​المشاريح.. جبهة حرب وتضحيات وصمود أسطوري

> تقرير/ محمد صالح حسن

> جبهة المشاريح شمال غرب محافظة الضالع تصنف بأنها من أكثر الجبهات اشتعالاً بين القوات الموالية للتحالف وجماعة الحوثي، وتشهد المنطقة مواجهات مسلحة تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، وتسعى جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً للتمدد باتجاه الجنوب.
وتقدر مساحة جبهة المشاريح 8 كيلو أمتار من غرب موقع الجب حتى أطراف عزلة الثوخب الواقعة شرق مديرية الحشا، وهناك القرى كقرية المشاريح والمرياح وقروض وجبوبة وعدد آخر من القرى يعيش أبناؤها في حالة استنفار دائم لقربها من مسرح العمليات القتالية مع المليشيات التابعة لجماعة الحوثي، وقدم أبناء المشاريح والقرى المجاورة تضحيات كبيرة، ونالت نصيباً كبيراً من الجرحى والشهداء ثمناً للدفاع عن الأرض والهوية بعد أن شكلوا سياجاً تحطمت أمامه طموحات جحافل المليشيات الغازية.

المقاوم بكيل الحيدري أحد أبطال كتائب الشهيد مروان، والذي تحدث معنا قائلاً: "للعام التالي ونحن نخوض معارك شرسة مع العدو المتمثل بمليشيات الحوثيين القادمة من الشمال".
وتابع حديثه: "المليشيات تشن هجمات والتفافات عدة وأحياناً تحاول التسلل إلى مواقعنا وتهاجمها عن قرب وعن بعد باستخدام المدافع، لكن النتيجة دائماً فشل في كل المحاولات، وتحاول المليشيات أيضاً التسلل لزرع العبوات، وكلما زرعوا عبواتهم انفجرت بهم، وهذا بفضل الله تعالى، فالتسللات وزرع العبوات وإرهاب المواطنين في القرى الحدودية مع مناطق سيطرتها إحدى وسائلها في المعارك".

وأضاف: "خلال معاركنا مع مليشيات جماعة الحوثي استولينا على كميات كبيرة من العبوات والأسلحة والأطقم وسيطرنا على مواقع مهمة، كما أسقطنا طائرات مسيرة استطلاعية تستخدمها المليشيات للتجسس على مواقعنا، كما ضبطنا دراجات نارية استخدمتها المليشيات".
من جهته، يقول الجريح فيصل محمد أحمد العمودي، وهو من أوائل جرحى أبناء المشاريح: "تعرضت للإصابة في جبال العود بموقع عزاب شمال الفاخر تاريخ 24/ 3/ 2019، واستشهد إلى جواري عدد من الأبطال أمثال الشهيد مروان محمد صالح العشوي، ومختار علي حمود، وبكيل عبده الحيدري، وعمران محمد صالح العشوي أثناء المواجهات في وقت لم تكن بمنطقتنا المشاريح أي حروب".

وتابع: "منذ ذلك التاريخ إلى يومنا وأنا أعاني من جراحي التي أصبت بها في العمود وسببت لي شللاً نصفياً".

يجب الاهتمام بالجرحى
وخلال حديثه للصحيفة قال إنه منذ إصابته لم يتلقَّ أي مساعدة سوى عينات قليلة، كما تحدث أن القائد قاسم المهري قام بمساعدته أثناء مرضه.
ودعا جميع القيادات، التي قال إنها صعدت على حساب المناضلين، إلى الاهتمام والعناية بالجرحى، وتسفير من يستحق السفر بسبب معاناته وظروفه المادية، وقال إنه عالج نفسه على حسابه الخاص عندما أصيب.

دعا جميع القيادات والميسورين إلى تأسيس صندوق دعم لمعالجة الجرحى ودعم عوائلهم، وقال: "هناك جرحى لا يستطيعون إعالة عوائلهم بسبب الإصابات التي سببت لهم إعاقة، وأصبحوا عاجزين عن الحركة".
ومن جهته تحدث للصحيفة الجريح علي البرير قائلا: "تعرضت لإصابة في معركة تحرير الثوخب شرق الحشا وأنا من أبناء عزلة الثوخب، وغادرت قريتي بعد وشاية به من بعض سكان البلدة، وقد أُخذت سيارته موديل 87 صالون بتهمة أنه مع المقاومة".

وأضاف: "أحرمنا الحوثيون من حراثة أرضنا وزراعتها والعناية بها".
وتابع: "أعيش في ظروف صعبة قاهرة بعد نزوحي إلى المناطق المجاورة".

ومن جهته، تحدث والد الجريح أكرم عبدالله أحمد الذي يعالج في جمهورية مصر العربية الشقيقة لانتزاع طلق ناري أصيب به فجر الجمعة 14/ 12/ 2019 برفقة الشهيد مروان محمد صالح أثناء تصديهم لهجوم مليشياتي على موقع عدائن سعداء رهادة، والذي يسمى اليوم موقع الشهيد، وعبر عن تقديره للواء عيدروس قاسم على تجاوبه وتكفله بعلاج ابنه الجريح أكرم الذي تم انتزاع طلقة نارية استقرت في عموده الفقري، كما شكر كل من نشر عن حالته وتواصل من الإعلاميين وكل من ساعده في إسعاف المصاب أكرم.

وفي حديثه للصحيفة، قال المقاوم ثابت الحساني: "إن هجمات المليشيات مستمرة في الصباح والمساء، وتمكن المقاومون من إحباط كل المحاولات".

هجمات أثناء المطر
بدوره، أمين فضل ناجي صالح، أحد أبطال المقاومة الجنوبية كتائب الشهيد مروان، قال: "إن تسللاً مليشاوياً حصل أثناء الأمطار قبل يوم أمس الأربعاء باتجاه حبيل الحيدري والقشاع تمكنا من إفشاله، حيث تمكنت قواتنا في القشاع وحبيل الحيدري من إفشال التسلل، وكانت تهدف المليشيات إلى قطع الدعم الواصل إلى حبيل الحيدري والقشاع، وفي زيارتنا إلى جبهة المشاريح زرنا عزلة عقيب التي تقع جنوب جبل الحشا المطل على قرى المرياح والمشاريح، وهي إحدى المناطق المجاورة لعزلة المشاريح المرياح والمحاذية مع أطراف مديرية الأزارق من جهة الشمال، وفي تلك المناطق شاهدنا تضرراً كبيراً في أراضي".

وعبر أهالي المشاريح عن امتعاضهم بسبب حرمانهم من المساعدات الإنسانية التي قالوا إنها محدودة ولا تصل للمحتاجين، إذ يقول علي حزام حماش، قائد موقع عقيب الحدودي، عن صمود أبطال الجبهة: "المليشيات تقوم بالضرب والقصف العشوائي على قرية عقيب، ومؤخراً أصيبت إمرأة وتوفيت في الأيام القليلة الماضية متأثرة بإصابتها، كما تقوم المليشيات بتهجير الناس من منازلهم، وقد هجرت بنفسي من منزلي أثناء وصولها إلى التباب المطلة على الحرقة ووادي الثندد".

ترويع للأهالي
وأضاف: "تقوم المليشيات بترويع الأهالي ومحاصرتهم ومنعهم من مزاولة العمل في مزارعهم ومنعهم من حراثة الأرض، وعلى إثر هذا الإرهاب المستمر تم تهجير العديد من الأسر التي تقدر بخمس أسر من عزلتنا إلى مناطق آمنة في الضالع تاركين خلفهم كل ما يمتلكونه من مزارع ومنازل وما يملكون من الأغنام ونحل خصوصاً أن الكثير من أبناء هذه المنطقة يزاولون الزراعة وتربية المواشي والنحالة".

نتصدى لهم كل ليلة
وتابع حماش: "المليشيات تفرض حظر تجوال ليلاً على القرى التي تقع تحت التباب الحدودية التي تتمركز عليها، ومنها قرى عزلة عقيب ونواجه هذا التمركز، ونفشل جميع تسللات المليشيات كل ليلة ونتصدى لهم".
وأكد أن: "المليشيات تسعى إلى الوصول لعزلة عقيب وهي منطقة تابعة لمنطقة حجر شمال غرب الضالع (منطقة حدودية) على خط التماس المباشر مع مديرية الحشا وهي عزلة تحد جبل الحشا جنوب شرق مديرية الحشا".

محروس أحمد علي، مندوب إغاثة عزلة عقيب، يقول: "عزلة عقيب تتكون من قرى متباعدة تقع على جهة جنوب شرق جبل الحشا، وتتكون من عدد من القرى منها الحنكة والسباع والصرفة وعقيب، وهذه القرى أهاليها يشكون إلى الجهات المختصة من عدم وصول المنظمات الإغاثية والإنسانية إليها مقارنةً ببقية القرى المجاورة رغم متابعتنا لدى الجهات المسؤولة".

شحة المساعدات الإنسانية
وأضاف: "هذه المنطقة أهلها يعانون كثيراً، وليس لديهم أي دخل أو وظائف غير تربية الأغنام والبعض لديهم مزارع قات، لكنها اليوم أصبحت محاصرة".
ودعا في ختام حديثه إلى التدخل السريع لخدمة الأهالي والنظر إلى أحوالهم، ووضع الحلول المناسبة لها ومعالجة أضرار السيول التي نالت من منطقة عقيب.

السيول جرفت التربة وطمرت آبار المياه
عادل محمد حمود حماش أبناء عزلة عقيب يقول: "نعاني من جرف السيول للأراضي الزراعية، حيث تضررت الأراضي بفعل السيول القادمة من اتجاه جبل الحشا وأيضاً هناك بئراً أمتلكها في الوادي طمرتها السيول، وهناك العديد من الأراضي تضررت، وكذا مكائن سحب المياه دفنتها السيول وأنابيب نقل المياه بمختلف أنواعها، ونتمنى من الجهات الداعمة إرسال لجنة لحصر الأضرار تقيمها وتضع المعالجات اللازمة".

ختاماً
جبهة المشاريح على امتداد مسافاتها محروسة بعدد من الوحدات العسكرية الجنوبية إلى جانب كتائب الشهيد مروان، منها الكتيبة الأولى من لواء الشوبجي ووحدات عسكرية من اللواء الأول صاعقة والسادس صاعقة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى