الماس.. شامة على خد الزمن

> فؤاد باضاوي

> إنه رقم صعب في سماء العشاق ، وإسم براق في سماء مدينة الصهاريج ، وصهريج روى ضمأها لعقود طوال ، واحتضن مياه الأمطار وسيول الجبال لتعيش كريتر سنوات العطاء الدفاق ، وتحكي للزمن قصة عشق ربطت بينه وصهاريج المدينة الحالمة ونادي التلال العريق الذي أرسى العمادة في جذور كرة القدم الآسيوية ، وسجل التاريخ نفحاته من نور ونار ومنار للأجيال والله على زمن مضى ، أناقة وجمال ورشاقة تمشي على قدمين تتمايل يمينا ويساراً تصنع إبداعاً وإمتاعاً وينتزع آهات الحناجر في المدرجات، وأمام الشاشات بتمريراته المتقنة وتسديداته الصاروخية المحكمة وأهدافه الساحرة الغزيرة ومراوغاته الفريدة التى لا تضاهى ومعها تتراقص الجماهير التلالية طرباً وعشقا ولوعة .. وإذا لم تشاهد هذا الفتى في الملاعب سيحكي ويروي لك الكثيرون عنه ، وما أكثر العشاق ، الذين هاموا عشقاً وحباً بفنه الكروي البديع ، وللماس في ربوع الوطن آيات حب ورحلة في زمن الأوفياء والمبدعين.

* هو سليل أسرة إمتهنت الابداع والاقناع في الفن والرياضة ، فقد ظهر على الساحة الكروية مبدعاً في سن الـ 17 من عمره ، فكان ماساً ثميناً زين مدينة (كريتر) وألبسها ثوب التفرد والتألق والفنون الجميلة ، و(الكابتن أبوبكر إبراهيم الماس ومدينة كريتر) حكاية عشق، وحب لا ينتهي ، ولك أن تسأل الصغير في المدينة عنه سيأتيك الجواب سريعاً إنه فتى المدينة الشهير وإبنها البار ، ومن ذا الذي لا يعرف بكري.

* حافة حسين وشارع الزعفران وقهاوي سيلان وزمزم وزكو وقلعة صيرة التاريخية وحافة الهنود وحي القطيع كلها معالم تشرب الماس رحيق عبيرها وتذوق طعم أسماكها وشم رحيق عطرها وزعفرانها، حيث تغنت (مدينة كريتر) وكل الجنوب بألحانه الكروية الجميلة ، في الملاعب المحلية والعربية والدولية ، وسجل أهدافاً لا تغيب عن الذاكرة وسكنت القلوب إلى ما شاء الله.

* ماس التلال والجنوب الثمين غال وثمنه فيه ، ذكريات وحكايات سطرها الزمن ، ولن تنمحي من ذاكرة الأجيال، وسيتحدث عنه الجنوب وحبيبته (كريتر) طويلاً ، وسيروي للتاريخ حكاية كابتن مر من هنا ، ذات يوم وحفر إسمه في ذاكرة الأيام من ملعب المدينة الشهير ملعب الشهيد الحبيشي الذي يحتفظ للماس بذكريات ولحظات لا تنسى ، لأنه الكابتن الأشهر، والأكثر إعتلاء لمنصات التتتويج ، واستلام الكؤوس منها وهو في صفوف التلال (العميد) الذي يتحسر جمهوره ويتذكر أيام الكابتن الماس ورفاقه : الراحل سعيد محمد دعاله ، وعباس كوكني ، وحسين عمار ، وعدنان السبوع ، وطارق قاسم ، وعصام زيد ، وسامي نعاش، وصلاح سيف الدين ، ومحفوظ محمد أحمد مقبل وحسين فرحان ، والفقيدين عبد الناصر نديم وشرف محفوظ ، وإبراهيم عبد الرحمن ، والشرجبي ، ورائد طه، ومحمد الخلاقي وغيرهم من النجوم البراقة التي جعلت للتلال إسماً ومكانة وعنواناً.

* وينها ذيك الليالي والعصريات الجميلة في ملعب الحبيشي ، والله يا تلال ، والله يا ماس الجنوب ، يا ساحر العقول وآسر القلوب ، يا تاج كل الوطن ، يا نجم القرن البديع ، سنرسم لك صورة على جدار الزمن، ويحق للمدينة التي ترعرعت فيها أن تنصب لك تمثالا يخلد ذكراك وتاريخك الناصع ويحكي للأيام والأجيال سيرة نجم إسمه (أبوبكر إبراهيم الماس) الحكاية التي ابتدأت منذ سنين طويلة، ومازالت وستستمر ذكرياتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

* للزمن دائماً حالات يا ما بيغير حاجات لكن الأيام الماسية ، من الصعب نسيانها لأن مكانها القلوب تسكنها ، وتعيش فيها وتعشقها وتغرد في سماها أخلاقاً وعشقاً ووفاء .. ستكون الحكاية التي لا تمل بعد عمر طويل إن شاء الله ، والذكرى التي لم ولن تنسى ما بقي نبض الحياة يرسم صوراً ويحكي للزمن قصة هواك.

* عشت يا ماس وستظل في الوجدان والأعيان والقلوب تغرد وحيداً في بساتين الذكريات الجميلة ماساً ثميناً، يستنطق التاريخ قيمته ووزنه وتفاخر الأجيال التلالية والجنوبية بمسيرته الظافرة وتألقه البديع في الملاعب ، وستبقى حكايته مع ملعب الحبيشي ، علاقة من نوع خاص وللتلال في قلبه مكانة ، وللتلاليين في وجدانهم نغم للماس وذكريات لا تنسى.

* وأنت يا ماس (شامة على خد الزمن) يسعد صباحك يا وطن المبدعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى