مخاوف الإصابة بكوفيد 19 تنتقل إلى أبين.. ومواطنون يحذرون من الشائعات والمناكفات السياسية

> تقرير/ عبدالله الظبي

> استعدادات معدومة ومستشفيات تفتقر لأبسط الإمكانيات
بعد الإعلان المفاجئ للجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا التابعة للشرعية عن تسجيل خمس حالات إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد ووفاة اثنين آخرين فيما تتلقى ثلاث حالات الراعية صحية في عدن واثنتان في محافظة تعز.. ظهرت هناك الكثير من الإشاعات التي ضخّت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب إغلاق بعض المستشفيات أبوابها وهروب بعض الأطباء من أخرى، ازدادت هناك حالة الرعب لدى سكان العاصمة المؤقتة لليمن (عدن) والمحافظات المجاورة لها، والتي تفتقد للمستشفيات المتطورة حيث يجد الناس أنفسهم مجردين من وسائل الحماية أو مواجهة الجائحة التي أرعبت وأرهقت اقتصاديات كبرى الدول التي تمتلك أفضل الأنظمة الصحية ومع ذلك فشلت في مواجهة الجائحة العالمية.

ووسط عاصفة من الشائعات التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي عن وقوع أعداد كبيرة من الإصابات قبل أن يتبين كذبها، تعترض اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا جملة من التحديات، لعل أهمها رفض معظم العاملين في قطاع الصحة استقبال أي حالة اشتباه بسبب عدم توفر الأدوات اللازمة لحمايتهم من انتقال العدوى، وإغلاق بعض المستشفيات أبوابها بحجة أنها لا تملك أدوات السلامة المهنية، كما رفضت أخرى استقبال أي حالة اشتباه بالحمى أو أي مشكلة في التنفس.

محافظة أبين هي الأخرى تعج بالشائعات الكثيرة في أواسط المواطنين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح المواطن في حيرة جراء تلك الشائعات.
وتضاربت ردود الأفعال والمخاوف الناجمة عن انتشار المرض بكثرة وسبل انتقاله لكن توافق الجميع على ضرورة الإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة المرض ونشر التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة واتخاذ إجراءات احترازية ووقائية.

«الأيام» رصدت آراء حول حالة التشتت بسبب تضارب الأنباء ومدى استعدادات الناس لمواجهة وباء كورونا، إن كان وصل فعلا إلى محيطنا.

قلق المواطنين
يقول د.عمر الدابيه: "صراحةً بعد الكشف عن حالات كورونا في عدن من قبل اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا ازداد القلق عند الناس في محافظة أبين التي لا تفصلنا عن عدن إلا كيلومترات قليلة، وازداد الخوف أيضاً مع عدم التزام الناس بالمكوث في بيوتهم، وإغلاق الطريق أمام المسافرين من وإلى عدن.. مع أن الجميع يعلم أن الطرق تؤدي إلى انتشار هذا المرض، وكان على الناس الالتزام بالإرشادات التي تقلل من انتشاره".

ويضيف: "أيضا هناك ضعف في الاستعدادات الطبية في المحافظة، وكلنا يعلم واجهة المحافظة وهو مستشفى الرازي، والذي يعلم الكل بأنه غير مؤهل لاستقبال الحالات، أو من ناحية التجهيز، وكذلك الأطباء فيه غير مؤهلين لمواجهة هذا الوباء، وزاد القلق عند المواطن بعد إغلاق مستشفيات عدن أبوابها أمام المرضى مع هروب الكثير من الأطباء ورفضهم استقبال أي مريض، متناسين أن أطباء العالم صمدوا أمام هذا الوباء في مستشفياتهم واستقبلوا المرضى وعالجوهم ولم يهربوا، والبعض مات بسبب إصاباته بهذا الوباء القاتل، أيضاً لو قارنا مستشفياتنا بمستشفيات الخارج لوجدنا أن تجهيزنا صفر أمام الدول التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها من ناحية تجهيز المستشفيات وكذلك تجهيز الكادر الطبي، لأن جائحة كورونا أثبتت لنا أن الدولة كانت تخدع المواطنين فيما يخص الإنجازات التي كانت تصم آذاننا بالحديث عنها في كل مناسبة أو غيرها".

وأشار إلى أن "هناك شائعات كثيرة وستكثر في الأيام المقبلة، لأن لدينا مواقع التواصل بكل أصنافها وكل يدلوا بدلوه في هذا المجال، ولكننا نتمنى من الله أن يجنب البلاد والعباد هذا الوباء، ويكفي الناس ما هم فيه اليوم من انقطاع التيار الكهربائي وشح في المياه، وأحياناً اختلاطها مع مياه الصرف الصحي، وبالذات ما حصل في عدن من هطول الأمطار الغزيرة وتخريب البنية التحتية وظهور أمراض كثيرة مثل المكرفس والملاريا، والتي فتكت بأرواح الناس، نسأل الله أن يجنبنا شر هذا الوباء ويبعده عنا".

افتقار لأبسط وسائل الوقاية
ويرى المواطن أحمد ماطر أن المخاوف في أبين ازدادت لدى المواطن من انتقال عدوى الوباء إلى هناك بعد انتقال المرض إلى محافظة تعز والتي سُجلت فيها حالتان، بحسب تصريحات اللجنة الوطنية العليا المواجهة وباء كورونا.
وأضاف: "أما بخصوص الاستعدادات فكل ما ينشر من إقامة محاجر صحية فهو أكذوبة العام 2020، في الحقيقة لا توجد تجهيزات، والأطقم الطبية تفتقر لأبسط وسائل الوقاية مثل الكمامات والجلفسات. فهذه عدن أغلقت أكبر مستشفياتها والأطباء لاذوا بالفرار وهناك اشتباه فقط، فما بالك بأبين المنكوبة صحياً؟! هذا المرض أخذ أبعادا كبيرة جدا ولا نشكك أن البعد السياسي قد طغى عليه، وأخذ الجميع يلعب على هذا الوتر لإسقاط اللوم على الآخر بينما انتشاره أو عدم انتشاره المتضرر في الأول والأخير هو المواطن الذي يحب أن يكون أكثر وعياً بعيدا عن المناكفات السياسية".

فوضى شائعات
يعتقد الشيخ خالد إبراهيم أن أسباب قلق الناس هو تصاعد الشائعات، ويقول "هناك الكثير من تصريحات النفي والإثبات، وهناك حميات وأمراض أخرى منتشرة توسع من دائرة الخوف والقلق والهلع بين أواسط المواطنين، وللأسف الشديد لا توجد أي احترازات تذكر للاستعداد لهذا الوباء الفتاك، والحال في المستشفيات لا يسر عدوا ولا صديقا، فلا اهتمام يذكر ولا تجهيزات، والوضع (كركر جمل)".

وأضاف: "هناك الكثير من الإشاعات المغرضة، وبعضها للأسف وراؤها أجندة سياسية ومناكفات غير أخلاقية، فضعف حضور الجانب الحكومي الرسمي وعدم المصداقية بالطرح وعدم الاهتمام بحياة الناس سبب هذه الفوضى في انتشار الشائعات المقلقة من هنا وهناك، نسأل الله بفضله وكرمه وجوده وإحسانه ألا يجمع على الناس عسرين وأن يلطف بالبلاد والعباد ويدفع ويرفع عنا الوباء والبلاء والأذى".

أمر مخيف ومرعب
وأكد المواطن معمر شيخ: "في الحقيقة إن التفكير في اجتياح فيروس كورونا اليمن، وخاصة في محافظة أبين وعاصمتها زنجبار أمر مخيف ومرعب، لأننا نعلم جيدا أن الدولة لا تملك إمكانيات التصدي لهذا الفيروس، كما أن الوعي المجتمعي بمخاطر الفيروس والعمل بالإجراءات الوقائية ضعيف، بل لا توجد أي مبادرة من قبل المواطن البسيط لأنه يرى السلطة غير جادة، والله إنه لأمر خطير، ندعو الله أن يلطف بنا فالإشاعات كثيرة حول عدد الحالات المصابة، لكن للأسف لا توجد مصداقية في السلطة، لأنها تسعى للارتزاق على حساب المواطن".

كورونا هدفه استلام المخصصات
وقال الإعلامي رياض منصور: "بالنسبة لفيروس كوفيد 19 (كورونا) فهذا المرض ولله الحمد غير موجود في المحافظات الجنوبية، وسبق أن تحدثت عن هذا عندما أعلنت لجنة الطوارئ عن أول حالة في الشحر، وقمت بالتواصل مع أقرباء وأهل الحالة والذين أكدوا كذب لجنة الطوارئ، فيروس كورونا في بداية انتشاره وقبل اكتشافه يكون قد أصاب العشرات إن لم يكن المئات، وكل حالة مصابة تنقل العدوى لغيرها خاصة في بداية انتشاره وقبل اكتشافه".
وأضاف: "وحالة الشحر لم تنقل العدوى للمخالطين لها، وهذا من عجائب الدنيا، والأمر الأغرب منه هو أن يكون الأطباء هم مصدر القلق وتخويف الناس من هذا الفيروس وهو أصلا غير موجود، وأستغرب أن يقوم طبيب أصيب بالملاريا أو غيرها من الحميات المنتشرة ثم يقول إنه يشكو من ألم شديد، وهو ما سبب حالة الخوف عند الناس، ومما ساعد في انتشار الخوف بين المواطنين هم بعض الإعلاميين الذين لا عقل لهم ولا فكر ولا ثقافة، وإنما أصبحوا كالأبواق يغنون مع من غنى عن وجود المرض في محافظاتنا، وذلك لغرض كسب المال. فيروس كورونا لا وجود له، لكن بالمقابل الموجود والمنتشر حميات لا تقل خطورة ولكن علاجها موجود إذا تم اكتشافها مخبريا وسرعة علاجها، الرعب المنتشر والذي دفع بالأطباء والمستشفيات للتوقف عن العمل والإغلاق ساهم في حالات الوفاة بسبب عدم إخضاع تلك الحالات للفحوصات المخبرية".

ويقول منصور "إن اللجنة الوطنية العليا للطوارئ معروف هدفها من خلف ذلك، وهو سعيها لإثبات وجود فيروس كورونا في محافظاتنا بغرض استلام مخصصات الدعم من منظمة الصحة العالمية والتي تقدر بملايين الدولارات".
ويتابع: "إن ازدياد القلق الشعبي من ضعف الاستعدادات الطبية الحكومية في محافظة أبين هو في مكانه، والسبب بسيط هو فشل دول عظمى مثل أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها في مواجهة هذه الجائحة، فكيف بمحافظة أبين التي يسرق المسؤولون فيها حتى دبب الرش لمكافحة البعوض والتي لا توجد بها أجهزة أكسجين ولا سيارات إسعاف"؟! والمنتشر الآن في عدن هي حميات تسببت فيها السيول التي اختلطت وامتزجت مع مياه المجاري ومياه الشرب".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى