تركيع!

> حالة من الغليان والغضب الشعبي تجتاح الشارع العدني مع الأنفاس الأخيرة لهجوم الحر الضاري.
* لا حديث للناس في زمن التجويع والتركيع المؤدلج إلا عن نار وجحيم ووجع الكهرباء التي باتت أهم ورقة يستخدمها الفرقاء السياسيون لضرب مكانة عدن من تحت الحزام.

* اختلف الناس على عشرات القضايا المهمة منها والتافهة، لكنهم في زمن شراء الذمم والولاءات وتشفير المشاعر اتفقوا على شيء واحد، وهو العذاب الرهيب الذي يعانونه بسبب ألاعيب مافيا الفساد في مؤسسة الكهرباء.
* تتكرر مأساة ناس عدن مع محنة الكهرباء كل صيف بنجاح منقطع النظير مثل مسلسل مكسيكي لا بداية له ولا نهاية، لكن هذا العام تضاعفت معاناة الناس مع الخروج شبه الكامل لمنظومة الكهرباء عن الخدمة على مزاج المخرج السياسي، وهو أمر خلق مآسي إنسانية فاقت كل توقع.

* من جرب نار الصيف في عدن الساحلية، وهو صيف لا تنفع معه مروحة ولا دش حمام بارد سيندهش كيف تحمل الناس هجير الصيف ونار نمرودها السياسي، ففي غياب الكهرباء تتحول عدن إلى قطعة من جهنم لا تقارن بجحيم الكوميديا الإلهيه لصاحبها (دانتي).

* العزف على أوتار منظومة الكهرباء المهترئة لعبة سياسية واضحة المعالم يعرف أسرارها وخفاياها وأبعادها ودوافعها السياسية محافظ عدن (أحمد لملس) أكثر من غيره، ومسألة استنساخ سياسة (طفي.. لصي) كل صيف وبنفس السيناريوهات، مسألة تتخطى لعبة الكيد والكيد المضاد، لأن شياطين تعذيب الناس عقدوا صفقات مع الفساد وصاروا موظفين في خدمته ويروجون لسياسة (إن شفت شيء في طريقك وأعجبك شله)..

* مشكلة عدن العويصة أنها وقعت بين فكي الرحى، أو بين مطرقة وسندان سلطة ضيقة الأفق، تمارس خنق وعصر المواطن العدني من الفنادق و القصور بمعيار ميكيافيللي سيء الصيت (الغاية تبرر الوسيلة).
* عدن مثلها مثل أبين الجريحة، يرى فيها العابثون والأنظمة السياسية الفاسدة بوابة لإذلال المواطن الجنوبي وتركيعه وتجريده من إرادته في صناعة الحاضر والمستقبل، وما حرب الخدمات وتجويع العسكريين وزرع بؤر التوتر أمنيا في عدن وأبين سوى محاولة لحرف بوصلة الحرب إلى الجنوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى