن الشعبية وتمتد إلى القبور في زنجبار

> تقرير/ عبدالله الظبي

> - قلقنا دائم واليوم بسبب "كورونا" مخاوفنا أكبر ونريد حلاً جذرياً وسريعاً
- مواطنون: نعاني منذ سنوات من طفح المجاري والمسؤولون يبررون بشحة الإمكانيات

يعاني سكان المساكن الشعبية بحي باجدار بالضاحية الشمالية بمديرية زنجبار، عاصمة محافظة أبين، من مشكلة طفح مياه الصرف الصحي بصورة مستمرة بسبب تدفق طفح مياه الصرف الصحي إلى منازلهم، والتي تحولت مع مرور الأيام إلى برك ومستنقعات تتجمع فيها مياه الصرف بالحي.
ومع غياب دور السلطة المحلية تحولت مستنقعات الصرف الصحي بالحي إلى بؤر لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض وأماكن طاردة للبشر تنبعث منها الروائح الكريهة، تحاصر منازل المواطنين، وامتدت إلى المسجد والمقبرة المجاورة.

وثمة أحاديث لمسؤولين سمعناها كثيراً عن رصد مبالغ كبيرة لإيجاد معالجات لمشكلة الصرف الصحي في مديرية زنجبار، إلا أن هذا الحي إلى الآن لم يتم وضع المعالجات المناسبة له لربطه بشبكة المجاري الرئيسية في المدينة.
وتتكرر بشكل مستمر مناشدات ومطالبات الأهالي بالحي الموجهة إلى مدير عام المديرية زنجبار، م. سالم عكف، ومدير عام المؤسسة العامة المياه والصرف الصحي م. صالح بلعيدي، للتدخل والقيام بشفط مياه الصرف الصحي، وإنقاذ حياتهم من كارثة بيئية بعد أن تحولت الشوارع إلى بحيرات تهدد بانتشار الأوبئة والأمراض.

كارثة بيئية
حسين بلعيد
حسين بلعيد
يقول المواطن حسين بلعيد، أحد سكان حي المساكن الشعبية في حديثه لـ "الأيام" عن معاناة أهالي الحي: "نحن أبناء حي المساكن الشعبية بمديرية زنجبار نعاني منذ سنوات طويلة من طفح مياه الصرف الصحي في الحي، ولكن الجهات الحكومية والمسؤولين لم يقوموا بواجباتهم تجاه مناشداتنا المستمرة، ويبررون عجزهم وفشلهم بشحة الإمكانيات".

ويضيف بلعيد: "هناك بركة لتجميع مياه مجاري صممت لنحو 64 شقة سكنية كتصريف مؤقت حتى يتم وضع المعالجات المناسبة لربط مجاري المنازل بشبكة رئيسية، واليوم تجاوزت تلك المساكن 250 بيتاً، كلها تصب في نفس البركة، مما أدى ذلك إلى امتلائها وطفحها إلى المساكن القريبة وتدفقها إلى الحي، حيث وصلت روائح المخلفات إلى المسجد، حتى أصبحنا لا نستطيع أداء صلاة فيه".

وتابع قائلاً: "أصبحت منازلنا مهددة بالخطر جراء تدفق المياه، وقدمنا عدداً من المناشدات إلى الجهات المعنية في المديرية، واكتفوا بتقديم بوزة شفط للمياه من الحي مرة واحدة، لكن طفح المجاري عاد مجدداً بسبب امتلاء البركة، واليوم والعالم يعيش حالة رعب بسبب انتشار فيروس كورونا مخاوفنا في الحي أكبر، ونريد حلاً جذرياً وسريعاً للمشكلة، الوضع مقلق جداً حتى اليوم لا يوجد أي نشاط لمكافحة البعوض المنتشر في الحي، وأصبحنا في قلق دائم ونحن نواجه الأمراض، والتي تهدد حياتنا وحياة أطفالنا في الحي".

وأضاف: "عندما تمر في الجهة الخلفية للحي تجد العجب العجاب؛ حيث تجد طفح مجاري ومياه آسنة لم يعمل المسؤولون على معالجتها منذ فترة طويلة، ونناشد اليوم عبر "الأيام" قيادة السلطة المحلية بالمديرية والمؤسسة العامة المياه والصرف الصحي وندعوهم إلى التدخل العاجل لمعالجة هذه المشكلة التي سببت حوادث كثيرة، وسقط فيها عدد من الأطفال، كما تسببت بإعاقة حركة المارة، لذلك نحن نطالب عبر هذا المنبر الإعلامي والذي يعتبر صوت الشعب الجهات المعنية".

خطر قائم
ناصر علوي
ناصر علوي
من جهته، قال المواطن ناصر علوي، أحد سكان المساكن الشعبية: «نحن نعاني منذ سنوات طويلة من مشكلة طفح مياه الصرف الصحي (المجاري)، ولم نجد من نلجأ إليه لنشكي له همومنا، غير الله سبحانه وتعالى، فنحن نقوم بمجهودنا الذاتي للتخفيف من الكارثة، ولكن سرعان ما يعود الطفح مجدداً، ونحن نعاني من ظروف صعبة ونبحث عن من ينقذنا من هذه الكارثة، وعشمنا في مدير عام المديرية وقيادة المحافظة للالتفات إلى الحارة بتنفيذ مشروع للصرف الصحي فيها يستوعب التوسعة الكبيرة في البناء".

وأضاف: "تحول الحي إلى مرتع للحشرات الناقلة للأمراض الخطيرة والفتاكة ومكان لانبعاث الروائح الكريهة وبؤر لتكاثر وانتشار البعوض الناقلة الأمراض في أوساط المواطنين".
وناشد علوي المسؤولين في السلطة المحلية القيام بواجبهم والعمل من أجل وقف معاناتهم أسوة بالأحياء الأخر التي نفذت فيها مشاريع وجرى فيها إصلاح وتأهيل شبكة المجاري.

التعايش مع الأوبئة
نبيل عبودة
نبيل عبودة
ويقول المواطن نبيل عبودة حسن: "معاناة أبناء هذا الحي المتواضع لم يلتفت إليها أحد في هذا الوضع المزري الذي يهدد حياتنا، وحياة أطفالنا، وصرنا نتعايش مع الموت والبعوض والأمراض وروائح المجاري التي تزكم الأنوف".

وأضاف: "كثير من أطفالنا أُصيبوا بالأمراض والحمَّيات من بينها حمى الضنك، والملاريا، والأمراض الجلدية والخبيثة، وحتى الموتى في قبورهم طالتهم مياه الصرف الصحي الطافحة من الحي إلى المقبرة، ومن هذا المنبر أناشد مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة، الحفاظ على مقبرة باجدار، والعمل على تسويرها، والحفاظ على المسجد الذي تطوقه مياه المجاري من كل الجهات".

حبر على ورق
وعن دور السلطة المحلية والمعنيين في البيئة والصرف الصحي، قال المواطن نبيل عبودة: "ذهبنا إلى مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف والصحي بالمحافظة مِراراً وتكراراً، واستمر يقدم لنا وعوداً تصب في معالجة مشكلة الصرف الصحي بالحي، ولكن لم تلمس أي جديد، وما زالت الوعود حبراً على ورق".
ودعا عبودة قيادة السلطة المحلية ممثلةً بمحافظ المحافظة ومدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف والصحي بالمحافظة؛ للعمل بمسؤولية وأمانة حفاظاً على حياة عشرات الأسر من التعرض للإصابة بالأمراض، وإيجاد الحلول الجذرية لمشكلة طفح مياه الصرف الصحي (المجاري)".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى