مايحك ظهرك إلا ظفرك

>
المثل العدني المشهور "ما يحك ظهرك إلا ظفرك" مثل عدني توارثته الأجيال في الجنوب العربي عبر أجيال طويله، والآن وبعد أكثر من خمس سنوات من الزمن يعود هذا المثل بقوه.
فالأوضاع المزرية في عدن من انقطاع الكهرباء لساعات طوال وندره ماء الشرب والبلاليع تطفوا في كل أحياء عدن بدون استثناء مسببة بطفحانها كل الأمراض من ملاريا وكوليرا وضنك ومكرفس وبلهارسيا الخ.

إنترنت متقطع وغير منتظم وبطيء، أبطئ من سير السلحفاة على اليابسة، وتليفون سيار يلاحق الشبكة من كل غرفه الى غرفة، لأن التليفون السيار قد يلحق الاتصال بالشبكة في إحدى الغرف ولا يلحق الاتصال بالشبكة في غرفه أخرى.
كل هذا في كفة، تأخير المرتبات لأشهر وغلاء الأسعار الشديد نتيجة انهيار الريال كعمله وطنيه محليه أمام الدولار الأمريكي والريال السعودي وظهور المجاعة وتفشي الفقر في كفة أخرى.

أعداء عدن خاصه والجنوب العربي عامه كثر والشرعية تحاول بكل ما أوتيت من قوة للانقضاض على عدن والانتقالي.
التحالف لا يظهر أي اهتمام لعدن وعلى العكس يدعم الشرعية بقوه طوال الخمس السنوات الماضية ولازال .

نتساءل ما هو الحل؟ وكيف لعدن الحبيبة خاصة وبقية مناطق الجنوب العربي عامه الخروج من هذا المستنقع؟
لقد فكرت في الموضوع ولم أهتدِ الى حل في بداية الأمر، وقبل بضعة أسابيع اهتديت إلى بالحل بالصدفة عندما كنت أتحدث إلى زميل لي وهو البروفيسور مختار علاس بروفيسور الاقتصاد العالمي

سألته كيف يمكن انتشال عدن الغالية علينا من هذا الوضع المزري والجاثم عليها طوال الخمس سنوات المنصرمة ولازال؟

فأجابني بكل ثقة قائلاً: "أنظر يا أخي ماهر إلى تجرية الصومال بعد حرب أهليه طاحنة وضروس، والتي أكلت اليابس والأخضر وأدت إلى دمار الحرث والنسل وإلى تقسيم الصومال إلى شبه دويلات كل دويلة تحكمها قبائلها فقط، وأما الحكومة المركزية فتأثيرها محدود في مقديشو فقط ضمن المنطقة الخضراء كالمنطقة التي تتواجد فيها حكومة العراق اليوم. الحرب الأهلية الضروس التي استمرت أكثر من عشرين عاماً ونيف دمرت كل البنى التحتية في الصومال بأكمله.

لكن الصوماليين لم يستسلموا ولم ييأسوا فتجمع التجار الأحرار من الداخل ومن الخارج، وهبوا هبة رجل واحد، وأقاموا شركات خاصة للكهرباء والماء والصرف الصحي.. إلخ. ليس للحكومة أي تدخل في إدارة هذه الشركات الخاصة سوى جمع الضرائب وحراسة المنشآت لهذه الشركات الخاصة.

الشركات الخاصة بنيت بمال صومالي حر واشترى التجار الصومال حق استخدام المنشآت التي استوردوها من أمريكا وإيطاليا وبعض الشركات الأوربية.. الآن توجد ثلاث شركات خاصة للكهرباء ومملوكة من التجار الصوماليين الأحرار، وليس هناك أي تدخل للحكومة في هذ الشركات لا من قريب أو من بعيد سوى جمع الضرائب منها مقابل حراستها، وقس على ذلك شركات المياه والصرف الصحي، وشركات أخرى في مجالات أخرى كالتليفون الأرضي والسيار والبنوك والإنترنت.. إلخ كلها شركات خاصة ومملوكة 100 % من التجار الصوماليين الأحرار.

اليوم الصومال تخطوا خطوات إلى الأمام في مجال الاقتصاد الحر والمنفنح على العالم أجمع بعد أن عانت الأمرين من الاقتصاد الاشتراكي المنغلق والمنطوي على نفسه، ومن حرب أهليه دمرت كل ما تبقى من اقتصاد.
هذا باختصار ياعزيزي ماهر السر في نجاح التجربة الصومالية، فهل لكم في عدن أن تدرسوها، ونأخذ الدروس والعبر منها في إنشاء اقتصاد جنوب عربي حر منفتح على العالم بأكمله؟

لقد وافقته على هذا الحل، وقلت له إن أهل عدن خاصة وأهل الجنوب عامة حري بهم أن يقتدوا بهذه التجربة الناجحة.
أمنية سوف تجيب على تحقيقها أو عدم تحقيقها الأيام والسنوات المقبلة.

فهل يسمع التجار الأحرار في عدن خاصة والجنوب العربي عامة النداء:
"لا بد من الاعتماد على الذات أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وأخيراً، ولا بد من إنشاء محطات كهرباء وماء وتليفون وإنترنت وصرف صحي.. إلخ. يملكها ويديرها تجار الجنوب العربي من دون تدخل الشرعية والتحالف على الإطلاق".

* بروفيسور الكيمياء أتلانتا - جورجيا (أمريكا)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى