رجال في ذاكرة التاريخ: محمد عبدالله شاكر.. المناضل الذي أحسن وصفه الرئيس علي ناصر

> نجيب محمد يابلي

> محمد عبدالله شاكر
الوضيع الجغرافي
محمد عبدالله
محمد عبدالله
ورد في الكتاب المرجعي (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) عن سلطنة الفضلي (التي أصبحت ولاية الفضلي بعد انضمامها إلى اتحاد الجنوب العربي العطر الذكر)، تتكون من ثلاثة ألوية (ص 58):

1 - لواء المنطقة الغربية وتوجد فيه العاصمة زنجبار ومدن الكود والدرجاج ويرامس.

2 - لواء المنطقة الوسطى، ومن أهم مدنه الميناء وشقرة (العاصمة القديمة للسلطنة).

3 - لواء المنطقة الشرقية، ومن أهم مدنه الوضيع وامصرة وأرض المراقشة وأرض أهل حنش، وهناك عدة شخصيات جنوبية، منها الرئيس هادي والمناضل الوطني والقومي المعروف محمد شاكر.

عبدالله سعيد الحكيمي ( القاضي)
الشيخ عبدالله سعيد الحكيمي ذاع صيته في المجتمع كأحد القضاة والشخصيات الاجتماعية في الوسطين العدني والفضلي، وتزوج من الفقيدة صفية محمد الحاج المحلوي (أخت غير شقيقة لصفية وبلقيس وآسيا ونظيرة محمد الحاج)، وأنجبت منه: أحمد وشكيب وعبدالرحمن وحامد ووديعة وبدرية، وكان أيضاً متزوجاً من الفقيدة آمنة النمري، وأنجبت منه الأديب عبدالمجيد القاضي ومحمد شاكر، وعزيزة (أرملة محمد راوح وعبدالله وأم فكري راوح).

عمل الشيخ عبدالله سعيد الحكيمي حوالي أربعة عقود في خدمة السلطنة الفضلية في سلك القضاء، وممن عمل مع عبدالله سعيد القاضي في هذا السلك الرئيس الشهيد سالم ربيع علي، وانتقل الشيخ عبدالله الحكيمي القاضي إلى جوار ربه عام 1960م إن لم تخني الذاكرة، لأن أسرتي القاضي واليابلي متجاورتان منذ ما قبل أربعينات القرن الماضي في حافة الأصبح بالشيخ عثمان قسم a /3.

الولادة والنشأة
محمد عبدالله سعيد الحكيمي (محمد شاكر) من مواليد الوضيع، السلطنة الفضلية في أواخر ثلاثينات القرن الماضي، ونشأ فيها وتلقى دراسته في مدارس السلطنة، والتحق بسلك الوظيفة في ربوع السلطنة وعرفناه شخصاً ألمعياً مثقفاً يحب النكتة وسريع البديهة، وكان فناناً في التجاوب مع سماع الموسيقى، وكان أستاذاً في الرقص الشعبي السائد في أعماق السلطنة الفضلية، ونسج علاقات طيبة طولاً وعرضاً في أرض الفضلي وعدن ولحج، وبعد ثورة 25 سبتمبر 1962م نسج علاقات طيبة مع عناصر وطنية وقومية وعرفناه مناضلاً تقدمياً في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي مع د. عبد الحافظ نعمان.

شاكر في صفوف جبهة التحرير
في فترة الكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني عرفنا محمد شاكر مناضلاً صلباً في صفوف جبهة التحرير FLOSY، وكنت أراه أقرب إلى فصائل التنظيم الشعبي للقوى الثورية "الجناح العسكري لجبهة التحرير"، وكان متسلحاً بالمعرفة وقارئاً مهماً للصحف والمجلات والكتب لاسيما الكتب التي اشتهرت بعناوينها المتداولة بين قراء متعطشين للتيار القومي المتشدد، وكان هناك خطاً فاصلاً بين قراءاته وعلاقاته الودية بالوسط الاجتماعي، وكان خدوماً لا يفرط في واجباته تجاه المناسبات الخاصة (موت + زواج + احتجاز أو اعتقال).

رد الفعل الحاد مع شاكر
بعد أن آلت الأمور إلى الجبهة القومية عقب اعتراف قيادة الجيش الاتحادي بالجبهة القومية يوم 6 نوفمبر 1967م وما أعقب ذلك من مواجهات بين قوات الجيش العربي وخصوم الجبهة القومية، اعتقل المناضل محمد شاكر وتعرض إلى تعذيب شديد لانتسابه إلى جبهة التحرير، وهو المنتسب لأبين وموضع إقامته الوضيع.

شاكر النجم اللامع وطنياً وقومياً
جسد المناضل الوطني والقومي محمد شاكر حبه للوطن الصغير والوطن الكبير بمواقفه وكتاباته حتى وافاه الأجل في مغرب الجمعة 30 نوفمبر 2019م في بيته بالمنصورة (عدن)، وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر في مسجد زائد بحي عبدالعزيز عبدالولي ووري ثرى مقبرة الممدارة.

الرئيس هادي يعزي في وفاة شاكر
بعث رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي برقية عزاء ومواساة إلى عبدالحكيم ومازن محمد شاكر وإلى كافة أفراد أسرتهم الكريمة بوفاة والدهم المناضل محمد عبدالله شاكر، وأشار رئيس الجمهورية إلى مناقب الفقيد الوطنية والنضالية طوال مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء.

وماذا كتب الرئيس علي ناصر؟
كتب الرئيس علي ناصر محمد في صحيفة "الشارع" يوم الأحد، الفاتح من ديسمبر 2019م (مات المناضل شاكر)، وكتب في صدر موضوعه: "مات محمد شاكر ابن أبين، وابن الوضيع التي ولد وتربى فيها وعاش بين أهلها وحافظ على تقاليدها ولهجتها الساحرة ولم تؤثر الحياة في عدن وصنعاء وبلاد الشام على طريقة حياته وكلامه وسلامه بنطق اللهجة أينما كان وكأنه يعيش في الوضيع، بل إن من أبناء الوضيع الذين انتقلوا إلى خارجها لم يتحدثوا قبل لهجته الشعبية"، ويضيف الرئيس علي ناصر: "عاش فقيراً ومات فقيراً، وخلف وراءه ذكريات جميلة ورجال وبنات يحظون باحترام واهتمام كل رفاقهم لأنهم ساروا على دربه ونهجه، وحافظوا على سمعته وأخلاقه ووفائه لأمته. بوفاته خسرت صديقاً وفياً ومناضلاً ومدافعاً عن الوطن والمواطن في بلادنا التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى رجال من أمثاله".

"الأيام" و "الشارع" تنعيان شاكر
عبرت "الأيام" و "الشارع" عن مشاعر الحزن بالخبر والتعزية في المصاب الجلل إلى أولاده 1 - عزيزة 2 - عبدالحكيم 3 - مازن 4 - وميض 5 - إنتصار 6 – زهير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى