فيما تزال أسرة واحدة صامدة.. أهالي قرى خيران يزورون مواطنهم المهجورة

> حبيل جبر «الأيام» شاكر الفريدي

> في أعلى قمة مركز خيران بمنطقة حبيل جبر ردفان تقع قرية القشعة المحتوية على 45 منزلاً، وأسفل منها قرية النوبة، وبها ما يقارب 15 منزلاً ثم لشعاب الأعلى والأسفل.
وتشترك القرى جميعها بالمناخ المعتدل صيفاً البارد شتاء بالمناظر الخلابة، حيث زرع أهالي تلك القرى الأشجار على الحوائط في المدرجات لتظهر بمنظر جمالي فريد.


وإلى جانب المميزات الطبيعية تنعم قرى خيران بخدمة الكهرباء التي أوصلها أبناؤها إلى أعلى قمة، وشقوا طريقاً أسفلتياً يمكن السيارات من الوصول إلى آخر منزل في القمة، كما بنوا مدرسة ابتدائية تتوسط القرى ليصل إليها الطلاب من القرى كافة.

كل تلك المميزات لم تنجح في إقناع أهالي قرى خيران بالبقاء في منازلهم، فهوس الهجرة كان قد سيطر على معظمهم، بينما البعض غادر منزله إثر الحرب وتبعاتها.
لم تتبق سوى أسرة واحدة فقط، فخلال 6 سنوات غادر جميع السكان قراهم ومنازلهم الفاخرة والبنايات الحديثة إلى أماكن أخرى لتحل محلهم القرود والطيور، وتصبح المنطقة برمتها خاوية على عروشها.


ولإبقاء خيط رفيع من الحنين والوفاء لموطنهم ينظم شباب القرى المهجورة رحلة سنوية إلى قراهم في محاولة للمِّ الشمل، وتعريف الجيل الجديد من الأطفال الذين ولدوا خارج الموطن بمسقط رأس الآباء، وكفاح الأجداد لعقود من الزمن لتطوير قراهم قبل أن يضيعها الجيل اللاحق.

صورة معبرة احد الشيوخ  النازحين  يستلقى في ظل شجرة في قريته المهجورة ويحاول ان  يعيد ذكريات الطفوله والعيش في قريتة المهجورة
صورة معبرة احد الشيوخ النازحين يستلقى في ظل شجرة في قريته المهجورة ويحاول ان يعيد ذكريات الطفوله والعيش في قريتة المهجورة

ويستغل السكان المهاجرون فترة بقائهم في مواطنهم بالتقاط الصور التذكارية، فيما بعضهم يتبادل الأحاديث لإيضاح كيف عاش الأجداد وكيف شيدوا المنازل وحفروا السدود أعلى المنحدرات، بينما تسلل الحنين إلى قلوب بعضهم فدمعت أعينهم على الماضي الجميل وما فرطت به أيديهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى