شقرة الأقرب إلى صنعاء

> هكذا تغير كل شيء بغتةً، وباتت شقرة الأقرب إلى صنعاء، بعد أن انحدر جيشهم صوب الجنوب وأخذت نبرة التهديدات المستمرة والوعيد تجاه عدن.. فهي على مقربة من فتح جديد لتلك القوات التي استمرأت الوضع في الجنوب باقتحامات مستمرة وحروب متكررة تجاه الجنوب تحديداً.. لم تعد من أولويات هؤلاء قطعاً صنعاء بعد سيناريو الجوف وفرضة نهم ومأرب.

هكذا تبدلت الأمور وحتى مفهوم الحرب، هنا على مقربة من عدن تتوالى الحشود النوعية المقترنة بالأسلحة الثقيلة والمناورات العسكرية.. عدن هي عنوان وواجهة اقتحام متكرر وفق هؤلاء باعتبارها مدينة سباق منذ زمن، فلا خطوط حمراء تمنع من اقتحامها لمن يشتهون فعل ذلك، لم نسمع تصريحات تقول إن عدن مكتظة بالسكان وإن ما عاناه أهلها لا يستدعي تكرار مآسيها.

فهل تكون عدن ساحة حرب متكررة على غرار ما جرى خلال السنوات الماضية، أم أن عدن والجنوب عموماً أقدر على مواجهة تلك المخططات الإرهابية التي تستهدف قلب وعاصمة الجنوب بدرجة أساسية في نطاق ما يجري؟ لم نسمع تلك النبرة الإنسانية تجاه عدن ما يعني أن عليها مواجهة قدرها في مواجهة العدوان بكل ما لديها، فحين أخذت نذر زحف قوات مأرب صوب الجنوب، بدت كافة السيناريوهات غير مستبعدة إطلاقاً.

لقد تحولت المعركة صوب الجنوب ولم تكن تلك القوات قد خاضت معارك من نوع مختلف إلا بتلك الهبة المباغتة صوب الأراضي الجنوبية ومنابع النفط.. لم تعد صنعاء أولوية ولا هي كانت كذلك في إستراتيجية قوات ظلت مرابطة في مواقعها بمأرب طيلة سنوات الحرب حتى أتت مهمتها المنتظرة.
فهل باتت عدن والجنوب عموماً لقمة صائغة لفرسان السباق المحتشدين بعدهم، وعتادهم في شقرة الجنوبية؟

وفق كافة المعطيات هناك إرادة فولاذية في الدفاع عن الأرض والعرض لمن بين تاريخهم أنهم من الأمم الحية القادرة على النهوض مهما طال أمد معاناتها، فمن قدموا الغالي والنفيس في سبيل الوطن على مدى سنوات خلت أقدر اليوم على مواجهة العدوان والتحدي مهما كانت الصعوبات.
آملين من الأشقاء في التحالف قراءة المشهد بواقعية وتأنٍ وحكمة، قبل أن تقع المأساة التي دون شك سوف يكون تأثيرها كارثياً على كافة الأطراف، ناهيك عن عمق تأثيرها الشديد على المنطقة في ظل وضع التدخلات الإقليمية السافرة.

فهل من الحكمة ترك الجنوبيين يواجهون قدرهم بعد كل هذه التضحيات الجسام؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى