شبح المجاعة

> تم التدرج في الإفقار والإمعان في الإذلال إلى أن بلغ الحال درجة قصوى لا يمكن معها إلا أن نشير إلى شبح المجاعة جنوباً وما تصحب معها من فوضى عارمة، وحالة عدم استقرار ربما تضع مصير المنطقة على كف عفريت، فما الذي حذا بالحكماء ممن بأيديهم زمام الأمور إلى التعاطي مع الجنوب بهذه الصورة والطريقة غير الحصيفة؟
وهل يأملون إثر ذلك خلف تحالفات جديدة والرمي بما بأيديهم على أن تشكل التحالفات الجديدة لديهم حصن أمان لمستقبل المنطقة عموماً.

إنه الوضع الكارثي بكل ما في الكلمة من معنى، فحالة الغلاء الراهنة وانهيار الريال ألقى بظلاله على الحياة العامة، ولم يعد بالإمكان أن نشير إلى قدر من الاستقرار الاجتماعي حتى الحلول التي تقدمها الدول المانحة لا تشكل شيئاً رغم أنها أتت مقترنة منذ البدء بالمحاباة والرشوة والطرق الانتقائية، ولم تصل إلى الكثيرين، ومن غير الممكن اعتبارها وسيلة لمنع المجاعة الآخذة في التفاقم بصورة لم تكن مسبوقة.

ناهيك عن الحالة الغريبة المريبة في منع وصول المرتبات للكثير من الشرائح الاجتماعية وهي سياسة إذلال واضحة، لكنها سوف تخلق تداعيات مؤسفة بحكم حالة التجاهل التي تمارس تجاه هؤلاء.
فهل ما بلغناه في المحافظات الجنوبية هي هذا النمط من المكافآت العجيبة والاستهتار الواضح وعدم الشعور بالمسؤولية لا تجاه المواطن ولا تجاه أمن المنطقة.

بعد كل ما تم تقديمه من تضحيات تعود في لحظة مربع البدايات كأنك يا بو زيد ما غزيت، وما يجري هو نمط من سياسة عبثية فرقاء لا يمكنها إلا أن تعصف بالجميع، وعندئذٍ تكون الفاجعة أمام ما سوف تأتي من مستجدات، بما فيها التدخلات الإقليمية التي أوجدت لها تلك السياسات ذات النمط الغريب مدخلاً للحضور والتواجد في هذا الجزء من العالم على ما يشكل من أهمية قصوى لأمن المنطقة عموماً.

مجاعة الجنوب أو تجويع الجنوب سيحبط اللثام عن أشياء كثيرة، وسيلقي بما لديكم من مسلمات، ولا ندري إن كان تجويع الجنوب وإذلاله هو سبيلكم لتحقيق تطلعاتكم وأجندتكم العسكرية والسياسية.

فهل من الحكمة الرمي بما لديكم من أوراق وتحالفات شكلت نسقاً لإنجاز ما تحقق؟
تجدون أنفسكم بعد كل ما جرى في حاجة لخلط الأوراق على نحو مروع ومؤسف على أمل بعث خلطة سحرية لتحالفات جديدة لا يمكنها أن تتحقق؟
فهل ما يجري هو منتهى الحماقة والحسابات الخاطئة؟
بل هي درجة من التوهان والتخبط، وسياسة تجري على المدى القريب إلى حافة الهاوية.
فحين يصاب الجنوب بالمجاعة والإذلال سوف تفقدون حليفاً مخلصاً.. أوسعتموه ظلماً ورميتموه عظماً للأسف.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى