مواطنون بالضالع: ثمّة جهات تسعى إلى تجويع أبناء المحافظات الجنوبية

> تقرير/ محمد صالح حسن

>
يشكو أبناء محافظة الضالع من الارتفاع الجنوني في أسعار الخضار والفاكهة التي يستوردون جلّها من المحافظات الشمالية، لعدم قدرتهم على إنتاجها في منطقتهم رغم خصوبتها واعتدال مناخها.

وفي أحاديث متفرقة لـ«الأيام» أخذتها أثناء جولتها في سوق الخضار بالشارع العام للتحقق من أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة، حتى في المواسم المتوفر فيها بكثرة، فسعرها في الضالع مرتفع على الدوام، فالكيلو الطماطم وصل سعره إلى 1800 ريال، والبصل إلى 1000، فيما الفلفل الأحمر إلى 1500 ريال، وهذا مؤشر إلى أن ثمّة جهة تقف وراء ذلك، وتسعى إلى تجويع أبناء المحافظة.

يرجع إبراهيم معوضة، أحد باعة الخضرة، أسباب الارتفاع إلى اختلاف سعر العملة بناء على زمن طبعتها، فإرسال مبلغ مليون ريال من الطبعة الجديدة، إلى محافظة إب يخصم منه 40 ألف كلفة تحويله لطبعة قديم، ناهيك عن رسوم الضرائب.
كما أشار إلى غياب منتجات أبين ولحج الزراعية في فصل الصيف، ما يدفع تجار الشمال إلى احتكار الأسعار ورفعها.

أحد الناشطين يقول "إن أبناء الشمال متحكمون في السوق من حيث الأسعار، فمثلاً عندما يأتي الخضار من محافظة لحج وأبين إلى أسواق المحافظة نلاحظ هبوط الأسعار وهذا يشكل حربا للمزروعات الجنوبية".
كما أن المزروعات القادمة من الشمال الكثير منها تضاف إليها مواد كيميائية، بهدف إنضاجها، كما أوضح أحد الخضريين، ما يشكل خطرا على صحة المواطنين، منوها في حديثه بوضع ضوابط ومعايير للأسعار وكذلك للخضروات والفاكهة، ومسألة نضجها من عدمه، فالسوق بحاجة إلى ضبط السعر ووضع رقابة صحية عامة.

آخرون عللوا أن محافظة الضالع لا تزرع الخضار والفاكهة وكل ما هو موجود في السوق يتم توريده من مناطق مجاورة، والأسعار تظل ثابتة طالما أبناء المحافظة يهتمون بزراعة القات أكثر من اهتمامهم بزراعة الغذاء، وستظل الضالع محافظة استهلاكية أكثر ما تكون منتجة بالرغم من الأراضي الزراعية الصالحة.

كما تحدث أحد المواطنين "إن زراعة الخضار والفواكه بحاجة إلى سدود وخزانات مائية، فالموجودة لا تكفي والبعض مما تم تشييده عليه مشكلات وخلافات مع أبناء تلك المناطق، وهناك سدود مخربة لم تُبنَ بشكل هندسي ورقابة هندسية وإشرافية وبأمانة، فالبعض يفضل مصلحته ويتجاوز الأخطاء في مهدها أثناء البناء مفضلا مصلحته على مصالح عامة الناس".

إضافة إلى ذلك شجرة القات التي تنافس بقية المزروعات، والسبب يكمن في مسألة طلب الرزق فالكثير يلجؤون إلى مهنة بيع القات ليس حباً فيها وإنما لأجل إعالة أسرهم؛ نظرا لغياب فرص العمل، مع تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ومن أسباب اختيارهم الاهتمام بشجرة القات أنها تحصد مرتين في السنة بعكس الخضار والفاكهة التي تحتاج إلى فترة، كما أن القات له أسعار متفاوتة فقد يجني أو يربح المزارع أو الرعوي مبالغ تقدر بالملايين في السنة الواحدة.

والمشكلة ذاتها تجدها في المناطق المجاورة مثل مناطق يافع وحالمين وردفان والمسيمير فتجد المواطنين يشكون من ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة، في ظل تأخر صرف المرتبات وتدهور الوضع الاقتصادي، وغياب المعالجات من قبل الحكومة بمراقبة التجار وضبط المخالفين منهم.  ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى