الخواجات.. و حمار بن صايل

> بدءا دعوني أفند العنوان أعلاه. المقصود بالخواجات هو نفس المفهوم الذي لدى العامة، أي شخص من غير الأصل العربي لا سيما الناس ذوو البشرة البيضاء، أو المائلة للاحمرار، كالأوروبيين وفروعهم في كل القارات. فمثلا يمكننا القول إن جميع أعضاء مجلس الأمن هم خواجات بما فيهم الصينيين الذين أثبتوا للعالم أنهم خواجات ونص بما أنجزوه في الصناعة والعلم، وتشهد بذلك منجزاتهم في كل فروع الحياة والعلوم.

أما حمار بن صايل فهو مثل شبواني، يردده الناس بقولهم حدث لفلان مثلما حدث لحمار بن صايل، والأخير واحد من أسرة عريقة مسكنها شبوة في مكان يبعد بضعة كيلومترات عن أطلال (هجر الناب) وهذه هي عاصمة مملكة أوسان. وقصته أن ابن صايل اعتاد في وقت فراغه أن يأخذ حماره و يذهب إلى الجبل ليحمله بضعة أحجار يجمعها تدريجيا ليبني له بيتا جديدا. لكثرة تكرار هذه الرحلة، اعتاد الحمار أن يسير بنفسه ومعه صاحبه إلى مكان الأحجار، التي يحملها على ظهر الحمار، ومن ثم العودة على نفس الطريق، وحتى أهل القرية اعتادوا رؤية الرجل وحماره وهما يغادران ظهرا ويعودان قبيل المغرب. ذات يوم وبعد أن حمل الرجل الأحجار على الحمار أدار الأخير ليسلك طريق العودة المعتاد، لكن الحمار أبى أن يسير في الطريق المعتاد، وسلك طريقا آخر معاكسا للطريق الأصل، فأعاده مرة تلو أخرى للطريق الصحيح، لكن الحمار كان عنيدا. قرر الرجل أن يترك الحمار يسير على حسب هواه وتوغلا معا في أحد الشعاب المغلقة بتلاقي جبلين. صعد الحمار المرتفع رويدا رويدا، وازداد ميلان المرتفع وأصبح الحمار منهكا، وفي النهاية توقف الحمار. حينها أداره الرجل إلى الطريق الذي أتيا منه، ومنها إلى الطريق القويم الذي اعتاده الحمار، ليصلا إلى القرية قريب العشاء، وليجد أهل القرية منتشرين للبحث عنه، إذ راودهم أنه ربما أكلته السباع. فرح الناس بوصوله وسألوه عن سبب تأخيره، فأخبرهم بالقصة مضيفا أنه ترك الحمار يسير إلى حيث يقوده عقله (عقل الحمار) برغم إشفاقه على الحمار من الثقل الموضوع على ظهره. وأن الحمار أراد ذلك التعب لنفسه.

وبعد، لا بد من الاعتراف بأنني استذكرت هذه القصة التي رواها لي جدي، بعد قراءتي السريعة للتقرير الذي قدمته لجنة متخصصة من قبل مجلس الأمن لنفس المجلس حول الوضع في اليمن. ومن تلك القراءة أدركت أنه ليس كل ما يقوله الخواجات صحيحا وحتى ليس مبني بناء علميا، بل إن الغش والتدليس وشغل اللامنهجية و (من شاف الأحمر يطرح) كما نقولها هنا في عدن بلغتنا الدارجة موجودة وبقوة تصل حد (الهبالة) أيضا كما نقولها في عدن. المؤكد لا تزال الحمير موجودة، ولا يزال هناك من يكرر حكمة ابن صايل على أرض الواقع.

استدراك:
«المنهج» في اللغة العربية هو الطريق الواضح المستقيم، الذي يفضي بصحيح السير فيهٍ بسهولة ويسر إلى غاية مقصودة. ومن هذا الأصل جرى استعمال لفظ المنهج. نهج نهجا ً تعني اتخذ منهاجا قويما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى