تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.. هل ينهي حرب اليمن أم يشعل فتيلها؟

> "الأيام" ميديا لاين:

> تفكر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإضافة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران إلى قائمة الجماعات الإرهابية. لكن محللين أجانب ويمنيين يعتقدون أن ذلك لن ينهي الحرب في اليمن.
وقالت التقارير إن الغرض من مثل هذا الإجراء مساعدة الحكومة الشرعية المدعومة دوليًا من خلال عزل الحوثيين وخلق عبء إضافي على راعيهم إيران.

لا تصنيف لا ينهي الحرب
قال د. أندرياس كريج، الزميل في معهد دراسات الشرق الأوسط: "تصنيف جماعة متمردة كمجموعة إرهابية لن يكون له تأثير على الصراع في اليمن ولا على محاولات الأطراف الخارجية المتورطة في الصراع".
علاوة على ذلك، يقول السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فايرستين، نائب الرئيس الأول في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن الولايات المتحدة تفتقر إلى أبسط الأسس لتصنيف الحوثيين بالإرهابيين.

وقال لموقع ميديا اونلاين (The Media Line): لن يكون هناك أي مبرر لتصنيف الحوثيين إرهابيين، فعلى الرغم من كونهم يتحملون مسؤولية كبيرة عن الصراع الدائر في اليمن لكنهم ليسوا إرهابيين.
وتابع: "من غير الواضح الغرض المقصود من هذه الخطوة".

وأضاف: "تم تقديم مقترحات مماثلة في الماضي ولكن لم يتم تنفيذها لأنها لا تخدم أي هدف واضح".
عندما طُلب من المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق، قال لموقع ميديا اونلاين: "نحن لا نناقش علنًا المداولات بشأن إجراءات التصنيف المحتملة".

نتائج عكسية
بدأت الحرب اليمنية في عام 2014 بعد أن سيطر الحوثيون على محافظة صعدة في الشمال، وبعد ذلك العاصمة صنعاء. في العام التالي، تم تشكيل تحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لشن غارات جوية موجهة ضد الحوثيين نيابة عن الحكومة اليمنية.
صوت الكونجرس لوقف التدخل الأمريكي في اليمن في أبريل 2019، لكن الرئيس دونالد ترامب استخدم حق النقض ضد التشريع.

يرى فايرستاين أن تصنيف الحوثيين على أنهم إرهابيون من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية على سياسة الولايات المتحدة التي تساعد في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام هناك وفي المنطقة الأوسع.
وقال فايرستاين: "إن تصنيف الحوثيين كإرهابيين سيجعل من المشاركة الأمريكية البناءة في إيجاد حل دبلوماسي للصراع اليمني ودعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة أمرًا بالغ الصعوبة".

وأشار إلى أن "حل النزاع اليمني يمكن أن يكون خطوة مهمة في تقليل التوترات الإقليمية، لذا فإن العقبات التي تعترض حلها ستكون ضارة بالاستقرار الإقليمي".
يقول كريج إن وضع الحوثيين في قوائم الإرهاب سيضر بمحاولات الحلفاء الأوروبيين لواشنطن التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال: "سيجعل من الصعب على الغربيين إشراك الجماعة بمجرد تحديدها في الاتفاق الشامل". مضيفاً: "بالنسبة للأوروبيين، سيرسل هذا إشارة خاطئة، لأنهم يؤمنون بحل شامل يحتاج إلى وجود الحوثيين على الطاولة".

الوضع أسوأ
لكن في الوقت الحالي، لن يحدث فرق كبير في أوروبا. كما يقول كريج لأنه "لا توجد دولة من دول الاتحاد الأوروبي تتعامل مع الحوثيين بشكل مباشر، لذا لن يؤثر ذلك عليهم".
قد يكون لدى الرئيس ترامب أسباب سياسية لهذا التصنيف، كما يقول كريج. مضيفاً "يجب النظر إلى خطوة إدارة ترامب في ضوء موقفها الأيديولوجي ضد إيران وعملائها في المنطقة".

وقال فايرستين، الذي عمل سفيرا لليمن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بهزيمة الرئيس ترامب أمام الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير.
وتابع: "إحدى النظريات التي تفسر سبب ظهور هذه الفكرة من جديد في هذه اللحظة هي أنها جزء من الجهد العام لإدارة ترامب لتسميم البئر لإدارة بايدن القادمة، وجعل الأمر أكثر صعوبة على الرئيس المنتخب لمتابعة مبادرات دبلوماسية جديدة في المنطقة".

من جهته يعتقد عبد الغني الإرياني، الباحث البارز في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن وصف الحوثيين بالإرهابيين من شأنه أن يجعل الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن أسوأ.
قال الإرياني، الذي عمل سابقًا في مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لموقع ميديا ​​لاين: "ستنتهي عملية السلام وسيواصل الحوثيون تقدمهم إلى شرق اليمن".

وقال: "سيرى اليمنيون التحالف وشركاءهم يغلقون الباب أمام المصالحة الوطنية، وسيكون خيارهم إما حربًا لا نهاية لها أو العودة إلى الحوثيين لإنهاء الحرب بسرعة، وسيختارون الأخير".
قد يؤدي هذا التصنيف أيضًا إلى عزل المدنيين الذين يعيشون تحت سيطرة الحوثيين، والذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى