بسبب الحرب المستمرة.. شقرة مدينة محاصرة ومواطنون يشكون انعدام خدمتي الكهرباء والماء

> تقرير/ خاص

> سكان محليون: مدينتنا تحولت لثكنة عسكرية
يعاني سكان مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبين وضعاً مأساوياً منذ أن سيطرت عليها قوات حزب الاصلاح القادمة من المحافظات الشمالية في شهر أغسطس من العام الماضي وحولتها إلى ساحة حرب وثكنة عسكرية. ومنذ أكثر من 20 يوماً ترزح المدينة في ظلام دامس نتيجة قطع خطوط إمداد الكهرباء جراء المواجهات الأخيرة التي شهدتها المدينة، كما بات الأهالي يشكون من انعدام المياه مما أجبر الكثيرين على شراء الماء بواسطة الوايتات (البوز)، فيما عجز البعض عن الشراء لارتفاع أسعارها.

كما تسببت الحرب الدائرة بحرمان العديد من أبناء المدينة مصادر دخلهم من صيد الأسماك، نتيجة لعدم استقرار الأوضاع الأمنية فيها.

تحشيد عسكري
وقال عدد من أهالي شقرة إن استمرار المليشيات الإخوانية، المتدثرة تحت عباءة الشرعية، باستقدام تعزيزاتها العسكرية من محافظات الشمال صوب شقرة أثار قلقاً واستهجاناً كبيرين لدى السكان المحليين، وتسبب بخنق المدينة وحصارها عسكرياً من جميع الاتجاهات. وطبقاً لإفادات السكان فإن التعزيزات والحشود تتمركز في جبال العرقوب المطلة على المدينة من الشرق ومزودة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وغيرها، تعرضت جراء استخدامها الكثير من المنازل لأضرار كبيرة، مشيرين إلى أن قوات تتبع مجاميع هذه المليشيا تتمركز في مدخل شقرة هي الأخرى خلقت حالة من الرعب والخوف لدى الأطفال والسكان بشكل عام وأفقدتهم فرحة العيد.

وشدد مواطنون في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» على رفضهم القاطع لعسكرة المدينة وإقلاق السكينة العامة فيها، مطالبين تلك القوات بالرحيل، مؤكدين أن الطريق لتحرير صنعاء يبدأ من محافظة مأرب ونهم، وليس من شقرة، كما دعوا قوات التحالف العربي للتدخل العاجل لإخراج القوات العسكرية التي وصفوها بالمعتدية على مدينتهم وفك الحصار عنهم وكذا إدخال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة.

اعتقالات ومداهمات
ومنذ سيطرة هذه القوات على شقرة بدأت بحملات مداهمات واعتقالات طالت الأصوات الرافضة لعسكرة المدينة وعددا من الناشطين الإعلاميين، وكذا المنتمين لقوات الحزام الأمني من أبناء المدينة قبل القيام بترحيلهم إلى محافظة شبوة، وفقا لمصادر حقوقية.
وعبّر عدد كبير من الصيادين بشقرة الذين يعتمدون على صيد الأسماك كمصدر دخل وحيد لهم، عبروا عن استيائهم من تكرار تعرضهم  لمضايقات من قبل المليشيات الإخوانية تمثلت بإطلاق الرصاص عليهم وهم يمارسون أعمالهم في الصيد بالقرب من مواقع عسكرية مستحدثة.

وقال سكان محليون في شقرة لـ«الأيام» إن متنفسات أهالي المدينة والعائلات تحولت إلى مواقع وثكنات عسكرية، وأصبح المواطنون جراءها أسرى في منازلهم لا يستطيعون الخروج مع عوائلهم للنزهة خلال أيام العيد.
كما خلق التواجد المكثف لهذه القوات والمعززة بأطقم عسكرية وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بسوق مدينة شقرة حالة من التذمر والغضب في صفوف المواطنين، بحسب أحاديث أدلى بها أهالي لـ«الأيام».

ووفقاً للسكان، فإن الغالبية العظمى من هؤلاء الجنود ينتمون إلى المحافظات الشمالية.

غضب واستياء
وأوضح أبو محمد، وهو أحد أبناء المدينة، أن خلافات دائماً ما تنشب بين أفراد شماليين وآخرين جنوبيين بسبب "الصرفة اليومية أو القات"، يصل في بعض الأحيان إلى إطلاق الرصاص الحي في وسط السوق المكتظ بالمتسوقين.
وأضاف: "تُعد مدينة شقرة الساحلية رافداً اقتصاديا للمحافظة والبلاد بمنتجاتها السمكية المتنوعة، ومصدر دخل للكثير من الصيادين القادمين إليها من مختلف المحافظات، غير أن الأحداث التي مرت بها بدءاً بحرب القاعدة في العام 2011م، وحرب الحوثي في العام 2015م، وأخيراً حرب تحرير المحرر باسم الشرعية، أثر على حياة الصيادين والمواطنين على حدٍ سواء".

وأشار أبو محمد في حديثه لـ«الأيام» إلى أن المواطنين تعشموا خيراً بعد اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية في المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية، قبل أن يتم إفشاله بسبب التعنت من قِبل من لا يريدون حلاً لإنهاء معاناة المواطن البسيط.
فيما أكد المواطن أبو صالح، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مدينة شقرة أضحت منكوبة جراء المعاناة والحصار الذي لم تشهده في أي من الحروب السابقة.

وأضاف متسائلاً: "مَن المستفيد من التعذيب الذي يمارس بحق أبناء المدينة وضواحيها من خلال حرمانهم خدمتي الكهرباء والمياه؟"، مشيراً إلى أن شقرة باتت تسير نحو منحنى خطير أصبحت معالمه واضحة في مختلف الجوانب، سيكتوي بنيرانه الجميع من البسطاء.
وأوضح في السياق أن الكثير من أبناء المدينة قد نزحوا جراء جحيم انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر المياه الصالحة للشرب نتيجة الحصار المطبق على المدينة من قِبل المليشيات المتدثرة بثوب الشرعية وتحويلها إلى ثكنة عسكرية من اتجاه جبال العرقوب وقرن الكلاسي.

وناشد أبو صالح المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، وكل من لديه ذرة إنسانية، بالتدخل السريع لإصلاح التيار الكهربائي وتوفير المياه الصالحة للشرب وإدخال الأدوية للمدينة المحاصرة بالأوبئة والأمراض الفتاكة ومنها المكرفس وحمى الضنك والحميات وفيروس كورونا، كما ناشد لجنة الوساطة السابقة استئناف الحوار مع الأطراف لإغاثة المنكوبين والمحاصرين في المدينة.

وتسبب الاستخدام المكثف للأعيرة النارية ليلاً بخلق حالة من الرعب والخوف لدى أبناء المدينة، لاسيما الاطفال والنساء، وأجبر بعضهم على النزوح إلى مناطق أخرى تابعة لمديريتي زنجبار وخنفر بالمحافظة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى