المعسكرات والحواجز الأمنية تُفقد خورمكسر طابعها المدنيّ

> تقرير/ هلا عمر

>
 مطالبات شعبية بنقلها خارج المدينة وتجاهل حكومي
على مدى أكثر من عقدين من الزمن والأصوات، في مدينة عدن وغيرها، تطالب بإخلاء المدن من المعسكرات لما لها من خطورة على حياة المدنيين..
وبعد كارثة الحرب وغزو الحوثي للجنوب عام 2015م وانتشار السلاح في كل مكان سيكون من السهل إخلاء المعسكرات من المدن، بحسب توصيف أستاذ التاريخ بجامعة عدن الراحل د. هشام عبد العزيز.

شعر الناس بخطورة بقاء السلاح بالقرب من الأحياء السكنية، خلال السنوات الأخيرة، وتجرعوا الويلات في وضع غير مستقر، فوجود المعسكرات بالقرب من المنازل والأحياء السكنية يتسبب بخلق ذعر وخوف مستمر بين أوساط الأهالي في المناطق القريبة والأحياء المجاورة للمعسكرات.

وفي مديرية خور مكسر يتواجد أكبر تجمع للوحدات العسكرية والأمنية المختلفة، حيث يعبر المواطنون في المديرية بشكل مستمر عن مخاوفهم ومعاناتهم من استمرار بقاء المعسكرات بالقرب من منازلهم وفي كل دورة عنف أو أعمال إرهابية أو أحداث أمنية يجدون أنفسهم وأطفالهم في فوهة النار ولا يسلمون من الاعتقالات والإجراءات والقيود الأمنية التي تسلبهم حقهم في الحياة الطبيعية.

وتقول المواطنة أميرة عثمان، في حديثها لـ«الأيام»: "سئمنا من الخوف والرعب ولا نريد معسكرات قريبة من منازلنا لخوفنا الشديد من استمرار الحروب والوضع غير المستقر، ففي العام 2015م شاهدنا الموت وتحولت حياتنا إلى جحيم خصوصاً. إن منازلنا على الشارع العام بالقرب من موقع عسكري وموقع أمني وقاعدة جوية.

ومن جهتها تقول هدى عبدالله: "صرنا نعيش في خوف مستمر منذ العام 2015م، وبقاء المعسكرات بالقرب من منازلنا يجعلنا نفكر على مدار الوقت بالبحث عن منفذ للهرب والنجاة في حال تدهورت الأوضاع، لا قدر الله، فوجود المعسكرات بالقرب من منازلنا يجب ان يتم حسمه ونقلها إلى خارج المدينة كما سمعنا أن اتفاق الرياض ينص على ذلك".

وترى المواطنة هبه عبدالرحمن بأن "بقاء ترسانة السلاح والمعسكرات داخل الأحياء يقتل الحياة المدنية ويشكل مصدر قلق للمدنيين وخوفاً على الأطفال خاصة وأن الكثير من الأطفال محرمون من أماكن اللعب ويجدون في الشارع العام متنفس للعب في أماكن قريبة من المعسكرات ما يشكل خطر أكيد على حياتهم".
وتطالب سميرة محمد بتطبيق اتفاق الرياض، الذي ينص على إخلاء المدينة من المعسكرات، وتقول في حديثها لـ«الأيام»: "بقاء المعسكرات داخل المدينة استمرار لوضع خاطئ لا أحد يعمل على تصحيحه، خصوصاً بعد حرب 2015م، لا أحد يعلم كيف عشنا تلك الأيام إلا سكان خور مكسر".

وقالت سمية سعد: "لا نؤيد استمرار بقاء المعسكرات ولو كان الأمر بأيدينا لتركنا منازلنا وانتقلنا لمديرية أخرى بعيدة عن ترسانة السلاح وأجواء الخوف".
وتوجّه المواطن عبدالله مسعود بمناشدة عبر «الأيام» إلى الحكومة والتحالف يطالبهم فيها بنقل السلاح من الأحياء داخل المدن إلى خارجها وتغيير أماكن تموضع المعسكرات والإبقاء على الأجهزة الأمنية فقط لحماية المواطنين والحفاظ على سلامتهم..

ويسأل سالم سعيد بحزن: "أريد أن أعرف لماذا بلادنا لا تحمي سكانها؟ بينما الدول العربية والغربية تعمل على حماية شعوبها بإبعاد المعسكرات من الأحياء السكنية".
المواطن علي صالح يعبر عن خوفه وقلقه في حال وقوع اشتباكات أو دورة عنف وقال: "نحن نعيش قلق في حالة حصول اشتباكات وقد شاهدنا أمام أعيننا استخدام المدفعية أو غيرها من الأسلحة داخل الأحياء، وعشنا أيام رعب لم نتمكن من الهرب ولا يوجد لدينا ملاجئ غير منازلنا".

وقال المواطن سالم محمد أن الحكومة أصدرت أمراً بنقل المعسكرات لأماكن خالية بعيدة عن السكان للحفاظ على سلامتنا ولم ينفذ الأمر، والناس في منازلهم ليس لديهم مأوى آخر للنزوح إليه في حال حدوث اشتباكات".
مصطفى الحاج الذي يعمل في إحدى المنظمات، تحدث قائلاً: "لا نريد استمرار الخوف وعسكرة الحياة المدنية بالقرب من الأحياء ونطالب برفع الخطر الذي يقلق السكان والمرافق العامة والخاصة ومرافق العمل المدنية والإنسانية".

ويضيف: "مديرية خور مكسر أصبحت موقعاً للمنظمات الأجنبية والدولية وتحولت إلى ثكنة عسكرية تحيطها الكتل الإسمنتية والخرسانية، وعندما تحدث الاشتباكات يقتلنا الحصار داخل الأحياء وداخل مقار أعمالنا في المنظمات، بعيدين عن أهلنا لساعات طويلة".
وقال أسامه محمد، مالك بقالة: "نحن كمواطنين ومالكين لمحلات نعيش في قلق مستمر ويجب معالجة الأوضاع القائمة وتصحيح الوضع بنقل المعسكرات إلى خارج المديرية".

في الوقت الذي عبر فيه مواطنو عدن عن مخاوفهم من استمرار بقاء ترسانة السلاح والمعسكرات بالقرب من الأحياء في مديرية خور مكسر وغيرها لم نتمكن من الوصول الى الجهة الأخرى لنقل روايتها وتوضيح الصورة ونقل قلق وخوف الناس من تواجد المعسكرات في مناطق مهولة بالسكان.
وأوضح أحد منتسبي عمليات الطوارئ، الذي فضل حجب اسمه حفاظاً على سلامته، أن هذا تأسيس المعسكرات يعود إلى ما قبل الوحدة ولا يمكن لأي قائد تغيير ونقل موقعه العسكري، مشيراً إلى أن الأمر يعود إلى الحكومة ووزارة الدفاع".

ولم يخف الموظف في عمليات الطوارئ تعاطفه مع معاناة السكان، خصوصاً في مديرية خور مكسر، وقال: "نحن مدركون خطورة المعسكرات بين الأحياء السكنية ولكن من الصعب تغييرها في يوم وليلة، فهي مبان ومساحات واسعة ولكن مستقبلاً نتمنى من الحكومة النظر لتغير هذا الوضع".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى