العنوا الشيطان!

> تبدو حياتنا سلسلة من الأخطاء المتكررة التي ليس في إعادتها إفادة، لكننا نصر على الخطأ ونتعاطاه ولا نستغني عنه، مثله مثل الهواء والماء والوجه الحسن.

* أخطأ (إبليس) في غروره، فرفض السجود لله سبحانه وتعالى في قرار أرعن استحق عليه اللعنة إلى يوم الدين، وثمة بشر يمارسون الخطأ ويكررونه ولا يتعظون من مصير (إبليس) الذي اختار الخلود في النار مقابل منحه فرصة الوسوسة في صدور الناس.

* أما أبونا (آدم) فقد أخطأ عندما أصغى لكيد (إبليس)، فأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، فاستحق العقاب بخروجه من الجنة إلى أرض ضاقت فيما بعد بأخطاء أبناء (آدم) الذين هم نحن.

* أخطأ (قابيل) في لحظة تحريض شيطانية عمياء، فقتل أخاه (هابيل) غيرة وحسدا، فانتقل ذلك الخطأ الجسيم إلى سكان الأرض، حيث تعددت أساليب القتل من التقليدي إلى كل ما ابتكرته ورثة (قابيل) من أسلحة على ظهر البسيطة.

* تبلغ المأساة ذروتها عندما يتدافع الناس كوقود نحو حرب عبثية طاحنة نشبت عمدا بين الإخوة، بينما ينشغل السياسيون بتثبيت كراسيهم، والانهماك في إرسال تعازي لا تغني طفلا يتيما ولا تسمن زوجة مترملة ولا أما ثكلى مكلومة.

* وما أكثر الشياطين التي توسوس لنا وتدفعنا لنلوك أخطاءنا بنظام (الشنجم)، فنحن في زمن (القلاقل) نشاهد السياسيين الأنانيين يرقصون مع الشياطين، وينجرون إلى إيقاظ الفتنة النائمة، ولا يبالون بأن ثمنها لعن ليلا ونهارا.

* مؤخرا قرأت حكاية للنمل فيها الكثير من الموعظة والحكمة، يمكن إسقاطها على الوضع في (الجنوب) تقول:

إذا جمعت 100 نملة سوداء و100 نملة حمراء، ووضعت المجموع في وعاء زجاجي، فلن يحدث شيء، لكن إذا أخذت الوعاء وهزيته بعنف، ثم وضعته على الطاولة، سيبدأ النمل قتل بعضه البعض.

* وتفسير القتال الذي نشب على حين غفلة بين الفريقين كما يلي:

يعتقد النمل الأحمر أن النمل الأسود هو العدو، بينما يرى النمل الأسود أن النمل الأحمر هو العدو، بينما يكون العدو الحقيقي هو الشخص الذي هز الوعاء، فهل يلعن الجنوبيون الشيطان، ويعون أنهم ضحايا للعنة من يهز الوعاء ويضحك ضحكة شيطانية حتى بانت أضراس العقل وأنياب الجنون؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى