"السيادة المنتهكة.. بين "يجب" و "الريتز"

> مصطفى النعمان

> انتفض ناشطون لانتقاد السفير البريطاني في اليمن، لأنه أدلى بتصريح خاطب فيه الرئيس هادي والحوثيين مستخدما كلمة "يجب" لمطالبة الطرفين بالعمل بجدية مع المبعوث الخاص لإنهاء الحرب من خلال الاتفاق على مقترح (الإعلان المشترك)، وذلك من أجل تجنب كارثة إنسانية، ورأى هؤلاء أنه انتقاص من السيادة وتقليل من مقام الرئيس.

سأفترض حسن نية المنتقدين لاستخدام كلمة "يجب"، لكني "يجب" أن أوضح أنها مفردة عادية في السياق الأخلاقي والإنساني إزاء ما يحدث في اليمن من نزيف دم وتدمير لكل مقومات الحياة الطبيعية.. وهي أيضا مفردة غير استثنائية في العرف "الدبلوماسي"، ولا تعني التقليل من شأن المُخَاطَب بل للتأكيد على أهمية الموضوع وحيويته.

والغريب أنها كانت مقبولة ومرحبا بها حين كان يقال "يجب" أن يرحل هذا الرئيس أو ذاك ولم يعتبرها الناشطون في هذا البلد أو ذاك تدخلا في الشؤون الداخلية أو انتهاكاً للسيادة، بل رحبوا بها وأشادوا بها كإشارة للدعم الدولي الذي طالبوا به واستجدوه حينها ولم يروا فيه تعديا على الوطن ولا على مقام الرئاسة.

عوضا عن ذلك افترض أنه من أجل المصلحة الوطنية والحفاظ على بقية (السيادة) "يجب" انشغال الناشطين بمخاطبة نزلاء فندق الريتز الذي استضافتهم فيه المملكة العربية السعودية من أشهر طويلة دون أن يتمكنوا من إنجاز أي مهمة بل على العكس من ذلك تماما فقد تعمد البعض شل كل تحرك إيجابي يؤدي إلى إنهاء المقام في الفندق الفخم، استعدادا لعودة الجميع إلى عدن والعمل من هناك على استعادة السيادة المنتهكة من داخل البلاد وليس من داخل قصر مريح أو فندق مجاني أو شقة مفروشة.

إنه لمن المحزن والمؤسف إضاعة الوقت والجهد في صراع وجدل لا قيمة لهما وبلا مردود سوى البحث عن مبررات للدفاع عن الشرعية التي ضربت كل مفاهيم السيادة الوطنية في مقتل بتصرفاتها وهزائمها وانكساراتها وفسادها وعبثها، وفوق كل ذلك هروبها خارج البلاد بعيدا عن المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى