جراندي للانتقالي: نعمل مع من يلتزم بتخفيف معاناة السكان

> صنعاء/ عدن «الأيام» خاص

> الانتقالي: الحكومة فشلت في توفير واجبات الكهرباء والصرف الصحي
ردت منسقة الأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية المقيمة في اليمن، ليزا غراندي، أمس، على الرسالة التي رفعها المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت سابق، بشأن تدهور الوضع الإنساني والأمني وانتشار فيروس كورونا في البلاد وخاصة المناطق المحررة.
وقالت ليزا غراندي، في بيان رد، اطلعت عليها "الأيام" وبعثته إلى عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس لجنة الإغاثة والعمل الإنساني، عدنان الكاف، حيث أكدت مشاطرتها وفريق المعني التابع للأمم المتحدة القلق الشديد حول أضرار كوفيد 19 والأوضاع الإنسانية المؤلمة التي تواجه السكان في كافة أرجاء اليمن.

وأضافت في نص الرسالة: "ونحن إذ ندرك أهمية العمل مع كل من يلتزم بتخفيف معاناة السكان، فإنني أود في هذا الخصوص التأكيد بأن مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في عدن، سيستمر في التنسيق مع لجنتكم بشأن جميع المواضيع ذات العلاقة، أرجو أن تسمحوا لي بالتعبير عن امتناننا لكم للتعاون والشراكة المستمرين.

وكان القيادي بالمجلس الانتقالي، عدنان الكاف، قدم رسالة إلى غراندي مؤرخة في 19 مايو لم تسرب إلى وسائل الإعلام، لكن مصدر في الأمم المتحدة بعث بنسخة منها، أمس، إلى "الأيام" وننشر مقتطفات منها بسبب حساسية الموضوع: "كما تعلمون، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية بالجنوب في 25 أبريل استجابة لتدهور الوضع الإنساني والأمني على أرض الواقع، والذي تفاقم بسبب تهديد كوفيد 19. يحدد بياننا العام سياق هذا القرار، الذي لم نتخذه باستخفاف أو بدون دراسة متأنية، وكتبنا بعد ذلك إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمبعوث الخاص إلى اليمن، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، لإعطاء مزيد من التفاصيل حول سبب شعورنا بأن ذلك كان ضرورياً ووضع رؤيتنا للمضي قدماً، بما في ذلك بشأن المسار السياسي.

كان الدافع الرئيسي هو رغبتنا في تحسين الظروف المعيشية للناس العاديين في الجنوب الذين عانوا سنوات من الإهمال المنهجي، الذي يتميز بسوء الإدارة الحكومية والفساد. كانت النقطة الحاسمة هي فشل الحكومة في الوفاء بواجبها في توفير الكهرباء والصرف الصحي للمواطنين على الرغم من الفيضانات الأخيرة وتطور تهديد كوفيد 19. لذلك أكتب إليكم بصفتي رئيس لجنة الإغاثة والعمل الإنساني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي للتأكيد على التزامنا بالعمل معكم ومع شركاء آخرين لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في التخفيف من الاحتياجات الإنسانية والإنمائية للسكان المحليين.

أدرك أنه قد يكون لديك ولدى بعض الشركاء تحفظات على قرارنا وما يعنيه للمسار السياسي الأوسع. أود أن أقترح أننا نترك السياسة لزملائنا حتى نتمكن من التركيز على العمل معاً لإعطاء الأولوية لإدخال تحسينات حقيقية على الأرض للناس العاديين. هدفي هو أن تقوم لجنتنا والإدارة الذاتية الجنوبية بتطوير علاقة عمل مثمرة معكم ومع شركاء إنسانيين وإنمائيين آخرين على أرض الواقع يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتنسيق والشفافية.

وتحقيقاً لهذه الغاية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأطمئنكم بأن لجنة الإغاثة والعمل الإنساني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والإدارة الذاتية الجنوبية، لا تزال ملتزمة بالمبادئ الإنسانية الراسخة، بما في ذلك حياد المساعدة وحيادها. وبالتالي، نحن على استعداد للمساعدة في تسهيل وصول الشركاء الإنسانيين إلى أية منطقة تحت سيطرتنا، بما في ذلك تسهيل الممرات إلى الشمال. نحن واضحون أن تلبية احتياجات الشعب اليمني يجب أن تأتي أولاً.

لتعزيز طرق العمل، سننشئ وظيفة تنسيق إنساني داخل الإدارة الذاتية الجنوبية التي ستتضمن ولايتها الاتصال بين المنظمات الإنسانية والسلطات في الجنوب. فهم أين تذهب المساعدة وعلى أي مستوى سيساعد على إعلام التخطيط الخاص بنا، بالإضافة إلى توفير منتدى للشركاء لإثارة أية مشاكل تمنع التسليم. بهذه الطريقة يمكننا العمل معاً للتغلب على هذه وتعزيز الاستجابات الإجمالية. أرحب بإسهامكم، إلى جانب شركاء آخرين، في أمثلة لأفضل الممارسات حتى نتمكن من الاعتماد عليها أثناء تطوير هذه الوظيفة وطرقنا للعمل معاً للمضي قدماً.

ومن الواضح أن الأولوية الإنسانية الرئيسية هي استجابة كوفيد 19، حيث يتزايد عدد الوفيات بسرعة منذ تحديد الحالة الأولى قبل بضعة أسابيع. بينما نقدر الجهود المبذولة حتى الآن لعلاج المصابين وحماية السكان، فإننا بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم لتجنب حدوث تأثير كارثي. يعني النظام الصحي الضعيف، الذي تفاقمت به البنية التحتية المتضررة، إن الموارد الضرورية غير متاحة لمواجهة انتشار الأمراض في الجنوب، لاسيما على رأس الارتفاع في أمراض أخرى مثل حمى الضنك والملاريا التي شوهدت بعد الفيضانات الأخيرة. يتم تخفيض المستشفيات إلى أبسط العمليات، كما أن معدات الحماية الشخصية للأفراد نادرة بشكل خطير. في حين أن ممثلي لجنة الطوارئ كوفيد 19 التي تم إنشاؤها لإدارة الأزمة قد وضعوا بروتوكولات لتحقيق أقصى استفادة من مجموعات الاختبار المحدودة والتدابير الأخرى لمحاولة احتواء الموقف، فإننا بحاجة ماسة إلى المزيد من إمدادات معدات الحماية الشخصية ومجموعات الاختبار وأجهزة التنفس الصناعي، فضلاً عن المساعدة في تشغيل المستشفيات الميدانية. بدون هذا قد ننظر إلى معدل وفيات 100 % تقريباً للحالات التي تتطلب المساعدة الطبية.

يؤدي الانقطاع الوشيك لبرامج الأمم المتحدة والتمويل المحدود لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن إلى تفاقم المشكلة. نرحب بالدعوات لزيادة جمع التبرعات من الجهات المانحة لليمن لمعالجة أوجه القصور هذه، بما في ذلك مؤتمر التعهدات الإنسانية الذي استضافته الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية في أوائل يونيو. ولكن لكي تكون ناجحاً، من الضروري أن يأخذ هذا الحدث في الاعتبار الاحتياجات الخاصة للجنوب ويؤدي إلى: أ - التمويل المخصص والمساعدة الإنمائية للمحافظات الجنوبية. ب - الالتزام والمتابعة لتحويل التعهدات إلى مساعدة ملموسة. ج - تنفيذ جميع المشاريع على أرض الواقع دون عوائق من قبل الحكومة اليمنية أو أي طرف آخر في النزاع. سيتيح هذا النهج استجابة جماعية أكثر فعالية للتحديات المتعددة التي تواجهنا، والبلد ككل، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالحاجة إلى اتخاذ خيارات صعبة على تحديد الأولويات".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى