القتل بالكهرباء

> يا هؤلاء الذين لا تزالون تعطون أنفسكم شرعية لها علاقة بحلم البلاد والناس أينما كنتم أو تكونون... ألا تستحون؟ ألا تخجلون؟

نقول بملء الفم: أنتم لستم من هؤلاء، ولا من أولئك، بل أنتم لا تستحقون قيمة حرف نكتبه، نشير إليكم من خلاله! ماذا نقول؟ لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبي!

الأوضاع الاقتصادية منهارة، والريال قد تم دفنه دونما قراءة الفاتحة على روحه، فالبنك المركزي المنقسم كانت إدارته أول من استل سكين ذبحه، وجهزت مبكرا كفنه، ووافقت من خلال غيابها وغياب سياساتها النقدية المدعومة، بغياب سياسات مالية تسنها وزارة مالية دولة وحكومة مهاجرة.

يا هؤلاء، يا من نعتناكم بعدم الحياء والخجل، يامن قد توطن في ذهنكم المصاب بالخرف أن الموت صعقا بالكهرباء بات موضة قديمة فشرعتم في ابتكار موضة جديدة للموت وإزهاق الأرواح، ألا وهي طريقة فرانكشتين وشياطين جحيم الليالي المعتمات وأمسيات سيادة الإظلام التام وقطع التموين عن معدة محطات التوليد التي أكل الدهر عليها وشرب، وباتت معها المدينة مثل باقي مدن وقرى بلادنا، التي تريفت وقتلت وشبعت موتا من إهمالكم ومن حربكم القذرة، فذلك الذي توطن داخل كهوف مخيلته يمارس القتل والدمار، وكله تحت شعارات جوفاء الموت لأمريكا وتحت بطانيات الانتظار ينتظر إشارة منها تأتيه من مسقط حتى وان دمرت كل اليمن، أو ذلك الذي رهن مشروعنا الوطني بشرعية الغياب عن حياض الوطن وأرضه وشعبه، ويبقى متفرجا وشعبه تقتله الويلات بشتى صنوفها، وتأتي آخر موديلاتها القتل بإطفاء الكهرباء، وانتم على شعبكم تتفرجون!

إنها نقمة الزمان، ولعنة اللحظة القاتلة يعيشها شعبنا تحت وطأة تدهور أوضاعه الاقتصادية، موت عملته الوطنية، القتل اليومي بانعدام الكهرباء، غياب الأمن والأمان، شح تموين المدينة بالمياه، وماذا نعدد؟ وماذا نقول؟

أبدا لن نقول أبدا... ارحموا عزيز قوم ذل... ولكن سنقول كما قال أحد مواطني هذا البلد البسطاء: لا يمكن صلاح وإصلاح حال البلد وشعبه عبر عملية تدوير النفايات...

استمروا بالضحك على الذقون وانتم تتأرجحون بأرجوحة اتفاق الرياض... فلا خير أكيد أتيتم به عبر تأرجحكم الذي تطاول وطال دونما بارقة أمل، ولا رأينا خيرا أتي لبلادنا عبر هبات وطعنات التحالف الذي أضاع حقيقة اتجاه وبوصلة الحل الوطني الشامل، وقد حان وقت المراجعة الشاملة، ولعل تيارا كهربائيا صاعقا سيثير اهتمام من لا يدرك حقيقة معاناة الناس داخل المدينة الطيبة عدن المسماة العاصمة المؤقتة والعاصمة الاقتصادية لبلد قد انهارت كل مقومات الاقتصادية الحقيقية، وتتحرك داخل ما تبقى من شرايينه صفقات الفساد وسوق الظل ومجاري ومسارب قطاعات اقتصاد الظل والريع الأسود...

تلك مقولة الناس تحت وطأة انقطاع الكهرباء، فماذا انتم فاعلون؟ هل تنتظرون رجوع الحاج هائل ليضخ من معدته ما بها من ديزل وكيروسين... لك الله يا يمن!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى