"المخدرات".. سلاح مدمر يغزو الجنوب

> سالم حيدرة صالح

> لم يعد الحديث عن المخدرات من قبيل الإجرات الوقائية بعد أن انتشر تعاطيها بين أوساط الشباب في دلتا أبين.
ويقول مسؤولون إنهم ضبطوا عدداً من المروجين للحشيش والمخدرات، كما أن عمليات الضبط في النقاط العسكرية والأمنية كشفت عن أرقام مخيفة، وكميات جرت مصادرتها تهدد النسيج الاجتماعي وانتشار الجريمة، ولها تداعيات كثيرة بعد أن أصبحت تقوم بتهريبها عصابات لإغراق الجنوب بعد أن عجزوا على غزوه واحتلاله.

الحشيش والمخدرات آفة قاتلة للشباب أصبحت تؤرق حياة المواطنين بعد أن أصبح البعض يروج لها حتى في داخل صفوف المدارس كما يقول بعض أولياء الأمور.
وبالرغم من الحملات التوعوية التي تقوم بها منظمات المجتمع للحد من انتشار المخدرات بين أوساط الشباب إلا أنها بقيت هاجساً مقلقاً خصوصاً مع عدم قدرة الأجهزة الأمنية على القيام بأبسط مهامها في ضبط عصابات الترويج.

سلاح خطير بيد فاقدي الضمير
سالم عبدالله
سالم عبدالله
الأستاذ سالم عبدالله عبيد رئيس قسم المتابعة والتقييم (الاختصاصي الاجتماعي) مدرب بمكتب التربية والتعليم في أبين قال:"إن المخدرات آفة المجتمع، ولا بد من وقاية أجيالنا الواعدة من أضرارها وحمايتهم منها، وكذلك الوقوف أمام العوامل التي تجر الطالب إلى تعاطيها وإدمانها ومخاطر رفاق السوء والآثار السلبية من الإدمان على الطالب وأسرته ومجتمعه، ثم طرق الوقاية والعلاج من الإدمان".

وأشار إلى أن هذه الآفة التي لا تجلب سوى الدمار وتسحق في فلكها أحلاماً وقلوباً وأمالاً وعقولاً ومبادئ وقيماً وأفراداً ومجتمعات.
وتابع حديثه قائلاً:"إنها السلاح الخطير بيد فاقدي الضمير، حيث تفتك بالعقول فتعطلها وتفتك بالأجساد فتهدها، وتفتك بالأموال فتبددها وتفتك بالأسر فتشتتها، كما أنها أداة فتاكة بالمجتمعات فتحطمها، وهي التيار الجارف والبلاء الماحق والطريق التي ليس له إلا نهايات مؤكدة إما الجنون أو السجن أو الموت".

وأضاف:"مع تقدم الزمن واتساع التواصل الاجتماعي ووسائله أصبحت مشكلة المخدرات أكثر تعقيداً واتساعاً مما يضعنا أمام تحديات على مستوى مجتمعنا المحلي والوطني من منطلق الحرص على تحصين شبابنا ومجتمعنا والحد من انتشارها وتفاقمها، وخاصة في الآونة الأخيرة نتيجة لاستغلال ظروف الحرب، واعتماد الانقلابيين الحوثة على تجارة المخدرات في تمويل حربهم وإغراق أبناء الجنوب في متاهة تعاطي المخدرات والمهربة من إيران وأفغانستان وغيرها من الدول المتجة لهذة الآفة، وحالة غياب الرقابة الأمنية على المساحة الواسعة للبلاد وطول شواطئنا البحرية وانشغال الجهات الأمنية في الداخل بتثبيت حالة الأمن والاستقرار، ورغم الجهود التي لا يستهان بها من قبل الجهات الأمنية المختصة والحزام الأمني، وضبط العديد من الشحنات المهربة".

سباق التهريب
علاء اليافعي
علاء اليافعي
بدوره، أوضح مدير إدارة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين علاء اليافعي قائلا:"آفة المخدرات ظهرت في عديد من الأشكال والأنواع التي يسهل الترويج والإتجار بها بكل سهولة ويسر على الرغم أن النقاط الأمنية في جاهزية ويقظة أمنية وخاصة نقطة دوفس، إلا أن مهربي هذه الآفة يتسابقون بها إلى عدن وبقية المحافظات الجنوبية لغرض تدمير شباب الجنوب وانتشار الجريمة، وهذه الآفة التي تهدد مجتمعنا الجنوبي".

وأشار إلى أن تعاطي المخدرات ظاهرة تعاني منها مجتمعات دول العالم المتقدمة والنامية قديماً وحديثاً، إلا أن درجة تأثير خطورتها تختلف من مجتمع لآخر تبعاً لانتشارها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض مواد المخدرات التي بدأت تغزو عقول الشباب كالحوت والأقراص المنومة وتأثيرها الذي لا يقل سوءاً عن الهيروين والكوكايين والأفيون والحشيش، ولابد من وقفة جادة لمحاربتها والحد من انتشارها والضرب بيد من حديد تجاه مروجيها.

وقال د. وهيب عبدالله سعد عميد كلية المجتمع بمحافظة أبين: "إن الحشيش والمخدرات آفة أصبحت تغزو المجتمع وهي ظاهرة خطيرة بحاجة إلى وقفة جادة من قبل جميع الجهات ذات العلاقة، ولا بد من تواصل حملات التوعية بمخاطر المخدرات، وعلى ضرورة أن يعي مخاطر المخدرات وعواقبها والآثار المترتبة على متعاطيها والجرم الذي سيترتب عليه حين يتم إلقاء القبض عليه".

وأشار إلى أن اللذة التي يتوهم المتعاطي للمخدر بأنه سيشعر بها للحظات بعد جرعة من المخدرات ستجره إلى وراء القضبان لسنوات طويلة في حين يستجمع ضعاف النفوس قواهم من أجل القضاء على الشباب، والعوامل التي تجر الطالب نحو الإدمان تتمثل في رفاق السوء والآثار السلبية المترتبة عن الإدمان.

التصدي بحزم
وقال قائد محور أبين العميد طيار محمد جواس:"المخدرات أصبحت تغزو المجتمعات ونحن نعمل على محاربتها، حيث قمنا بحملة خلال الأشهر الماضية بدلتا أبين لمروجي هذه الآفة المدمرة، وتم إيداع أكثر من 20 مروجاً السجن، لكن للأسف الشديد أن البعض يأتي في اليوم الثاني أو الثالث ليقوم بالتوسط لهؤلاء المجرمين ومدمري الشباب من خلال التبرير والحديث عن سلوكهم الإجرامي باعتباره غلطة ولا بد من إعطاء الفرصة تلو الفرصة وهذا خطأ كبير. يجب الوقوف ضد هؤلاء المروجين الذين يدمرون المجتمع والنسيج الاجتماع".

وأضاف:"الكل مسؤول عن توعية أفراد المجتمع بالأضرار الناجمة عن هذه الآفة المدمرة، ونريد أن نكون يداً واحدة من المدرسة والبيت وعقال الحارات وأئمة المساجد ومنظمات المجتمع المدني لتوعية شبابنا من أضرارها، وكذلك الأجهزة الأمنية القيام بمهامها والضرب بيد من حديد وعدم التساهل نهائياً".

توعية وضبط
وقال مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار الأستاذ نادر أحمد فضل: "المجتمع اليوم لا بد أن يقف أمام هذه الظاهرة الخطيرة للمخدرات والحشيش، حيث نفذنا العديد من المحاضرات التوعوية في المدارس عن الأضرار والانعكاسات الخطيرة على المجتمع من المخدرات التي أصبحت اليوم تغزو الطلاب وتطرق أبوابهم لتدمرهم وتقودهم نحو الجريمةِ".

وتابع:"نريد من منظمات المجتمع المدني وأئمة المساجد استمرار تنفيذ حملات توعية عن أضرار المخدرات والحشيش، ولا بد من الأجهزة الأمنية أن تقوم بمهامها تجاه مروجي هذه الآفة المدمرة".

انتشار للجريمة
عبدالرقيب السنيدي
عبدالرقيب السنيدي
بدوره، قال مدير إدارة الشباب والطلاب بانتقالي أبين عبدالرقيب السنيدي: "انتشار آفة المخدرات والحشيش في بعض مناطق أبين له تداعيات كبيرة على انتشار الجريمة والنسيج الاجتماعي، وهي من أخطر الآفات تضرراً على المجتمعات، وتقتل تطلعات الشعوب وتدمر الشباب، وحملات التوعية لا بد من أن تبدأ من المدرسة للطلاب عن الأضرار الناجمة لمتعاطي المخدرات، ونلاحظ في الفترة الأخيرة زيادة تهريب المخدرات نحو المحافظات الجنوبية لخلق جيل فاشل يعيش على هذه الآفة. نريد من الكل أن يقوم بدوره بعد أن انتشرت هذه الأيام الجريمة بمناطق الدلتا".

مجتمعنا مهدد بالخطر
محمد الشحيري
محمد الشحيري
وقال الإعلامي محمد الشحيري:"المجتمع أصبح مهدداً بالخطر في ظل انتشار المخدرات والحشيش من قبل المهربين والمروجين لها، وأصبح الكل خائفاً على فلذات كبده من هذه الآفة ومن رفاق السوء".
وأضاف:"نريد حملات متواصلة للتوعية من مخاطر المخدرات والحد من انتشارها الذي يهدد المجتمعات ويفككها وينشر الجريمة والفوضى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى