عيال الركن!

> أنيس شوطح

> حين كنا في مثل هذه الأيام قبل خمسة أعوام نحلم بقرص روتي من مخبز حافتنا "حارتنا"، كان من يسكنون معاشق اليوم هاربين في فنادق 7 نجوم خارج البلد مستمتعين برغد العيش وبلذة الإتجار بدمائنا وأرضنا وتهميشنا وتهميش قضيتنا الجنوبية في وسائل الإعلام العربية والعالمية.
في هذا الوقت، كان أبناء عدن يعزفون أروع سيمفونيات البطولة والفداء في حواري و "زغاطيط" عدن، بكريتر والمعلا وخور مكسر والتواهي والقلوعة وحجيف ودار سعد والمنصورة والشيخ عثمان والبريقة ومدينة الشعب، فشهد العالم لهم بجودة العزف والإقدام والإيثار.

حينها كان أبناؤنا الأبطال مجموعات تتناوب كل مجموعة على قطعة سلاح واحدة، والذخيرة كل بما يستطيع شراءه من ماله الخاص، وفي نفس الوقت كان لصوص السلاح، الذي قدمه الرئيس هادي لمقاومة عدن، يبيعونه في قراهم ومناطقهم، بعد أن سرقوه وفروا كالفئران الشاردة، وكانوا قبل بدء الحرب "يفحطون" بشوارع عدن بالشاصات بمختلف الأسلحة.. آسف على هكذا رجال، "لم تهرب وقت المرجلة فقط، بل وسرقت سلاح الرجال".

كثير من أبناء عدن هم عيال ركن الحافة، وما أدراك ما ركن الحافة؟!
ركن الحافة مركز ثقافي اجتماعي فني علمي رياضي تربوي تعاوني إنساني سياسي، وأيضاً هو مطعم لعيال الحافة "الضباحى"، حيث تأتيهم الوجبات خاصة وجبة الغذاء من بعض بيوت الحافة نفسها، هذا الركن الذي جعلهم من خيرة الرجال خدمة لأهلهم وناسهم وبلدهم.

ترى هل يكون ذلك اليوم قريباً ليكافأ الأبطال الحقيقيون ويحاكم لصوص البطولات؟
مع أن من عاش من الأبطال الحقيقيين في عدن، ومنهم من لم يلتحق بالجبهات المتقدمة على الحدود، قد عاد إلى بيته وعمله أو إلى جامعته ومدرسته، وعاد العاطلون منهم عن العمل وهم الكثر إلى ركن الحافة لمواصلة عملهم في شركة (Footbat Company).

عدن قد تتعب وتمرض لكنها لا تموت، تنتفض من تعبها ومرضها وتنفض جراحها وتنطلق كالعنقاء الأسطورة.
يقول الأستاذ الأديب والشاعر الكبير فريد بركات، في قصيدته "عدن العنقاء" التي كتبها بعد حرب 94 مباشرة:

لكنها عدن العطاء على المدى

ستقوم كالعنقاء من بلواها

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى