الريح يأتي من النافذة

> لا أنتمي إلى أي من هيئات المجلس الانتقالي، ولا تربطني مصالح وهبات ولا أسعى إلى ذلك، إلا إنني أجد حالي مدافعاً عنه بضراوة إزاء ما يتعرض له من تشويه وإساءة من منظور أنه يمثل الإرادة الجنوبية ويعكس تطلعات وآمال وتضحيات شعب عظيم ظل ومازال حضوره لافتاً في الدفاع عن حياته وأرضه وعرضه. من هذه الزاوية أرى علاقتي بالانتقالي الذي يواجه في هذه الأثناء حملات مغرضة تطاله وقياداته الشريفة، وإن لم تكن الأمور هنا بمستوى الفقار الخالص إلا أن تلك الأخطاء والممارسات التي ليست بالضرورة معبرة عن سياسته المعروفة بالحكمة والتوازن لا تنبغي.

في حين أن قيادات الصف الأول معروفة بمواقفها، وليست كما يشاع متهمة بالسرقات، كما أن ليس لدى هؤلاء أرصدة مشبوهة أو استثمارات في الخارج، وما يقال هو نمط من التشويه والإساءة، بل إن من ظلوا يبحثون على مدى السنوات الماضية عن أدنى نقط تباين للانتقالي مع أطراف التحالف ربما وجدوا في هذه الأثناء ضالتهم، وهو ما جعلهم يهللون فرحاً بأن الانتقالي بات على النقيض مع بعض أطراف التحالف رغم أن الصورة ليست كما يصورون أو يتمنون، فالطرفان يدركان أهمية استمرار تحالفهما، ويعلمان أن من الضروري بمكان ألّا تحدث ثغرة تمكن المغربلين من تحقيق مآربهم.

بما لا شك فيه أن الانتقالي يواجه تحديات صعبة فهو يظل مقيداً بما يحقق الإرادة الجنوبية التي عبرت عنها جماهير شعبنا مرات كثيرة.

وإن تحدث بعض التباينات مع التحالف فتلك مسألة طبيعية لا يمكن إثرها أن يتوقع من يعاودون الحق الجنوبي، أن الأمور قد شهدت تحولاً لافتاً لصالح أهدافهم المريبة.

والأصل أن تظل علاقة الانتقالي بالأشقاء في التحالف، وتتجاوز الأطراف ما تراها عقبات أو نقاطاً خلافية، بما يحفظ للجميع مصالحهم وحقوقهم. كما ينبغي ألا تعكس أجهزة الإعلام مثل تلك التباينات بطريقة توحي بنمط من الإساءات للآخر حتى لا تقع الهوة، وذلك ما تعمل عليه الأطراف المتربصة في هذه الأثناء عبر ما هو مفتاح لديها من وسائل إعلامية ناهيك عن سيل غثاء ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي.

وهنا نسأل: هل يدرك طرفا المعادلة خطورة المنحنى الراهن وعمق تأثيره على الأوضاع بصورة عامة؟.

آملين أن تغلب الحكمة فيما يجري، حتى لا تفتح نوافذ عديدة تأتي منها الريح العاصفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى