النصيحة الذهبية

> هل سمعتم عن "جلّاد الجلّادين "نزل ذات مساء من مدينة ذمار بِشَعرهِ الأجعد "المعثكل"، وقميصه الذي يرتدي عليه غالباً كوتاً بلا كُمْ إلى مدينة عدن إبان ارتفاع وتيرة التوقيع على اتفاق الوحدة ونصح الجنوبيين!
* كل حكومات ما بعد عام 90م وحكومات الشمال من قبل عجزت أن تأتي بوزارة مثل وزارة اليمن الديمقراطية. كانت حكومة "خادمة" للشعب أوجدت بجدارة شبكة دقيقة من الخدمات. نقبل التحدّي في الجنوب أن يأتي حكام الأمس واليوم بمثلها ولو خاضوا لُجَج البحار!

*وصل محافظ عدن إلى مدينة "الثغر"أما نحن فنريده الرجل الذي يرسم المدينة بريشة المبدع الفنّان، عندما يحشد هو جهود أبناء المدينة من أجل التنمية والسلام فيحيا المكان وتزدهر العاصمة التي آوى إليها كل الأحرار منذ عهود الثورة.
* عندما جاء عدو "المستعمر السِرّي" إلى عدن نَصَحَ الجنوبيين ألّا يدخلوا في وحدة مع الشمال، ليس كُرهاً للوحدة ولا حُبّاً في التشطير، وإنما خشية الهيمنة التي جُبِلَ عليها نظام صنعاء الذي جلده هذا الناصح الأمين في قصائده ولا يُبالي :

فظيعٌ جهل ما يجري

وأفظع منه أنْ تدري

وهل تدرين يا صنعاء

عن المستعمر السرّي

غُزاةٌ لا أُشاهدهم

وسيف الغزو في صدري

* إنه عبد الله البردوني الأديب الذي صارت حروف لغة الضاد على لسانه خادمة مطواعة يدعُها فتستجيب، يُنغِّمُها فتتراقص!
* قالت الرياض:"العودة إلى الاتفاق والعود أحمد" وقال الشعب "كيف يُرجى منه الخير وقد طال أمدُه"

ويشهد صالح زنقل، الذي يفترش الرمل أمام مقر التحالف ورفاقه بحثاً عن الراتب، على مأساة اسمها "أضاعوني وأي فتىً أضاعوا"!
*تقف الشرعية كهُبَل، بينما يجوع أبناء العسكر الميامين في انتظار إشارة السفير على رسالة الصرف، ولم تنبس هي ببنت شفة!

* اجلدهم يا فيلسوف الشعراء، هذه المرّة ستخرج الثورة من دواوينك إلى ميادينك، ولو أن عليّة القوم في الجنوب أصغوا لنصيحتك لكان خيراً لهم، ولحقنوا هذا الدم المهراق الذي ينزف كل يوم، لكن عموا وصمّوا، ثم عموا وصمّوا كثيرا!
* سوف تصير ذكرى رحيل الفيلسوف الشاعر في 31 أغسطس يوم انطلاق الشرارة وذكرى لاحتراق العروش التي ظل ينسفها البردوني في قصائد لم نقرأها من قبل، لكن نشهد أن الشعب يقرأها الآن بصبر ورويّة!

* نحن شعبٌ عندما يريد أن يفهم فلسفة الحكم في بلاده يذهب ليقرأها في قصائد الشاعر الضرير الذي يسبر أغوار السلطان، ثم يركز صواريخه، ويقذف حِمَمه، ثم إذا هو يسخر ويقهقه عندما يتحدث عن ناهبي أموال الشعب:

البنك خزائنُهُ أكبر

ويُقال ودائعُهُ أثمَن

إلى أن يقول :

البنك مغالقهُ أخرى

تحتاجُ لصوصاً من لندن!!

* رحم الله السياسي والشاعر الفيلسوف عبد الله البردوني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى