وفاة وزير الحربية المصرية السابق و"أسطورة التعذيب" لدى الإخوان

> توفي اليوم الأربعاء في مدينة بليموث البريطانية شمس بدران، وزير الحربية المصري المثير للجدل في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر، عن عمر يناهز 91 عاما.

فما الذي نعرفه عن الرجل الذي طالما ارتبط اسمه بـ "التعذيب" بين معارضي الحقبة الناصرية، والذي اتهم بأنه أحد المسؤولين عن هزيمة الجيش المصري في حرب يونيو 1967؟

ولد بدران في محافظة الجيزة المصرية عام 1929، وتخرج من الكلية الحربية عام 1948 بعد ستة أشهر فقط من التحاقه بها للمشاركة في حرب فلسطين. وكان ضمن القوات التي حوصرت قرب بلدة الفالوجا الفلسطينية وحينها توطدت صلته بأعضاء ما يعرف بتنظيم الضباط الأحرار المناهض للحكم الملكي في مصر.

وعقب قيام ثورة يوليو عام 1952 تدرج شمس بدران في المناصب، إلى أن صار مديراً لمكتب عبد الحكيم عامر النائب الأول لرئيس الجمهورية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما عُرف بقربه من الرئيس جمال عبد الناصر الذي اختاره وزيراً للحربية عام 1966، في قرار أثار جدلاً بسبب ما وُصف بافتقاره الكفاءة اللازمة.

وزير حربية "النكسة"
اُعتبر شمس بدران أحد المسؤولين عن هزيمة الجيش المصري في حرب يونيو 1967 أو ما يعُرف بـ"النكسة" في الأدبيات الرسمية المصرية، التي خسرت خلالها مصر- إلى جانب دول عربية - أراضٍ لصالح إسرائيل، ثم ما لبث أن استقال بعدها بأيام إلى جانب عبد الحكيم عامر الذي كان نائب القائد العام للقوات المسلحة المصرية حينها.

وفاة وزير الحربية المصرية السابق و"أسطورة التعذيب" لدى الإخوان
وفاة وزير الحربية المصرية السابق و"أسطورة التعذيب" لدى الإخوان

وبحسب روايات عدد من المقربين من عبد الناصر فإن الرئيس المصري كان يعتزم تسمية بدران خليفة له في خطاب تنحيه الشهير في أعقاب هزيمة عام 1967، قبل أن يتراجع عن الأمر ويأمر لاحقاً بمحاكمته مع مجموعة من قادة الجيش بتهمة المسؤولية عن الهزيمة، وسط تقارير عن ضلوعه في محاولة انقلاب لصالح عبد الحكيم عامر، الذي توفي بعد الهزيمة بثلاثة أشهر في ملابسات ما زالت تثير الجدل حتى يومنا هذا.

ومكث بدران في السجن حتى عام 1974، حين أفرج عنه الرئيس الراحل أنور السادات، ليغادر البلاد متوجها إلى بريطانيا بجواز سفر دبلوماسي، ومكث فيها حتى وفاته.

شمس بدران و"الإخوان"
تولى بدران ملف مواجهة جماعة الإخوان المسلمين وتفكيك خلاياها فيما عرف بقضية "تنظيم 65" نسبة إلى العام الذي قدمت فيه قيادات بارزة في الجماعة لمحاكمات عسكرية بتهمة قلب نظام الحكم، وتم على إثرها تنفيذ عقوبة الإعدام بحق القيادي الإخواني الشهير سيد قطب عام 1966.

ولطالما ارتبط اسم شمس بدران باتهامات من قبل أعضاء "الإخوان المسلمين" باستخدام التعذيب لانتزاع اعترافات خلال التحقيقات في ستينيات القرن الماضي، حتى أطلق عليه منتقدوه لقب "أسطورة التعذيب".

وفي مذكراته التي نشرتها صحيفة السياسة الكويتية عام 2014 نفى بدران هذه الاتهامات قائلاً إنها تحمل الكثير من المبالغة التي تصل إلى مستوى الخرافات والخزعبلات، لكنه أكد في الوقت نفسه على أنه "ليس نادماً على ما فعله، وأنه إن عاد به الزمن لكرر الأمر نفسه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى