خالد فضل منصور.. المفكر الريادي

> خالد فضل منصور من مواليد 1932 قرية الحمراء بلحج تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الحسنية بمدينة الحوطة، وأكمل دراسته الثانوية والجامعية في الـ ج. ع المتحدة- ج م العربية، وحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة عين شمس، حسب صحيفة «الأيام».
بعد عودته إلى أرض الوطن، والكلام لا يزال لصحيفة «الأيام» في تأبين الفقيد عام 2008 عمل مدرساً في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بمدينة عدن، وانتقل بعد ذلك للعمل في الاتحاد التعاوني. ترأس لجنة الإنعاش التعاوني، ثم سكرتيراً تنفيذياً بالمحافظة لحج 70-72.

عمل في وزارة الحكم المحلي رئيساً لقسم المجالس المحلية، وانتخب عضواً بمجلس الشعب الأعلى عام 1978، كما عين وزيراً للعدل من 78 - 1986. أحيل للتقاعد 2007، وقبلها عمل رئيساً للجنة الخدمات والمرافق في لجان الوحدة.
كتب عنه الصحفي عبد الرحمن خبارة في صحيفة «الأيام»: "في حديث قديم أذكره جيداً لـ د. محمد زين جعفر رئيس جامعة عدن الأسبق عن خالد فضل منصور الطالب بالقاهرة له ميزات خاصة من دماثة الخلق، وهو محبوب المعشر، وقارئ ممتاز لا في تخصصه القانوني، إذ إنه حجة في فقه التشريع والقانون، وإنما يمتد إلى الفلسفة وسائر العلوم الاقتصادية والاجتماعية". وأتذكر، والكلام لخبارة، أن الفقيد الوطني عبدالله عبد الرزاق باذيب قبل أن يعين الفقيد خالد فضل منصور وزيراً للعدل باليمن الجنوبية في نقاش حضره أعضاء في لجان الوحدة في السبعينات، وكان النقاش محتدماً، وبدون الوصول إلى تعريفات محددة لمفردات السيادة والحدود إلخ اقترح أ. باذيب على المناقشين الاستعانة بخالد فضل منصور كونه مرجعاً للقانون والتشريع، وكان أول من وافق عمر الجاوي، وبالفعل كان أ. خالد يمتاز بكثير من المزايا، حيث كان على خلق عظيم، واتسم بالتواضع الجم، ويذكره الكثيرون من الإخوة في وزارة العدل، حيث يرددون أن سنوات وجوده في وزارة العدل تعتبر من أفضل السنوات، حيث كان صديقاً للموظفين، معيناً لهم في كل مشاكلهم وهمومهم، وتمنى عبد الرحمن خبارة على وزير الإدارة المحلية الرجوع إلى القوانين واللوائح التي أصدرها أ. خالد عندما كان مديراً عاماً للإدارة المحلية في محافظة لحج، حيث عممت هذه اللوائح، وساهمت مساهمة كبرى في سن قانون عام للحكم المحلي أوسع بكثير من المشاريع الراهنة اليوم، وكانت محافظة حضرموت مثلاً تحكم نفسها كاملاً في الجوانب المالية، والتوظيف وغيرها من مهمات المجالس المحلية، ومن تواضعه وشهامته -رغم مشاكله المزمنة، ومرضه العضال-  أنه كان لا يحبذ أن يطالب بمعالجته في الخارج كسائر كبار الموظفين، فانطوى على نفسه، وبقي مدة طويلة أسير منزله، قليل النشاط والحركة، رغم تعيينه رئيساً لحزب التجمع الوحدوي.

في كتاب «التحديث في اليمن» يذكر د. أحمد القصير أن خالد فضل منصور كان ضمن البعثة الحكومية إلى مصر من لحج، وأنه ضمن الحركة الطلابية اليمنية، والطلاب الثلاثة الآخرون هم: إبراهيم صادق، وطاهر رجب، وعبده عثمان. ويذكر القصير أن البعثة الطلابية الثانية من لحج وصلت القاهرة عام 48، وتشكلت من خمسة طلاب كانوا جميعاً في حلوان، وهم: أحمد سعيد صدقة، وخالد فضل منصور، وصالح حرسي فرج، وفضل محسن عنبول، وناصر عامر، وبعد فترة انضم  إليهم عبد الله أحمد شهاب، وفيصل عبد اللطيف الشعبي. (ص79).

وفي عرضه لنشاط الطلاب اليمنيين بعد انعقاد مؤتمر الطلاب اليمنيين الأول يشير د. القصير أن الطالب خالد فضل منصور من أنشط هذه المجموعة. (ص85). كما يشير د. القصير في الكتاب المشار إليه أنه منذ بداية الحركة الطلابية اليمنية في حلوان ظهر تلاحم بين الطلاب اليمنيين، والمصريين والعرب المتواجدين بحلوان، خاصة السودانيين وكان من بين أشكال ذلك التفاعل نشاط نادي الشباب الديمقراطي الذي تشكل بمبادرة من الطلاب الشيوعيين. وينبغي التنويه أيضاً بأن وجود تجمع للطلاب اليمنيين الماركسيين بالقاهرة، إلى جانب عضوية أعداد ليست بالقليلة منهم في «حدتو» قد ساعد هو الآخر على تبلور توجهات الحركة الطلابية التي نتحدث عنها، ولم تقتصر عضوية بعض الطلاب اليمنيين بالتنظيمات اليسارية المصرية على فترة تواجد منظمة «حدتو»، بل امتدت صلتهم بعد ذلك بالمنظمات التي نشأت نتيجة وحدة «حدتو» مع بعض التنظيمات الأخرى، وهي الوحدة التي نتج عنها تأسيس الحزب الشيوعي المصري الموحد عام 1958 نتيجة وحدة الحزب الموحد مع تنظيمين آخرين، وقد عاصر بعض الطلاب اليمنيين كل تلك المراحل، ومن هؤلاء خالد فضل منصور، فقد ارتبط بـ «حدتو» منذ الفترة السابقة على ثورة يوليو 1952، بينما استمر بعد ذلك مرتبطاً بالحزب الشيوعي المصري الموحد، ثم بالحزب الشيوعي الذي تأسس في بداية 1958 وحدة ضمت أبوبكر السقاف، وخالد فضل منصور، وعمر الجاوي، وعبده عثمان محمد، وعبد الله العالم، وكان خالد فضل من بين الطلاب الأربعة والعشرين الذين تضامنوا مع زملائهم المطرودين من مصر بسبب الخلاف مع التيار القومي (حركة القوميين العرب) عام 59 (ص 56، وص97).

ويذكر القصير أن هؤلاء الطلاب قد تبوأوا مناصب رفيعة، ويذكر خالد فضل منصور رئيس حزب التجمع الوحدوي اليمني حالياً، وقد لعب بوصفه وزيراً للعدل في اليمن الجنوبي آنذاك دوراً هاماً في هذا المجال في بداية ثمانينات القرن العشرين، وكان سفره من عدن إلى صنعاء لأول مرة في حياته مرتبطاً بمهمة تتعلق بالوحدة (ص99).
في كتاب «إصلاحيون وماركسيون» يذكر د. أحمد القصير، وهو أستاذ أكاديمي، وعالم اجتماع من القيادات المنتمية باكراً لحدتو- المنظمة الماركسية المصرية تعرض منذ منتصف القرن الماضي للاعتقالات، والملاحقات، والقمع، ورأس تحرير مجلة «إبداع»، وله العديد من المؤلفات الكثيرة، وهو صديق لليمن واليمنيين، ومنذ تأسيس النشاط الطلابي اليمني في مصر عمل أستاذاً في جامعة صنعاء. يذكر في كتابه المشار إليه: "ويعتبر حزب التجمع التقدمي الوحدوي اليمني الذي تأسس مع تحقيق الوحدة اليمنية في 1990 امتداداً لشكل أو بآخر لحزب العمل، سواء فيما يتعلق بالتوجهات الفكرية، أو الأشخاص، فقد كان خالد فضل منصور ثاني رؤساء الحزب من أبرز مؤسسي فرع حزب العمل في الجنوب، كما أن بعض الذين شاركوا في تأسيس حزب العمل في شمال اليمن أصبحوا أعضاء بارزين في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني عند تأسيسه في عام 1978، ومثال ذلك سيف أحمد حيدر الذي كان عضواً باللجنة المركزية للحزب الاشتراكي". (ص 133).

الواقع أنه منذ البدء في تأسيس ما سمي حينها حلقات الماركسين المستقلين منتصف الستينات كان التواصل مع أ. عمر الجاوي، وخالد فضل منصور، وخالد حريري، ومحمد عقيل الإرياني قائماً منذ البداية. عندما عقد المؤتمر العام الأول للعمال والفلاحين عام 69 انتخب المشار إليهم أعضاء في اللجنة المركزية، وكلفت بنقل وثائق الحزب الجديد إليهم، وكان خالد فضل منصور هو السكرتير العام لفرع عدن، وكان من القيادات التقدمية التي أسست للحداثة والتقدم. كان خالد فضل الأب الروحي لكل رفاقه من العمال والفلاحين والعمل وفي الحزب الاشتراكي، فهو يرحمه الله قائد سياسي، ورمز فكري وثقافي يمنياً وعربياً.

ملاحظة واعتذار
بعدد سابق من «الأيام» الأسبوع الماضي في موضوع «أبو بكر السقاف أحد أعلام عصرنا» ذكرت فيه أن قسم الفلسفة قد أغلق. ورد علي مصححاً أستاذ الفلسفة د. أحمد عبد الله الصعدي أن القسم لم يغلق حتى اليوم، فله الامتنان، وللقارئ الاعتذار. بقي أن أشير إلى أن المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن راتب د. أبو بكر السقاف أستاذ الفلسفة هم: د. محمد المخلافي، والأساتذة المحامون: عبد العزيز البغدادي، وياسين عبد المجيد، ومحمد الصوفي، وعبد الكريم الحمادي، وكان القاضي الشجاع هو عبد الملك الجنداري.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى