العيد في زمن كورونا بحضرموت.. طقوس ومخاوف

> تقرير/ خالد بلحاج

> سكان محليون: تخلينا عن معايدة الأهل واكتفينا بالاتصال
أطل عيد الفطر هذا العام بمحافظة حضرموت، بشكل مختلف عمَّا كان عليه في الأعوام السابقة، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات المحلية ضمن جهودها لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وشملت الإجراءات حظر تجوال جزئي، ومنع التجمعات، وإغلاق الحدائق والمتنزهات، ومنع إقامة صلاة العيد في المساجد، غير أن كل ذلك لم يمنع سكان المحافظة من الابتهاج بالعيد ومزاولة بعض الطقوس الخاصة به.

عيد من غير صلاة
للمرة الأولى منذ سنوات، لم يستطع سكان حضرموت من أداء صلاة العيد في المساجد والساحات باستثناء البعض منها، وتبادل التهاني العيدية، حيث دعت السلطات في المحافظة إلى أداء صلاة العيد في المنازل احترازاً من انتشار الوباء.
وأثار عدم إقامة صلاة العيد في الأماكن المخصصة تبايناً في الآراء بين مؤيد ومعارض. ووصف بعض المواطنين الإجراء بالخاطئ، كما قال سالم محمد والذي أكد بأن عدم أداء صلاة العيد في جماعة مثل سابقة هي الأولى في حياته، وخطوة خاطئة كونها تمس إحدى الشعائر الدينية، مبرراً ذلك بعدم فرض الإجراءات الاحترازية بشكل عام وكما يجب.

ويختلف مع وجهة نظره جاره عامر سعيد الذي يعتبر القرار بأنه "منطقي وصحيح"، حد قوله.
ويضيف لـ«الأيام» أن "الحفاظ على أرواح الناس من الوباء واجب إنساني وحتمي، فيما صلاة العيد سُنّة".

من جهته، أشار المهندس عبدالقادر علي إلى أن هذا العيد مختلف تماماً عن الأعياد السابقة، مؤكداً أنه لم يعره أي اهتمام، بقدر ما هو قلق على صحته جراء انتشار الفيروس.
ويقول لـ«الأيام» : "لم أعد أريد الفرح والمرح في العيد، لم أقتنِ ملابس جديدة بهذه المناسبة الدينية، أو أستعد ذلك الاستعداد الذي يليق بالعيد"، لافتاً إلى أن جلّ اهتمامه أصبح يتركز على كيفية حماية نفسه من الوباء من خلال تجنب الأسواق والازدحام، والبقاء في المنزل.

ويضيف: "هناك تغيّر كبير لهذا العيد، ففيروس كورونا سلبنا الفرحة، وها هو يسلب الأرواح من حولنا".
ويأمل المهندس علي انتهاء جائحة كورونا، وأن يعود العالم لِما كان عليه "مفتوحاً بلا مخاوف ولا قيود".

تباعد اجتماعي
العديد من الطقوس والتقاليد الشعبية المتوارثة التي اعتاد عليها أبناء حضرموت منذ عقود، اختفت هذا العام، وافتقدوا أجواءها المليئة بالفرحة والسعادة.
تقول أم حسن لـ«الأيام»: "إن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي ستفي بالغرض، وستتجاوز الإجراءات الاحترازية فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي، من خلال المكالمات الهاتفية وإرسال الرسائل وتبادل التهاني والتبريكات العيدية".

لكنها تقلل في مدى التزام الناس بالتباعد الاجتماعي، والامتناع عن المصافحة باليد والتقبيل وتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، خصوصاً في ظل هشاشة أداء السلطات الأمنية في تطبيق الإجراءات الاحترازية.

العيد سيبقى فرحة
رغم أن الإجراءات الاحترازية أفضت إلى إعلان الحظر الشامل خلال أيام عيد الفطر السعيد، إلا أن تلك الظروف لم تعكر صفو العديد من الأسر التي أصرت على أن تفرح بالعيد كعادتها، سواء في ترتيب البيت أو تجهيز بعض التحضيرات اللازمة، أو بشراء ملابس العيد لأبنائها.
يقول عمر علي: "عيد الفطر مميز لجميع المسلمين، فهو إعلان الإفطار بعد الانتهاء من صيام شهر رمضان الفضيل، والأصل أن يكون يوم فرح وسرور، سواء داخل المنزل أو خارجه". ويلفت إلى أن الحظر لا يغير من صلته لأرحامه وأقاربه في شيء، في ظل الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل المعايدة للأهل والأصدقاء.

بينما يرى عوض عبدالله أن العيد يحمل معنى الشكر على تمام العبادة، وهي شكر باللسان والقلب، وفرحة متجددة لا يمل منها، لأنها مرتبطة بعبادة لا تتوقف، فعيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان وهو شهر عبادة وطاعة. ويضيف: "المسلم يفرح بقدوم العيد؛ لأنه أدى عبادة الصيام والقيام وعمل الخير طوال شهر رمضان، ففرح الصائم يرتبط بأداء العبادة، والعبادة تؤدى في كل الظروف، مؤكداً أن انتشار كورونا لم يمنع من صيام الشهر الفضيل، لما فيه من منافع صحية ووقائية فضلاً عن كونه عبادة".

ويتابع: "وإن كانت الإجراءات المتخذة للوقاية لم تسمح بأداء صلاة العيد في المساجد والساحات فإنها أقيمت في كل بيت، وفي العيد تتجلى معاني الأخوة والإنسانية، فهو ميدان للتسابق في الخيرات والمنافسة في البذل والعطاء، كما تتجلى الفرحة بالعيد، لأنه مظهر من مظاهر وحدة المسلمين يشتركون فيه بأرجاء العالم كافة، كما يسهم في تعميق التلاحم بين أفراد الأمة، وتوثيق الروابط بينها ويشعر الجميع بالبهجة والسعادة والسرور ومشاعر الألفة".

عيد العافية
وعلّق سعيد محمد عن المنغصات التي عاناها السكان في فترة العيد وما زالوا بسبب وباء كورونا بالقول: "(العيد عيد العافية) عبارة قالها الأجداد قديمًا ولم يعرها الأجيال الاهتمام ومرت مرور الكرام ولكننا اليوم نعيد هذه العبارة (فالعيد عيد العافية) والصحة لا يدرك معناها إلا المرضى والآن أدركنا جميعاً قيمتها".
فيما قال عيظة أحمد: "رغم الحظر وعدم الصلاة في المساجد والساحات، أدى الكثير من المواطنين طقوس العيد كالتزاور وتقديم العيدية والحلويات للأطفال ولكن أديت بغير المعتاد بسبب تخوفهم من انتشار الوباء".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى