جنوب اليمن الدولة المستقلة سابقا ونزعات الانفصال

> عدن «الأيام» أ ف ب

> كان جنوب اليمن دولة مستقلة قائمة بذاتها عاصمتها عدن حتى عام 1990 عندما تم توحيد الشمال والجنوب.

بعد ثلاثة عقود من شعورهم بالتهميش من السلطات المركزية في صنعاء، أعلن الانفصاليون الجنوبيون في 26 أبريل "الإدارة الذاتية".

انقسام وتوحيد
يعود تقسيم اليمن إلى احتلال بريطانيا لعدن في عام 1839، بينما كانت باقي البلاد تابعة للامبراطورية العثمانية.

في عام 1934، اعترفت بريطانيا العظمى باليمن بقيادة الإمام الزيدي يحيى، "ملك اليمن"، كدولة مستقلة. وأعلن البريطانيون بعدها بعام عدن "مستعمرة للتاج البريطاني"، قبل إعلان المناطق الداخلية المحيطة بها "محمية" بريطانية.

وتمت الإطاحة بالنظام الملكي للإمامة الزيدية في شمال البلاد في عام 1962 في انقلاب قاده ضباط قوميون ثم تدخل مصر. وفي عام 1967، أصبح جنوب اليمن مستقلا بعد ثورة مسلحة بدأت عام 1963 ضد البريطانيين.

وتولى اليسار سدة الحكم في الجنوب وتقارب مع الاتحاد السوفياتي، بينما قام الجمهوريون في الشمال بالتصالح مع الملكيين برعاية السعودية في عام 1970.

ووقع نزاع مسلح بين اليمنين في عام 1972. وتمّ توحيد اليمن الجنوبي مع اليمن الشمالي في عام 1990 برئاسة علي عبد الله صالح الذي أصبح رئيسا للجمهورية اليمنية الموحدة.

بعد أربع سنوات، قامت في جنوب اليمن حركة تمرد انفصالية انتهت بعد مواجهة مع قوات صالح.
لكن ندوب تلك الحرب لم تندمل، وبقيت تداعياتها تغذي الميول الانفصالية.

ثلثا مساحة اليمن
وكانت جمهورية اليمن الجنوبي تمتد على مساحة 336,869 كيلومتر مربع، وتمثل ثلثي مساحة اليمن اليوم. وكان يحدها اليمن الشمالي والسعودية وسلطنة عمان.

ومع ذلك، لا يسكن في المنطقة سوى خمس سكان اليمن، أي نحو 28 مليون شخص.
ومصدر الدخل الرئيسي فيها هو الزراعة وصيد الأسماك.

عدن عاصمة الجنوب
كانت عدن تشكل مركزا تجاريا مزدهرا تابعا للامبراطورية البريطانية مع مينائها. وكانت عاصمة لدولة اليمن الجنوبي.
بعد مغادرة البريطانيين في عام 1967، تولى الاشتراكيون الماركسيون السلطة وحافظوا على الطابع الليبرالي للمدينة.

بعد توحيد اليمن عام 1990، أصبحت صنعاء في وسط البلاد العاصمة الجديدة للجمهورية اليمنية.

في عام 2015، أصبحت عدن "العاصمة المؤقتة" لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء ومساحات واسعة في الشمال.

الحراك الجنوبي
منذ توحيد شطري اليمن، اشتكى سكان الجنوب من التمييز لصالح سكان الشمال.

في عام 2007-2008، خرجت تظاهرات على أسس المطالبة بحقوق سياسية واجتماعية في مدن الجنوب شارك فيها آلاف من اليمنيين ما أدى إلى ولادة "الحراك الجنوبي" وهو عبارة عن ائتلاف مجموعات معارضة تضم اشتراكيين سابقين كانوا على رأس السلطة قبل 1990 والإسلاميين.

وضمّ الحراك تيارات مختلفة منها دعاة الاستقلال وأيضا المعتدلين الذين يطالبون بالمزيد من الحكم الذاتي.

في عام 2017، تصاعد التوتر بين الانفصاليين والحكومة اليمنية بعد أن أقال هادي محافظ عدن عيدروس الزبيدي الذي قام بعدها بتشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي" بهدف إدارة محافظات الجنوب.

في نهاية كانون يناير 2018 ، سيطر الانفصاليون على القسم الاكبر من عدن وحاصروا القصر الرئاسي.
وأسفرت وساطات قادها التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل الحوثيين، عن رفع الحصار عن القصر الرئاسي.

غير أنّ الأزمة أظهرت تباينات بين السعودية الداعمة لهادي والإمارات التي لطالما دربت ودعمت قوة "الحزام الأمني" المؤيدة للحراك الانفصالي.

في اغسطس 2019، اندلعت مواجهات جديدة في عدن بين الانفصاليين والقوات الموالية للحكومة.

في أوائل نوفمبر، تم توقيع اتفاق لتقاسم السلطة في الرياض وضع حدا للمواجهات، ولكن لم يتم تطبيق أي من بنوده على الأرض سوى عودة رئيس الوزراء إلى عدن.

في 26 ابريل 2020، يعلن الانفصاليون "إدارة ذاتية" في الجنوب بعد تعثر اتفاق تقاسم السلطة، ويتهمون الحكومة بعدم الإيفاء بالتزاماتها و "التآمر" على قضية الجنوب.

وترفض كل من السعودية والإمارات الإعلان. ومنذ 11 مايو، تندلع معارك بين القوات الموالية للحكومة وقوات المجلس الانتقالي في محافظة ابين جنوب اليمن.

المجموعات الجهادية
تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب نشأ عام 2009 باندماج الفرعين السعودي واليمني للقاعدة، واستغل ضعف السلطة المركزية في 2011 نتيجة الاحتجاجات الشعبية ضد صالح، وعزز نفوذه في جنوب البلاد وجنوب شرقها.

ولعبت قوات "الحزام الأمني" دورا هاما في القتال ضد القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" وانسحابها من مدن كانت خاضعة لسيطرتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى