مراكز البحوث ومستشارو الغفلة

> اسمحوا لي أن أبدأ بالشطر الثاني من العنوان، وهم مستشارو الغفلة، لضرورة التوالي، فلولا المستشارون لما كانت المراكز! ولكن أين نتائجها وهم على رؤوسها؟
من هنا نبدأ ونقول: ما أكثر مستشاري الدول العربية في كل مجال، بل في كل مرفق، لم يكتفوا بمن عُينِوا بمجالس الشورى والحكماء والأعيان، بل تجاوزوا وأسسوا لكل مرفق مستشارين، ليصبح عدد المستشارون أكثر من عدد موظفي الدولة.

واتباع رؤى وأراء المستشارين من ذوي الخبرة ظاهريا جميل ورائع، ولكن من واقعنا الفائت والمعاصر لم نرَ نتائج أعمالهم وإبداعاتهم من إنجازات شيدت وأسست تستدعي تعيينهم كمستشارين، فلا نحن بمصاف أمريكا وأوروبا، ولا نحن بمقام الهند وباكستان وفيتنام، ولا حتى بمقام بنجلاديش وجيبوتي وصومالي لاند، وما لدينا من مليارات وملايين تفوق تلك الدول مجتمعة، ومع ذلك لم نر شيئا يُذكر! ولو كان فيهم خيراً لأبدعوا في حياتهم العملية قبل إحالتهم للمعاش وتعينهم مستشارين، وكما يقول المثل اليمني الذائع "الذي ما نفع امه كيف بينفع خالته".

نأتي للشطر الأول من العنوان هو مراكز البحوث والدراسات وهذه المراكز أسست نتيجة رؤى المستشارين مذكوري الصفات آنفا، ومجاراة ظاهريا مع الدول المتقدمة ليس إلا، شيدت الكثير من مركز البحوث والدراسات لمواكبة التقدم العلمي والصناعي البحثي ليستفيد مواطنو تلك الدول، وبالتالي تستفيد البشرية جمعاء كما هو مأمول ومرتقب. وبرغم كل الإمكانات المهولة والصرفيات لم نر إنجازات وصناعات ما بنيت هذه المراكز لأجله، وكل إنجازاتهم للأسف نسخ ولصق، بمعنى إعادة تصنيع ما أبدعوه الآخرون، وخير مثل على ذلك ما يدور في العالم الآن عن فيروس كورونا العالم في عراك وحراك لتصنيع وخلق لقاح لجائحة كورونا وعلاجاتها المطلوبة ناهيك عن تفاعل بحثي أكاديمي وصناعي في مجالات أخرى ونتائج مراكزنا للأسف copy to copy ليس إلا، فلا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن.

وما بُنيَ على باطل فلا نتوقع إلا باطلا، فمعظم مستشاري الغفلة ليس لديهم من الخبرة إلا الظاهرة والاسم فقط وباعتقادي السبب قد يكون عدم إجازة معظم رؤى البعض منهم ومنهن ومعظم المستشارين لا لزمة لهم وكي لا نكون دول البدون لا بد من تمازج العلم وخبرات العالم والأجناس الأخرى دون تعالي ولا استعلاء فارغ وتقليد الآخرين بما انتهوا عليه والتخلص من معظم مستشاري الغفلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى