مستشفى الوهط.. مطالبات بإصلاح منظومته الصحة الإدارية

> تقرير خاص

> تدهور الخدمات الصحية بسبب التخريب المتعمد للمنظومة الطبية في الجنوب عانى منه المواطن منذ أكثر من نصف قرن، ففداحة الأخطاء المرتكبة والإهمال والتسيب الحاصل داخل غرف المستشفيات والمراكز الصحية باتت وقحة لا يتقبلها مؤمن بقضاء الله وقدره، وصوت نحيبه لم يتعد الرواق الذي تلقى فيه خبر وفاة عزيزه أو إصابته بعاهة مستديمة.

مستشفى الوهط بمديرية تبن محافظة لحج لم يسلم من هذا العبث الممنهج، وهو من أقدم المستشفيات التي تقدم خدماتها للمواطنين من المديرية وخارجها خلال العقود الماضية، فقد بُني المستشفى في سبعينيات القرن الماضي على نفقة دولة الكويت الشقيقة، ومستوى الخدمات التي كانت تقدم فيه والخبرات الطبية المحلية والخارجية جعلته وجهة للمرضى من محافظات الجنوب إلا أن الحال الذي وصل إليه اليوم يحتاج إلى تدخل عاجل من قِبل المختصين لإيجاد السبل الكفيلة بتحسين خدماته وتوفير الكوادر الطبية والفنية والأجهزة والمعدات التي تعزز من مستوى الخدمة وتحافظ على أرواح المواطنين.

وقدمت في هذا الخصوص العديد من الشكاوى فيما ظل الوضع في المستشفى متدهوراً من سيئ إلى أسوأ، منها شكوى المواطن فهيم ناصر عوض الذي توفي ابنه لعدم وجود سيارة إسعاف تنقله من مستشفى الوهط إلى مستشفى المدينة. وقال فهيم: "أسعفت ابني البالغ من العمر 16 عاماً إلى مستشفى الوهط بعد تعرضه لماس كهربائي في محاولة للحصول على سيارة إسعاف تنقله إلى مستشفى المدينة، إلا أن إدارة المسشتفى قدمت أعذاراً واهية ما اضطرني إلى نقله على طقم عسكري لمستشفى ابن خلدون"، وأضاف: "فارق ابني الحياة بسبب إهمال المستشفى غير المبرر".

والمواطن معين نجد، من أبناء مديرية الوهط، يقول بأنه نقل زوجته للمستشفى عندما جاءتها آلام المخاض، وانتظر هناك لعدة ساعات حضور الأطباء لمعاينتها دون فائدة رغم التواصل معهم، ما دفعه إلى نقل زوجته إلى مستشفى خاص؛ حيث أجريت لها عملية اكتشف بعدها أن الطفل متوفى ما تسبب للأم بتسمم، الأمر الذي استعدى لإجراء عملية أخرى، متسائلًا عمن يمكنه محاسبة المتسببين بذلك.

وقال نجد: "رفعت شكوى لمكتب الصحة مطالباً باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه ما حدث، استطعت أنا أن أنقل زوجتي لمشفى خاص وأنقذ حياتها لكن المواطن المعدم من له في مثل هكذا مواقف تحدث كل يوم".

وأكد فارس حيدرة أنه أحضر مريضته إلى مستشفى الوهط لتلقي العلاج، ليتفاجأ بعدم توافر مادة الديزل لتشغيل المولد نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، ما دفعه إلى توفير الديزل على حسابه وتشغيل المولد، مشيراً إلى هزلية الأمر بالنسبة للقائمين على المستشفى.

قصص كثيرة ترويها عتبات مسشتفى الوهط الذي تحول من قبلة للمرضى إلى مقبرة حُتم على من يدخلها ألا يخرج سيراً على قدميه، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً لإصلاح منظومته الإدارية والصحية ليقدم أفضل خدمة طبية بعد أن حدثت العديد من الوفيات نتيجة الإهمال وموت الضمير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى