عصيد في جَبَنَة

> هكذا يقول المثل، أي عصيد في جبنة، لاهي استوت ونضجت، ولا هي مرئية للطباخ حتى يصحح أخطاء الطبخ مما جعلها غير مستساغة، ولهذا ضرب بها المثل.
الحال مماثل لما يجري على الأرض بالنسبة لاتفاق الرياض الذي أخذ الإعداد له عاماً كاملاً، حتى خرجت إثره حكومة المناصفة، إلا أن الأمور وفق ما تكشف لا تمضي بسلاسة باتجاه تنفيذ بنوده الأساسية المتمثلة بالشقين الأمني والعسكري، مما يجعل الباب مفتوحاً على احتمالات عدة.

هذا في الوقت الذي عادت فيه الأمور إلى المربع الأول، سواء على صعيد تنفيذ جوهر الاتفاق أم على صعيد الوضع في المحافظات الجنوبية تحديداً التي ترزح تحت واقع معاناة شديدة المرارة، فالضغوط تجري بالاتجاه الخاطئ الذي بدوره يزيد الوضع تعقيداً، فلا الرواتب الخاصة بالأمن والجيش والحزام إلا الأمني انتظمت، ولا الخدمات استقرت، في حين أخذ سعر العملة يهوي إلى الأعماق، وهو الوضع الذي يجر معه شرائح المجتمع إلى حال من التداعي المعيشي الذي بدوره يعمق مشكلات الواقع.

أعني أن الضغط على هذا الصعيد ليس عقلاني ولا يتوخى من نتائجه إلا ما هو أسوأ.
الحديث عن تنفيذ الشقين العسكري والأمني وفق كافة المعطيات لا يمضي بالاتجاه الصحيح، وعودة الحكومة التي استقبلت بالصواريخ ربما كان استهلال له دلالاته العميقة ومؤشراته التي لا توحي بالتعافي.

وجود الحكومة في تبة معاشيق لا يحمل أي تبدل في الوضع والأمور ما زالت كما هي.
الثابت أننا إزاء مؤشرات ومعطيات لا تبعث على التفاؤل، فالتفاصيل -التي يقال إن الشيطان يكمن فيها- أخذت تعلن عن نفسها قبل أن يتم تنفيذ البنود الأساسية، أي إن حالة عدم الرضى التي تم تجاوزها في اتفاق للرياض أخذت تعلن عن نفسها من خلال ما تكشف.

إذن بقاء الوضع على هذا النحو له تداعيات مؤسفة ولا شك، فضلاً على مساعي عدة أطراف الحثيثة نحو خلط الأمور، وهي تمنح في الوقت الراهن مساحة للاستمرار وتحقيق غاياتها المتعارضة أصلا مع ما جاء به اتفاق الرياض.
فهل البديل هو استمرار الضغط باتجاه المرتبات والخدمات، وعدم معالجة قضايا الواقع وحالة الشلل القائمة في المشهد عموما؟

ثم ما النتائج المتوخاة من ذلك؟

وماذا لو كسرت الجَبَنَة ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى