البرنامج السعودي.. يعيد تأهيل 10 آبار وحفر 5 جديدة بحقل المناصرة

> رصد/ عبدالقادر باراس :

> المشروع يعتبر الأكبر في اليمن يعمل بالألواح الشمسية
أعاد حقل المناصرة المائي النفع لمدينة عدن بتزويدها بالمياه، وذلك بعد توقف إمداد من حقل (الروى) بمحافظة أبين مع نهاية 1998م، والذي كان يغذي محافظة عدن، بعدها اضطرت قيادة مؤسسة المياه بعدن إلى البحث عن مصادر أخرى لتفادي النقص الحاد للمياه، ومع بداية العام 2009م عملت المؤسسة على إجراء الفحوصات لبعض الآبار التابعة للمواطنين في منطقة المناصرة، فأجرت ضخاً تجريبياً على ثلاث آبار في مواقع مختلفة من المنطقة نفسها، وكانت نتيجتها المخبرية إيجابية، لهذا بدأت المؤسسة بأعمال الحفر والضخ من 12 بئراً من نفس الحقل ممدوداً إلى عدن. كان ذلك مع نهاية أغسطس 2009م إلا أنه توقف بعض من تلك الآبار لقلة إنتاجها وزيادة كلفة تشغيلها حتى وصل عدد الآبار العاملة فيها 16 بئراً من أصل 21 بئراً.

ولتعزيز المصادر المائية لمدينة عدن لمواجهة الاحتياج المتزايد للمياه، حرص البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على متابعته المستمرة لمشروعات تطوير البنية التحتية، ومنها خدمة المياه التي تعد من أهم الخدمات التي تسهم في توفير المياه للمدينة، فأدخل ضمن خطته مشروعات حيوية وهامة يقوم بتنفيذها في قطاع المياه بحقل المناصرة الذي يقع في مديرية تبن بمحافظة لحج القريبة من صحراء حرور المحاذية لمحافظة أبين، ويبعد حقل المشروع عن وسط مدينة عدن حوالي ساعة، ويشمل المشروع الجاري تنفيذه من قبل مجموعة معبد الشمس للخدمات، بإعادة تأهيل 10 آبار كذلك تجهيز 5 آبار جديدة، مع تركيب مضخات غاطسة بملحقاتها وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية للآبار وبناء مستودعات ومكاتب للعاملين في الحقل إلى جانب تسوير الموقع العام للمشروع، وسيسهم المشروع في معالجة أزمة المياه التي تعانيها العاصمة عدن، وتأمينها بالإمدادات بزيادة إنتاجية للآبار، ورفع النسبة الكلية لتصل إلى 10 %، وتغذية الشبكة بـ (11.232) متراً مكعباً من المياه يومياً.

"الأيام" اطلعت على سير العمل بمشروع إعادة تأهيل حقل مياه المناصرة، وطافت بأرجاء الحقل لمتابعة مستوى الأعمال الجاري تنفيذها لجميع المراحل والتجهيزات المرافقة له، ومعرفة المعوقات والصعوبات الناجمة عند تنفيذ المشروع، واستمعت إلى شرح تفصيلي لمكونات ومراحل تنفيذ المشروع من قبل م. جبر عبدالله السعيدي، استشاري مشرف المشروع التابع لمكتب سجال العربية للاستشارات الهندسية، قال فيه: "لم تكن الدراسة كافية عن هذا المشروع ولا توجد مخططات لتحديد مسار خطوط المياه وشبكة الكهرباء، كذلك لم تكن نقاط الإحداثيات الخاصة بالآبار المطلوب حفرها موجودة، والآبار التي تم تحديدها لإعادة تأهيلها كانت واقفة من فترة طويلة وملوحتها عالية وإنتاجيتها قليلة أو منتهية، مما استدعى تغييرها".

ويضيف: "تم توقيع العقد على هذا المشروع في 16 مارس 2020م، لكن بسبب جائحة كورونا تأخرنا في العمل إلى شهر يونيو الماضي، وبدأنا العمل أولاً بإعادة تأهيل (10) آبار، ويتضمن تركيب عدد (1350 لوحاً) من ألواح الطاقة الشمسية لإنتاج (594 ألف وات)، إلى جانب حفر (5) آبار جديدة وبناء بيوتها بعمق 320 متراً للبئر الواحد، مع تركيب عدد (675 لوحاً من الطاقة الشمسية مع جميع ملحقاتها لإنتاج (297 ألف وات)، ويشمل جميع الآبار الـ (15) بتركيب مضخاتها الغاطسة ومحركاتها، كذلك تركيب أنابيب الرفع بجميع ملحقاتها مع إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية لجميع الآبار، كذلك تنفيذ شبكة كهربائية وتركيب مولد بقوة (1.2 ميجا وات)، وكذلك تركيب خطوط الضخ بين الآبار وخط الضخ الرئيسي نوع بولي إيثلين قطر (315 مم)، ويتضمن أيضاً إنشاء مبنى للمناوبين ومستودع وحمامات وتسوير الحقل، وفيما يتعلق بنوعية وجودة مواد المشروع وهي نوعية ممتازة، فالمضخات إيطالية الصنع، والمحركات ألمانية الصنع، وكذلك الألواح الشمسية صينية، لكنها نوعية ممتاز".

وتحدث م. جبر عن بداية مراحل العمل في المشروع: "في البداية أجرينا للمشروع مسوحات وحددنا إحداثيات الآبار الـ (5) الجديدة التي سيتم حفرها إلى جانب الإحداثيات القديمة المطلوب تأهيلها، كما أجرينا مسار خطوط الشبكة الكهربائية، وتحديد أماكن وضع الأعمدة الخشبية، وكذا مسوحات خطوط الضخ بين الآبار وخط الضخ الرئيسي ومكان ربطه بالخط القديم وتحديد المناسيب، وتحديد مواقع الأعمال المدنية، وبدأ عملنا في الأول بإعادة تأهيل الـ (10) آبار من خلال تركيب المضخات مع المحركات وأنابيب الرفع وجميع ملحقاته من كابلات وإنفرترات، فكمية المياه المنتجة من العشرة الآبار حوالي (12.500) متر مكعب، بحيث متوسط الإنتاجية لكل بئر من العشرة الآبار تصل 15 لتراً في الثانية الواحدة".

وأرجع م. جبر السبب في تأخير إنشاء خمسة (5) آبار جديدة مع ملحقاتها بالقول: "بسبب عدم وصول (الإكساءات) التي تعرف بـ (الحافظات)، وهي أساس العمل تعتمد على لوازم الحفر من توفر أنابيب حافظة للآبار، ومدة المشروع المنصوص عليه ومحددة خلال 150 يوماً، فإذا تم توريد (الإكساءات) سنعمل على تنفيذها قبل هذه الفترة المحددة".

وفيما يخص منظومة الألواح الشمسية قال: "المشروع يعتبر أكبر مشروع في مجال المياه باليمن من حيث عدد الألواح التي ستنفذ في حقل المناصرة، مساحة المنظومة للألواح الشمسية عند كل بئر (754 مترا مربعا) بمساحة إجمالية لمنظومات الألواح الشمسية لـ (15 بئراً) تقدر بـ (11,310 أمتار مربعة)، فعدد الألواح في كل بئر (135 لوحاً) يتم تثبيتها على (40) قاعدة خرسانية مع قوائم الإطارات الحاملة للألواح. فعدد العشرة الآبار فيها (1350 لوحاً شمسياً) إضافة إلى الخمس الآبار الجديدة (675 لوحاً شمسياً)، وسيكون عدد الألواح إجمالاً لـ (15 بئراً) حوالي (2025 لوحاً)، قدرة اللوح الواحد منها (440 وات) بقدرة إجمالية (891,000 وات) يتم تثبيتها على (600) قاعدة خرسانية، حتى الآن تم تنفيذ منها بنسبة حوالي 75 %".

كما تطرق إلى سير أعمال الشبكة الكهربائية المنفذة بالمشروع قائلاً: "الشبكة الكهربائية للمشروع مكونة من أعمدة ومحولات وأسلاك كهربائية وقاطعات وعوازل، وكذا مانعة صواعق وغيرها، وقمنا بإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية من خلال تركيبنا لخمسة محولات كهربائية، كما قمنا بتنصيب (10) أعمدة خشبية بأسلاك كهربائية متوسطة بطول حوالي (2000 متر)، ونسبة ما نُفذ من أعمال الشبكة الكهربائية بلغت حتى الآن 95 %".

وعن مستوى تقييم ما أنجز من الأعمال الجاري تنفيذها، والصعوبات والعراقيل التي واجهت سير العمل قال: "إضافة لما تم إنجازه فقد تم صب قواعد المنظومات الشمسية للعشرة الآبار، تم تركيب الألواح الشمسية لـ (9) آبار، وسيتم التركيب للبئر العاشر يوم السبت القادم، كما تم تشغيل (7) آبار بالطاقة الشمسية، ونسبة ما وصلنا إليه من الإنجاز إلى الآن بلغت تقريباً 86 %. وكانت هناك صعوبات قد واجهت عملنا في البداية متمثلة في مسألة تأخير تشغيل الآبار أثناء ربطها بالشبكة العامة وإدخالها للخدمة، وكان ذلك سببه عشوائية الشبكة القديمة. نحن الآن بصدد إنهاء الأعمال الخاصة بأعمال الطاقة الشمسية للعشرة آبار، وسننتهي منها خلال الأسبوع القادم، لكن التأخير يكمن في الأعمال المدنية المتمثلة ببناء ثلاث غرف للمناوبين ومستودع وحمامات، إلى جانب تنفيذ سور على الكامب من المستودع والغرف بطول (580 متراً طولياً)، ويتم العمل فيها، ونسبة الإنجاز من تلك الأعمال فيه 4 %".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى