كورونا والتغيير الإيجابي في سلوكنا

> نُهى البدوي

> لكل مأساة أو كارثة أو محنة تتعرض لها البشرية ردة فعل متنوعة، وغالبا ما تظهر الشعوب خلالها الجانب الإيجابي للتعامل معها كحدث خطير، كما هي المأساة التي يعيشها العالم بسبب فيروس كورونا بجانبها السلبي المدمر للبشرية، إلا أن ردة فعل التعامل مع هذا الوباء والخطر أظهر أيضا الجانب الإيجابي في الحقل العلمي والبحثي، وللنفس البشرية ورسخ لديها القناعة بالعيش بعيدا عن الطمع والأنانية، وإشاعة الرحمة، وتلاشى سلوك الكراهية، وحب الذات في التعامل اليومي بين الأفراد وهم يواجهون محنة الخطر، وكأن الجميع ينتظر الموت بسبب الخوف الذي ساوى بين الناس وأدى إلى تلاشي المخاوف من الحروب أمام مخاوفهم من انتشار الوباء، كما هو الحال في اليمن، وجعل الحجر المنزلي الآباء أكثر تقربا للأبناء لمعرفة سلوكهم عن قرب لينالوا من العاطفة والحب ما كانوا بحاجة له من قبل.

رغم الخوف والهلع والرعب الذي يتسبب فيه انتشار هذا الفيروس الخطير، إلا أنه مع ذلك ينبغي علينا إظهار الجوانب الإيجابية للخطر التي غيرت سلوكنا نحو الأفضل، وأن نسعى لإبرازها وترسيخها في حياتنا لتستمر كسلوك نتعايش ونتعامل به في تعاملنا اليومي، حتى لا تنكمش وتتوارى مع التلاشي المتوقع للمرض وخطره مستقبلا والسيطرة على انتشاره.

كثيرة هي الدروس والعبر من الكوارث والمآسي والحروب، الجدير بنا أن نتعظ ونتعلم منها تلك الدروس التي تحرك ما بدواخلنا وتهز مشاعرنا للالتفات بعناية وتركيز إلى ما كان مغيبا عنا، ودفعنا إلى تغيير نمط العيش في حياتنا وتوليد القناعات للتعايش مع الآخر والتشارك معه في الحياة للتغلب على ظروفها والأخطار المحدقة بنا.

فلكل محنة ومأساة وكارثة تحل بالبشرية نتائج ودروس وتجارب تتحول إلى أدوات ودوافع لإحداث التغيير السلبي وإيجابي في سلوكنا البشري وغرائزنا النفسية، فالتغيير الذي أحدثه فيروس كورنا في سلوكنا هو نتاج لدروس المأساة ولقناعتنا في التعامل معها، والموعظة تكمن في مدى استفادتنا من التغيير الإيجابي الذي يحدثه الفيروس في سلوكنا والعمل على استمراره وترسيخه في حياتنا، وأن يكون طوعيا وناتجا عن قناعة الفرد بالتغيير، وليس بسبب الخوف الذي اجتاح حياتنا بسبب انتشار فيروس كورونا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى