من كورونا إلى كلونا!

> رغم أن حياتنا في زمن العبث السياسي تسير على قدم وساق من سيئ إلى أسوأ بفضل الألعاب الدراكولية للسياسيين الزناطين، إلا أن وزارة الصحة العالمية ترى أننا نعيش في النعيم وليس في الجحيم، فهي بكل (تناحة) تتساءل حسدا وغيرة عن سر عدم تفشي فيروس كورونا في اليمن، أسوة ببقية الأقطار والأمصار.
* أطمئن وزارة الصحة العالمية التي تتأهب لتحويل ألفي مواطن يمني إلى حقل تجارب، أن الموضوع يخلو من أي تشويق هتشكوكي، لكنه يتعلق بمعجزة إلهية، فالله سبحانه وتعالى رحيم بهذا الشعب ولا يجمع بين عسرين الحرب وكورونا.

* أكرر لوزارة الصحة العالمية أنها شربت مقلب وزارة الصحة اليمنية، وانخدعت بتقارير مغلوطة حول ضحايا (كورونا) في اليمن، ففي ظل تلوث الأجواء والأرض اليمنية بجميع الفيروسات الطائرة والحشرات الزاحفة تزاوجت الأمراض بالبيئة الحاضنة لكل القاذورات، فحلت الملاريا وحمى الضنك والتيفود والإنفلونزا والإسهالات والكوليرا ضيوفا على حياة الناس، منهم من قضى نحبه في ظل مستشفيات تتاجر بحياتهم، ومنهم من ينتظر.

* أعود لأخرج لساني لمنظمة الصحة العالمية قائلا بثقة من ملأت خلاياه الدموية كل الأمراض: ليس في عدم تفشي فيروس (كورونا) ثمة خلطة سحرية كتلك التي يحتفظ بها بعض صانعي الأكلات السريعة وشراب البيبسي كولا ذي المذاق الساحر، لكن لا بأس من كشف النقاب عن الأسباب التي منعت (كورونا) من التفشي على حسب رياح لم تأتِ بما تشتهي سفنكم.

* المواطن في اليمن تفكيره ينصب على بطنه وبطون (جهاله)، لا وقت عنده لفتح نافذة على (كورونا)، فالغلاء الذين يطحنه ويعصره يوما بعد يوم أدهى وأمر من تداعيات (كورونا)، ثم إنه لا يوجد فراغ في الدورة الدموية السباحة تحت الجلد في ظل مستعمرة فيروسية من أخوات وبنات عم (كورونا).

* تصوروا يا من تدعون أنكم ملائكة الرحمة، أن سعر كيس الدقيق قفز إلى 25 ألف ريال يمني، وكيس السكر 30 ألف ريال، وكيس الرز 35 ألف ريال، فإذا كان راتب المواطن المطحون 40 ألف ريال، فكيف له أن يشتري الدقيق والسكر والأرز، لم أذكر بقية الكماليات مثل الخضروات، فيما أتجنب الكلام عن البيض والسمك لأسباب نفسية، أما اللحمة فقد أصبحت مستحيلا رابعا لا نسمع عنها إلا في حكايات جيش مأرب.

* شفتوا يا حضرات وزارة الصحة العالمية، لن تجدوا في دم المواطن المطحون سوى فقر في فقر، أصبحت بلازما الفقر التي تسبح في دمه تفوق بمراحل كل فيروسات الموت، فهل بعد هذه العيشة الضنكا يهتز اليمني ويهرب من (كورونا)، وهو المحاصر بفيروسات (كلونا) البشرية التي لبستكم طاقية الإخفاء ببيانات أونطة؟

* نصيحة لوزارة الصحة العالمية: لن تجدوا في دم ولعاب و(مخاط) المواطن الغلبان مناعة سوى بلازما فقر وجوع ومرض، لكن إذا أردتم عينات من فيروسات (كلونا) البشرية فعليكم بأهل الحكومة النائمين في جنة الفنادق حول العالم، ستجدونهم أحرص منا على الحياة الدنيا وزينتها، لأنهم يكتنزون قوتنا وثرواتنا وينهبون صحتنا ويسرقون أحلامنا وينامون ملء جفونهم عن شواردها، بحجة أن نوم الظالمين عبادة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى