متى تسقط ورقة التوت؟

> إبتسام سالم الناصر

> كانت قديماً أحلام الناس البسيطة عبارة أشياء أبسط من كل مترفات الحياة. أحلامهم لم تتعدّ سوى بيت وأمن وأمان، ومع مرور الفصول التي مرت بالوطن فجعلته متهالك القوى كالرجل العجوز. وصلنا لفصل الخريف وأضحت شجرتنا الكبيرة بفروعها واغصانها تفقد جمالها وتتساقط أوراقها في منظر غريب لم نعتاده.
وطن حطمت كل جدرانه العالية ودكت أروقته، فأصبح يئن كل ليلة، ولم تسقط ورقة التوت بعد، لتعلن انتهاء للفصل الذي أجدب أرضها بحروبه وأزماته المؤرقة.

لتسقط الورقة كي يبدأ الفصل الجديد مع ربيع الأمنيات بزوال كل تلك الحروب، وانتهاء الأزمات، وتطلعات الناس لرغد العيش السعيد في ظل وطن جديد، وإن اختفت بعض ملامحه الجمالية سيبتسم وهو مثقل بالألم.
متى تسقط ورقة التوت التى ذبلت معها أحلامنا وتفاقمت بها جراحنا لتنهي فصلاً من حياتنا كان بشعاً، ويبدأ فصل آخر يشع أملاً وحياة وتنمية وازدهاراً، وينهي فصلاً خانقاً لنا؛ لنعود كما كنا نحلم بغد جديد مشرق بالوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى