الغزي .. موهبة حرمتنا الظروف سر إبداعها وألقها

> فؤاد باضاوي

> * موهبة كبيرة برزت من رمال سيف شرج المكلا ، داعبت قدماه المستديرة مبكرا بحب وعشق قل نظيره ، عرف الشهرة وحب الناس قبل أن يرتدي فانلة ناديه من فريقه الشعبي فريق البحري ومن ثم فريق الثانوية .. يتراقص بالكرة برشاقة ومتعة وكأنه على مسرح باليه .. تداولت الناس إسمه بقوة، وباتت مباريات فريق حارته البحري ، تجتذب جماهير غفيرة كانت تأتي لأجل مشاهدة مهاراته وأهدافه الخرافية ومراوغاته الساحرة ، إنه راقص السامبا الموهوب حسين برك غزي.

* كثير من الأندية خطبت وده ، ولكن أزرق شرج باسالم نادي حيه وعشقه الأول كان سعيد الحظ في ضمه إلى الصفوف التضامنية، وهو

كروان غرد في سماء بحر المكلا وعرف جسده النحيل كيف يتجنب اللعبات الخشنة التي كانت تستهدف توقيف ابتكاراته في المراوغة التي فاق وصفها الخيال وتمايلت معها أغصان الشجر وألهب حناجر الجماهير في المدرجات وخارجها .. موهوب تخطت عشقته حدود العقل. * رسم (حسين برك الغزي) لنفسه مكانة في القلوب والأفئدة ، وتكاملت أخلاقه والتزامه الديني وعلاقاته الإنسانية الرائعة التي تعرفها جيداً جماهير الأزرق ، وكل من اقترب منه وعاشره وعايشه ، وهو من حارة صنعت العديد من المواهب ، في غير مجال من مجالات الحياة ..

حكاية جميلة فاقت في تفاصيلها حكايات ألف ليلة وليلة .. سيحكيها عشاق موهبته ، وأزرق الشرج ، في فصول رائعة، قد لاتحتويها الكتب والمجلات .. هو عشق من نوع خاص ، وعلاقة رائدة في دروب المحبة والعشاق للبديع المتفرد والراقص على وتر القلوب برشاقة واتزان وتفاني حسين غزي.

* إسم يسكن الذاكرة ، ويحرك الوجدان كمطرب حرك الأوتار ، وهيجت أنغامه أشجاني يا كاتم الأسرار هبوب باردة هبت من بحر المكلا ونثرت عبير عشقه الفواح وراح ما راح .. راحت الأيام الجميلة ، والإبداعات الغزية البديعة في زمن توارت فيه المواهب ، وطمس جشع الناس سواحلنا القريبة والجميلة ، وحلت مكانها عمارات وعمارات ، وعبارات شاردة فوق بحرنا الفياض ، والله على هذا الزمان الرديء.

* لعب أولى مبارياته بالزي التضامني على ملعب الفقيد الشاحت بالشحر ويومها زحفت جماهير (البلي يا بليلة) إلى مدينة الشحر ، لتشاهد إنطلاقة فتاها الصغير في أولى مبارياته بالزي الأزرق ، وأمام حارس مرمى كان يعد الأفضل في حضرموت وصفوف الأصفر السمعوني العملاق (عوض بن بكر) ، ولم يخيب إبن برك ظن الجماهير الزرقاء الغفيرة به وسجل هدفا خرافيا كعادته تغنت به جماهير الشرج طويلا وبه بدأ مسيرته الكروية الجميلة.

* هو أيقونة ، وعلامة فارقة في تاريخ كرة القدم الحضرمية .. كل من شاهده صغيراً كيف يداعب ويتلاعب بالكرة والمنافسين ، بأسلوب خارق للعادة ، كان المشاهد يتمنى أن لا تفارقه الكرة ولايفارقها ، يستمتع ويمتع الجماهير، ويأتي بما لم تأت به الأوائل ، وهو يقدم لوحات ويرسم صوراً .. يتمايل كغصن بان يميناً ويساراً تطاوعه الكرة مرغمة ، وهو يداعبها مثل طفل يتلذذ، وهو يداعب مرضعة حليبه .. أجزم

أن مهارات إبن برك لم تجد من يصقلها ويطوعها ويستوعب سر إبداعه وإمتاعه وفنونه الجميلة لمصلحة التضامن، وإلا لكان له شأن أكبر وأفضل .. ناهيك عن ظروف أسرية قاهرة ، حالت بينه وبين التألق في الملاعب المحلية والدولية، حتى عندما تم إختياره للمنتخب الوطني الأولمبي لم يستفد المنتخب من موهبته بالشكل الأمثل ، لأنه لم يمنحه الفرصة الكافية ، ليقول كلمته على المستطيل الأخضر، وكذلك خلال لعبه لفريق الجيش آنذاك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى