قصص وافية عن عزائم اللاعبين وحزم المدربين تنتهي بألم مغلف بأمل بعيد

> عصام علي محمد

> * يظل الاتحاد العام لكرة القدم متفرد في الوصول الى كيفية التعامل مع الوضع القائم الجاثم على صدور كل اليمنيين وأمام وضع شعبي مأساوي تضيع بوصلة الاتجاهات عند كل ذي حلم لبيب باستثناء جميع المنتسبين لهذا الكيان ففي كل خطوات لجان اتحاد الكرة ينحاز للوطن ومن هذه القاعدة تنطلق كل أهداف ورؤى الاتحاد العام لكرة القدم الذي تجوب لجانه الفنية والإدارية معظم محافظات الوطن للبحث عن الذين يستحقون تمثيل هذا البلد في كل الاستحقاقات ويجتهد فيها أعضاء الاتحاد متحملين أعباء وضغوطات نفسية وبدنية ، بغية الفوز بالمواهب التي لها الأولوية في تمثيل اليمن.

* وقد استطاع اتحاد كرة القدم أن يطوع الكثير من الظروف ويجيّرها للصالح العام حين جعل من المستحيل ممكناً ، فقد هيأت لجانه كافة التفاصيل القادرة على المشاركة في الاستحقاقات التي تلزم المنتخبات اليمنية على الحضور ، وفي فترات وجيزة تابعنا تجهيزات المنتخب الأول في سيئون تسر الناظر ، وفي تلك الأثناء كان معسكر الشباب يسر خاطر كل متابع ، وتم ذلك في ظل ظروف زمانية ومكانية صعبة فتحركات الأعضاء تصطدم بكتل من التساؤلات لمن أصر على الوصول وبصورة تنم عن واحدية الأهداف المجتمعة ، فمن رئاسة الاتحاد ممثلة بالشيخ أحمد صالح العيسي ، مروراً كريماً بأمين عام الاتحاد د . حميد شيباني وبمتابعة محمودة من الأخ حسن باشنفر النائب الاول، إلى الأخوين : أحمد الشرفي وعبد الفتاح لطف ، اللذين تابعا كل شؤون معسكر الشباب ، ووقوفاً عند الأخ مصطفى السهلي مدير المنتخب ومهندس كل تفاصيل المعسكر .. كل تلك الجهود المجتمعة في الغالب لقيت كل الاهتمام ومعها ركز الجهاز الفني للمنتخب على المهمة الأسمى المتمثلة بالتأهيل البدني والفني والنفسي للاعبي منتخب الشباب خلال 35 يوماً من التركيز العالي.

* توليفة رائعة من نخبة الشباب اليمني ، المجسد لوحدة الأرض اليمنية ، التي في واقعها تتقاسمها الأهواء ، لكن المهام الوطنية السامية والعقول التي تتمنى الخير لهذا الوطن ، هي وحدها التي فرضت هذه التشكيلة النخبوية من الشباب ، وعلى اختلاف لهجاتهم رسموا جمال التنوع الذي يمتاز به هذا الوطن .. ففي المعسكر التدريبي الاعدادي لمنتخب الشباب بصنعاء ، أجرى الجهاز الفني تمارين متنوعة الأداء، خلال الأسبوعين الأوليين حيث ركز الكابتن أمين السنيني على رفع قدرات 31 لاعباً في إصرار من الجميع على رفع طاقة التحمل لدى اللاعبين بتخصيص يوم السبت للجري لمسافة طويلة تصل إلى 6 كيلومترات في شوارع صنعاء بين ارتفاع وهبوط، تتسع أنوف اللاعبين في محاولة للظفر بأكبر كمية من الأوكسجين ، في ظل ما تشهده صنعاء ، من نقص في هذا الجانب ، بسبب ارتفاع صنعاء ، عن مستوى سطح البحر بما يقرب من 2200كم عن سطح البحر.

* وفي خمسة أيام من الأسبوع يتلقى اللاعبون تدريبات صباحية ومسائية إهتم الجهاز الفني بقيادة الكابتن القدير أمين السنيني ومساعده الكابتن شهيم النوبي بقيادتها .. وفي الجهة الأخرى وعلى مقربة من المرمى يظهر بشموخ الفاهم وصمت المجتهد الكابتن خالد عاتق وإلى جانبه خمسة حراس مرمى تابعين للمنتخب .. وقد تنوعت التمارين اليومية ، بهدف تنشيط كل جزء من جسم اللاعب لتكتمل عملية التأهيل البدني اللياقي والاستعداد النفسي والعقلي للبطولة التي تم الإعلان مؤخراً عن تأجيلها إلى بداية العام القادم 2021م، والتي كان من المقرر انطلاقها في الـ 14من أكتوبر من العام القادم في أوزبكستان .. وقد أفرد الكابتن أمين السنيني مدرب منتخب الشباب مساحة لكل عملية من عمليات التأهيل لصنع تشكيلة مثالية يكون في استطاعها الصمود أمام المنتخبات الآسيوية الأخرى التي تعد الأفضل في القارة الآسيوية، وبعد أن حقق نقلة في عملية التأهيل إتجه إلى زرع بذور روح التعاون للعب الكرة الجماعية ، وقد اشتغل الجهاز الفني على ذلك كثيراً حيث تنوعت التدريبات مع استمرارها اليومي ليشهد الأسبوعان الأوليان حالة من التفاهم والتقارب الفكري بين لاعبي المنتخب.

* أما دفاعات المنتخب وهم : عماد جديمة ، حمزة غالب ، ماجد الكازمي ، فتحي الكاهلي ، أحمد الوجيه ، محمد الغيلي ، عمار البيضاني ، عبدالكريم الثعلي ، سلطان يوسف ، وأحمد هاشم فقد حرص الجهاز الفني على توليد تلك الحالة من خلال لعب الكرات المشتركة بين الدفاعات والتنبه للكرات العالية مع حسن التقدير لتوقيت الإرتقاء أو السقوط ومعرفة اختيارات التمرير إلى حارس المرمى .. كما عمل الكابتن أمين السنيني مدرب المنتخب بجهد وافر مع خط الوسط المكون من : سعد القعود ، محمد العمودي ، محمد المريسي ، محمد فوزي باحميد ، محمدالثلايا ، وتامر سنان .. كل يوم جرت التمارين لخلق روح الانسجام في خط الوسط والتدريب المستمر على الاستلام والتسليم للكرة من لمسة أو لمستين فقط إلى أقرب زميل له ، وتغطية المساحات أمام مهاجمي الفريق الخصم ، ومعرفة الحالات التي تتطلب زيادة عددية لدعم لاعبي الهجوم ، وكذا الوقوف في المواقف ، التي تتطلب مهام إسناد للدفاعات ، فيما اهتم أيضاً الكابتن أمين ببذله جهداً أكبر بالنسبة لخط هجوم منتخبنا الوطني للشباب الذي يتكون من : أحمد ماهر ، منيف جسار ، زكريا العياني ، فيصل عبدالله ، صقر الحربي ، محمد طارق ، أحمد عنان/ ، وسند يحيى ، حيث سعى الجهاز الفني خلال التدريبات إلى الإلمام بتفاصيل كل عملية هجومية وافتراض ردود أفعال الخصم ، والإستفادة من عنصر السرعة ، التي يتميز بها معظم المهاجمين في منتخبنا الوطني للشباب ، والإشارة المتكررة من الكابتن أمين السنيني إلى سرعة تمرير الكرات في المكان المناسب على غفلة من دفاعات الفريق الخصم حين يتموضع المهاجم الآخر تموضعاً حسناً.

* وبالنسبة لتدريبات حراس المرمى فهي لم تختلف عن اللاعب داخل الملعب فاستمرت في البدء لرفع الأحمال عند حراس المرمى وهم:

أسامه حيدر، عبدالله السعدي ، عبدالرحمن الريمي ، محمد خالد فرحان ، وعمر القهالي .. خمسة حراس نشطوا كثيراً في التزود من خبرة الكابتن خالد عاتق مدرب الحراس في منتخبنا الوطني للشباب والجميع هنا اجتهد وثابر خلال أيام المعسكر التدريبي الداخلي ، ففي كل يوم من أيام اللاعبين داخل المعسكر يقدم فيه الجهاز الفني فكراً جديداً ومعلومة تدريبية قيمة ، تتطلب التنفيذ كان اللاعبون يجتهدون في التنفيذ وتطبيق تلك التعليمات بدقة وإخلاص فتكون دقائق اليوم التدريبي حافلة ومزدحمة بالتدريبات والأنشطة ، التي تتفاعل معها أجسام اللاعبين بمهارة في محاولة منهم لتنفيذ تلك الأنشطة والتدريبات بالشكل المطلوب .. واستمرت التمارين اليومية مع تغير في نوعها وطرق القيام بها حيث رأى الجهاز الفني الإنتقال من الجوانب اللياقية والبدنية إلى الجانب التكتيكي.

* وقد قام منتخبنا الوطني بعدد من التقسيمات بين لاعبي المنتخب كفريقين ، وبعد أن تأكد الجهاز الفني من وصول اللاعبين إلى جاهزية بدنية وفنية في حدها المقبول نسبياً لعب منتخبنا مباراتين تجريبيتين .. الأولى لعبها مع فريق 22 مايو ، وخرج منتخبنا منها فائزاً بهدفين دون مقابل .. وفي الثانية خرج خاسراً من أمام الوحدة الصنعاني بهدف دون رد.

* وكانت الأخلاق الحسنة عاملاً مشتركاً بين اللاعبين حيث يلحظ الزائر للمنتخب الشاب في السكن، أو المطعم ، أو أثناء التمارين اليومية على ملعب وحدة صنعاء أن التعامل بإيجابية متبادلة واحترام اللاعبين وإيثارهم لبعضهم البعض حتى على مستوى الأكل والشرب أو صنع الفرص التهديفية وتمرير الكرات إلى أقرب زميل أمام حلق المرمى .. لذا فالإحترام المتبادل بين اللاعبين عنوان رئيسي لكل اللقاءات في داخل وخارج الملعب ، ومن جهة أخرى كان التقدير والعرفان لكل تلك الجهود المبذولة بالأقوال والأفعال من جميع اللاعبين بجدية ظلت موضع تقدير من الجهازين الفني والإداري للمنتخب.

* وفي ما يتعلق بمحصلة الأرقام فقد تدرّب منتخبنا الوطني للشباب ، على ملعب نادي الوحدة الصنعاني 32 يوماً في فترتين صباحية بواقع (ساعتين ونصف) في كل فترة بمجموع 5 ساعات في اليوم الواحد خلال 6 أيام بالأسبوع ، وتكرر ذلك 5 أسابيع هي مدة المعسكر الداخلي للشباب .. فيما كان عتاد المنتخب وعِداده يتلخص في دخول 23 لاعباً إلى المعسكر ، حيث شاركوا في التصفيات التمهيدية مضافاً إليهم 21 لاعباً ، ولحقهم طلال الأصبحي القادم من فرنسا، وسند معمر يحيى الذي اقتضت حاجة التجديد الاستعانة بخدماتهما جميعاً لتأمين خطوط اللعب في صفوف المنتخب وبعد عدة اختبارات لجميع اللاعبين من قبل الجهاز الفني وبدوافع فنية بحتة تم استبعاد اللاعبين: فايز داهم : عمار القباطي : أحمد الياسي ، وحسان الخولاني .. ومن ثم محمد طلال الأصبحي، وأضحى قوام المنتخب 31 لاعباً هم قوام المنتخب منهم 5 حرّاس.

* أما تأجيل مشاركة المنتخب الأول والإعلان عن إنهاء معسكره التدريبي في سيئون وبدء معسكر الشباب بين الإنهاء والإنطلاق مسافة تمتد لأسبوع زمان ، ومع تردد الأخبار التي شككت منذ وقت مبكر في قيام التصفيات الآسيوية المخصصة للمنتخبات الآسيوية الـ 16 المقرر تواجدها في أوزبكستان، رغم التأثيرات السلبية لرجع صدى تلك الأخبار وازدياد وتيرتها ، إلاّ أن الجهاز الفني والإداري نجح في إزالة حالة التوتر الذهني والعصبي حين بدأت دوائر التساؤلات اليومية تتسع ، وظهر بعض اللاعبين بملامح سوداوية ، عكست صراع أنفسهم المنكسرة المتأثرة بخبر التأجيل لكن مع استمرار المعسكر ، وتكثيف التدريبات وتنوعها ، كان لها أثر في تأكيد المشاركة ووجوب الاستعداد لها، بعد أن كان إعلان التأجيل في العاشر من سبتمبر.

* وبعد مرور أسبوعين من البطولة قلّ اهتمام الجميع عن البطولة وتأجيل مع استمرار الجهاز الفني بالتمارين وتنويعها واستمرار ودوام النصح والارشادات من الجهازين الفني والإداري إنهمك الجميع بالنظر إلى الإقدام ورصدت الأقلام كل تفاصيل عملية تأهيل اللاعبين، وكان استمرار الشغل من الجميع المشارك في المعسكر الداخلي (لاعبين وفنيين وإداريين) إلى يوم الخميس 10 سبتمبر حيث وصل خبر التأجيل وبصورته الرسمية التي قطعت شك الداخل بيقين الخارج،وتحديداً ظهيرة ذلك اليوم تم إبلاغ الجميع بقرار التأجيل بصورة رسمية ولولا هذه الصيغة الرسمية لظن الجميع حينها أنها استمرار لمسلسل التسريبات التي ازدادت بعد تأجيل مشاركة المنتخب الاول حيث سيطر شعور الوداع على نفوس الحاضرين .. وبدأ انفراط عقد التجمع على أمل اللقاء وأثناء العناق بالأحضان كان الجميع يردد : (سنعود لا قد طالت الأعمار.. وعزمت السفر دار الفلك دار). * المنسق الإعلامي للمنتخب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى