سوق جعار المركزي يتحول من مكب للنفايات إلى مصدر مُدر للدخل

> «الأيام» الأمم المتحدة

> أغلق سوق جعار المركزي أبوابه أمام الباعة الذين أصبحوا عاجزين عن بيع منتجاتهم لكسب المال وذلك بسبب النقص الحاد في إمدادات المياه وانسداد شبكة الصرف الصحي. لم يقتصر الأثر السلبي على الباعة فحسب، بل امتد ليشمل السكان المحليين الذين عانوا من صعوبة شراء السلع الضرورية لعدم وجود سوق محلي آخر في منطقة جعار.

تعد منطقة جعار واحدة من أكبر المستوطنات في جنوب غرب محافظة أبين، حيث يقطن فيها أكثر من 70000 نسمة. ويُعد سوق جعار مركزا تجاريا نشطا، ولكن منذ أن بدأ الصراع عام 2016، اُغلق السوق المركزي وتفاقمت الأضرار التي لحقت به ولم يخضع لأي إصلاحات نتيجة للتكلفة المرتفعة.


تسبب إغلاق سوق جعار المركزي في مشاكل مرورية خطيرة حيث أصبحت الممرات المخصصة للمشاة مكتظة بعربات الباعة الذين لجأوا إلى الشارع لبيع منتجاتهم. يقول ناصر المنصاري، مدير مديرية خنفر: "يتواجد الباعة على جانبي الشارع، مما يتسبب في اختناقات مرورية ويؤثر على حركة المارة".

ويضيف قائلاً: "يتخلص الباعة من النفايات في الشارع؛ إنها ليست ممارسة صحية. والأسوأ من ذلك، تتعرض الأسماك والخضروات التي يبيعونها للغبار والذباب، وأصبحت الحاجة إلى إصلاح السوق أكثر أهمية لإعادة النظام والحفاظ على نظافة المنطقة".

مع مرور الوقت، أصبح سوق جعار المركزي في وضعه المتهالك مكبا للنفايات وزاد القلق من التفشي المحتمل للأمراض. ولعدم وجود سوق محلي آخر في المنطقة، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بتوظيف عدد من السكان المحليين لإعادة تأهيل السوق وإرجاعه إلى ما كان عليه في السابق، حيث شارك عدد 150 (منهم 23 امرأة) في إعادة تأهيل السوق المركزي، وشمل ذلك إصلاح شبكة الصرف الصحي، وطلاء الجدران، وتوصيل الكهرباء، وإزالة 20 طنا من النفايات لإعادة فتح السوق وبذلك تمكن المشاركون من كسب الدخل من خلال أنشطة النقد مقابل العمل.


عبّر الباعة عن سعادتهم البالغة بزيادة نسبة المبيعات التي وصلت إلى ما يقارب 30 % على نحو يومي نتيجة إعادة تأهيل السوق. "أنا سعيد لبيع السمك في السوق. كنت أبيع 10 سمكات في اليوم الواحد، لكنني أبيع الآن من 14 إلى 15 سمكة"، هكذا قال محسن، بائع أسماك يعمل في سوق جعار المركزي.

تقوم السلطات المحلية بوضع الخطط التي تهدف لتوسيع مساحة سوق جعار المركزي مع زيادة إقبال الباعة المحليين عليه. هكذا شكر مدير المديرية البرنامج قائلاً: "نحن ممتنون لإعادة تأهيل سوقنا المحلي. لن يعاني السكان المحليين في جلب السلع الضرورية بعد الآن. علاوة على ذلك فهم يحصلون على طعام نظيف وصحي".

وأسهب قائلاً: "تمكنّا أيضاً من إعادة تجار الجملة إلى السوق وسنواصل القيام بذلك".

ضمن تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2)، تم إعادة تأهيل سوق جعار المركزي بالشراكة مع منظمة أوكسفام، الشريك المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والوصول إلى الخدمات الأساسية. ينفذ البرنامج المشترك أنشطة العمالة الطارئة (النقد مقابل العمل) التي تمكن من إعادة تأهيل الأصول المجتمعية. ومع تجدد إمكانية الوصول إلى فرص كسب العيش، تمكّن اليمنيون المتأثرين بالنزاع والنازحين داخليًا والمهمشين من تحسين القدرة الشرائية إلى جانب المساهمة في دعم الاقتصاد المحلي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى