نداء من مناضل حرب التحرير إلى محافظ عدن

> عبدالله مهيوب قاسم

> نهديكم أطيب التحايا بحلول الذكرى الثالثة والخمسين لـ 30 نوفمبر، ونتمنى لكم النجاح في مهامكم النبيلة، وبعد، فإني مضطر لأبعث لكم ندائي لسيادتكم الموقرة، وذلك لأني في حالة صحية سيئة، ونحن نسمع النعي على أرواح المناضلين من قبلكم وهذا إيجابية لأسرة المناضل، ولكن المناضل بحاجة ماسة للعناية به أثناء حياته والعيش بأمان حسب قانون رعاية شهداء ومناضلي حرب التحرير في عام 73م، وأنا شخصيا أعاني من مرض في العمود وهذا المرض ناتج من سنوات كفاح وعمل في الميناء، وأيضا أثناء حرب التحرير وما عانيناه من اضطهاد واعتقالات.

شجعنا على هذا النداء، عند سماعنا خبر نعي برحيل المناضل الكبير عبد القادر أمين القرشي، الذي قدم حياته فداء للوطن والدور الذي لعبه به منذ بداية تأسيس الحركة النقابية واستبعاده، دون التفاتة أو اهتمام من أحد، حتى وفاته. وكان من أصدقاءه المناضل محمد أحمد نعمان، الذي استبعد هو الآخر من أرضه في 1955م إلى جانبه محمود عبدالله عشيش في تأسيس الست النقابات في 15 أغسطس 1965م، ومن هذا التاريخ تحملوا المسئولية كاملة في الحركة النقابية، وجعلوا الاتحاد العام للنقابات غرفة عمليات للداخل والخارج، وهم المسؤولون بطبع ونشر وتوزيع آلاف من المنشورات، ولا ينامون إلا قليلا وحتى الاستقلال، وكما أتذكر في المؤتمر الأول في الحركة النقابية في 1970م استبعد الأخ عبد القادر أمين لكونه يريد حركة نقابية مستقلة، وهذا سبب عزله وإبعاده وتركه السياسة، ولم يذكر إلا في يوم نعيه.

وما نريده من سيادتكم، العناية بالمناضلين ولو جزء بسيط، فأنا أحدهم، ولا نخشى الموت، لكن خوفنا من طرحة الفراش والمهانة في أخر العمر، فأنا لم أحصل على شيء حتى الآن، غير بيتي الصغير المتواضع الذي منح لي في 1964م، ولذا نوضح لكم يا سيادة المحافظ محطات مسيرتنا النضالية، فأنا منذ شبابي كنت أحد مؤسسي الحركة النقابية في 1956م وانخرطت بالجبهة القومية في يناير 1964م وشاركت بتكوين الست النقابات في 1965م وأحد مؤسسي لجان الدفاع الشعبي في 1973م.

كانت مرحلة العمل السياسي في الجانب النقابي هي أصعب مراحل نضالنا في العمل السياسي، وكانت أولى خطواتنا متمثلة بمسيرة المظاهرة ضد المجلس التشريعي في 24 سبتمبر 1962م، وفي أثناء هذه الحركة كُلفنا بحماية ثورة 26 سبتمبر عبر حشد المتطوعين وإرسالهم لتعز عبر المؤتمر العمالي للنقابات برئاسة عبدالله عبدالمجيد الأصنج، وقمنا بكثير من الأنشطة النقابية والجماهيرية التي شاركت فيها، وتحملنا الصعاب في أثناء تأسيسنا للنقابات الست مع قادتها محمد صالح العولقي، وعبد القادر أمين، ومحمود عبدالله عشيش، وكثير منهم لا تسعفني ذاكرتي، ورافقناهم في مسؤوليتهم النضالية، وكانت على رأسهم نقابة أمانة الميناء برئاسة الأخ محمد عبدربه مسود والأخ فضل علي عبدالله، وكثير من القادة، وأذكر أن أول شهيد من عمال الميناء كان طارش حيدر في 1963م في أثناء الاعتداء الثلاثي على مصر، وكانت نقابة الميناء هي على رأس العمل النضالي والإجراءات التي اتخذت في 1965م العمل البطي و1967م، حتى أغلق الميناء وكان سببه خروج الاستعمار في 1967م

وهناك كثير من العمال الذين ضحوا، فهم اليوم محرومين من الامتيازات الموجودة حاليا في إدارة الميناء نفسها.

أما عن نفسي وما قدمته للميناء، فلقد تحملت مسؤولية إلى جانب المسؤولين بحماية الميناء في أثناء الاستقلال مباشرة، وكنت عضو مجلس الإدارة، وللعلم، عملت إلى جانب الأخ شكيب خليفة وأنور شمشير، بتسليم كافة المبالغ المخزونة لدينا، كذلك عملنا مع الراحل فيصل عبد اللطيف لتقييم الدولة، حينها كانت الدولة لا تملك شيء غير رواتب ستة أشهر للأمن الداخلي، وهذا يعتبر من حقوقنا كعمال الميناء وخاصة الإدارة البحرية وهي مستقلة ماليا وإداريا، أي حكومة محلية يحكمها مجلس الأمناء.

والآن يا سيادة المحافظ، قد بلغت من العمر 86 عاما، وأعاني من الأمراض، وقد أجريت لي عملية بالمستشفى السعودي الألماني وكانت العملية فيها أخطاء، مما جعلني أكمل وأصحح علاجي في الهند على نفقتي الخاصة في 2015م، في الوقت نفسه الإدارة لم تتعاون معي فيما يخص بعودتي المقررة بعد ستة أشهر من إجراء العملية، إلا أنهم منحو أبني عاصم عبدالله مهيوب، (1000 ألف دولار) وتذكرتين سفر بواسطة الأخ أحمد البيشي ابن المناضل محمد البيشي، في أكتوبر 2018م، وإلى يومنا هذا ما زالت التذكرتين موجودة وإلى جانب مبلغ الآلف دولار، ولكن لا تفي بمتطلبات عودتنا لمواصلة العلاج نتيجة الوضع العام وارتفاع الأسعار، يعود بسبب عدم استجابة الإدارة التي قدمت زهرة شبابي وحياتي فيها.

وفي الأخير أرجو تعاونكم معنا بالنظر في طلبنا المذكور أعلاه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى