> فضل الجونة

* كثير من النجوم الكروية الذين برزوا وتألقوا وصالوا وجالوا في الملاعب ، وسجلوا حضوراً متميزاً ، وما يزالون في ذاكرة وعقول جماهير الكرة اليمنية ، ومن هؤلاء نتذكر النجم الكروي والهداف المتمكن الكابتن القدير والمهاجم الخطير (حسين عمر) أحد أبرز اللاعبين الذين مروا في تاريخ نادي الوحدة الرياضي بالشيخ عثمان في حقبة زمنية جميلة أبدع خلالها وأمتع الجمهور الاخضر الوحداوي ، بأهدافه الجميلة ومهاراته العالية كهداف قناص متمكن وبارز يعرف الطريق إلى المرمى، وقد قدم الكثير للنادي الأخضر الكبير، حيث مثل وجوده في خط المقدمة الخضراء مصدر رعب للحراس كمهاجم مزعج للخصوم يتمتع بحاسية تهديفية لا تتوفر إلا عند المهاجمين الكبار من أمثال المهاجم حسين عمر الذي يجعل من دفاعات الخصوم شوارع للمرور ، والوصول إلى خدش شباك منافسيه، بكل ثقة وحرفنة وبحركة أنيقة يسجل وينشر الفرح والسعادة لجمهوره الأخضر الذي رقص له ولأهدافه الرائعة.

* الكابتن حسين عمر ، من اللاعبين القلائل ، الذين خدموا النادي الاخضر الكبير، وأخلصوا له في زمن كان فيه الوفاء للنادي ، بعيداً عن المغريات والابتزاز ، واللعب مقابل الفلوس، بل إن الكابتن حسين كان حينها يأتي من (المهجر) عبر الجو على حسابه الخاص، عندما كان مغترباً في السعودية ، عندما كان يحتاجه فريقه الأخضر للمشاركة واللعب معه عند الحاجة له في بعض المباريات الهامة ، وهو ما يتذكره ذلك جيداً الجمهور الأخضر ، الذي كان يسعد ويتفاءل بوجود حسين عمر (القصير المكير) صاحب الحركات (المارادونية) ويطمئن عندما يراه في تشكيلة أي مباراة ، نظراً لإمكانياته الفنية وقدراته التهديفية ، لدرجة أنه في إحدى المباريات سجل هدفاً من ضربة ركنية ولا يزال الجمهور الكروي يتذكر هذا الهدف، فالمهاجم حسين عمر كان لاعباً غير عادي ، ولاعباً عنيداً وجاداً عنده روح التحدي ، ونتذكر التحدي الذي كان بينه وبين عملاق الحراسة الفقيد عادل اسماعيل رحمه الله حيث كان دائماً يدخل معه في تحد كروي ويتفوق في التسجيل وخدش شباك الشمساني عادل اسماعيل.

* نجمنا الكروي الكبير والهداف القصير المكير في ذلك الزمن الجميل الكابتن حسين عمر ، وبعد مشواره الكروي الناجح وجد نفسه اليوم في مواجهة الحياة والظروف المعيشية الصعبة ، علماً أنه عاطل عن العمل ، وعلى قارعة الطريق ، لا وظيفة ولا سكن ولا استقرار ، بعد الذي قدمه في المجال الكروي والرياضة عموماً مع ناديه الاخضر العدني الذي مثله خير تمثيل وقدم له الكثير وأفنى شبابه في خدمته وهو ما يفتخر ويعتز به نجمنا الكروي والهداف البارز الكابتن حسين عمر الذي عاصر أبرز وأفضل نجوم النادي في عصره الذهبي ، وشكل مع زملائه اللاعبين حينها ، قوة ضاربة في الفريق الأخضر محققاً الإنتصارات والإنجازات الكروية التي رفعت من شأن النادي الأخضر العريق ، وجماهيره الكبيرة التي تغنت كثيراً بنجومها الكبار ، ومن ضمنهم (حسين عمر) الذي كان دائماً منقذاً للأخضر بحضوره وأهدافه الجميلة.

* الكابتن حسين عمر لاعب وهداف ونجم وإنسان عرف ببساطته وتواضعه، فقد قدم الكثير للنادي الاخضر العدني والرياضة الكروية في زمن العمالقة والنجومية ، ولكن للأسف بعد كل هذا المشوار الطويل والمجد الكروي نشاهده اليوم يمر بظروف صعبة جداً بعد أن قست عليه الحياة خلال هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلد، ووجد نفسه عاطلاً عن العمل لا وظيفة يقتات قوته اليومي منها، وتؤمن له حياة كريمة، وما نتمناه اليوم أن تكون هناك لفتة كريمة وإنسانية من قبل ناديه ووزارة الشباب والرياضة تجاه هذا النجم الكروي ، وهو بحاجة إلى وقوف الجميع إلى جانبه كحالة إنسانية تحتاج للدعم والمساعدة ، وهو ما نتمناه من الجميع والجهات ذات العلاقة ، أن يتفاعلوا مع هذا النجم الكروي الذي أبدع وأمتع وأقل ما يحتاجه هو مبادلته الوفاء بالوفاء.