أوقفوا الإنجاب!

> أكثر الأطفال الذين تم أسرهم من قبل قوات التحالف العربي والقوات الجنوبية في جبهات القتال مع الحوثي والإخوان تتراوح أعمارهم ما بين 10 - 14 ولا يجيدون القراءة والكتابة، والقليل منهم مختطف والباقي أهاليهم لا يسألون عنهم وعن أسباب اختفائهم لشهور وسنين، لأن ولادتهم كانت ناتجة عن قلة وعي جنسي وتربيتهم مكلفة، ولذا طالما طلّوا على هذه الحياة، فهم بسبب الفقر سيظلون بدون تعليم، البنات الصغيرات صالحات للزواج لجماعة البيدوفيليا الحلال المسمى "زواج القاصرات "، أما الأولاد فهم صالحون للعمل، وطالما لا يوجد عمل فهم صالحون إما للشحاتة في الشوارع أو جنود لجبهات القتال، ولهذا يتم بيعهم في الغالب كأطفال مرتزقة لجماعات الغسيل الذهني القبلي والديني المذهبي، الذين يجهزونهم خلال فترة قصيرة للمعارك مع وعود وإغراءات باللجنة في حالة الموت، والراتب والرتبة في حالة الحياة.

إن اليمن التي مزقتها الصراعات المسلحة وفرت طفولة صعبة للجيل الأصغر، إذ يضطر معظم الأطفال إلى ترك المدارس من أجل إطعام عائلاتهم وأنفسهم بشكل أساسي، وفي الوقت الحالي تستغل الجماعات المتطرفة والحوثي والإخوان حالة الجهل والفقر في غالبية مناطق اليمن لتجنيد عدد أكبر من الأطفال لاستغلالهم في حروبها، مع علم الطرفين بأنهما يخالفان اتفاقية عام 1989 مادة (1) بشأن حقوق الطفل، وبأن الحرب والأطفال نقيضان وتوحيد هذه المفاهيم نفسها غير طبيعي.

الآباء والأمهات الذين باعوا أطفالهم لجبهات القتال واضح أنهم لا يملكون صفات الإنسانية والرحمة، وكان الأجدر بهم أولا أن يقنعوا أولادهم بأن يتخلوا عن شيء اسمه الطفولة وأن يكونوا مستعدين لتقبل حقيقة أنهم يمكن أن يقتلوا، أو بأنهم سيصبحون شركاء في جرائم حرب بشعة.

أدرك الجنوبيون بعد حرب 1994 بأنهم توحدوا مع مليشيات مسلحة قبلية في الشمال تحت اسم دولة "مليشيات عفاش، الزنداني، الحوثي" تقتات من الحروب وتستخدم الأطفال فيها كجنود وجواسيس، انتحاريين، رسل، حمالين، طهاة، وحتى للخدمات الجنسية القسرية، ولا تأبه إلى أوضاعهم النفسية بعد انتهاء حروبها، التي لا تستطيع الذاكرة الصغيرة محو المشاهد المؤلمة التي عاشتها وستمنعهم لاحقا من القدرة على العودة إلى براءتهم، فالحرب أمر صعب على الجنود كبارًا، فكيف على الأطفال الذين عاشوا جحيم القصف والمعارك الرهيبة وعانوا من الجوع والحر والبرد؟!

سيظل هؤلاء الأطفال بعد انتهاء كل حرب قنابل موقوتة قابلة للانفجار إن طلب استعمالها، لأن الأكثرية منهم لا تخضع إلى إعادة تأهيل نفسي، فمن أجل الإنسانية والطفولة البريئة أوقفوا تحويل الأطفال إلى آلات قتل صغيرة ومتسولين.
"إنه لأمر جلل أن تقرر إنجاب طفل، إنه يعني أن تقرر السماح لقلبك بأن يحوم خارج جسدك إلى الأبد" إليزابيث ستون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى