بعد 6 سنوات.. لماذا قرر بايدن وقف الدعم الأمريكي لحرب اليمن؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> التوازن الصعب.. مهمة دون انهيار العلاقات مع السعودية
من واشنطن وقبل 6 سنوات أعلن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة حينها عادل الجبير بدء الحرب في اليمن، وأمس الأول الخميس وفي مقر وزارة الخارجية بواشنطن دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهائها ووقف الدعم وبيع الأسلحة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، كما أعلن بايدن تعيين الدبلوماسي تيم ليندركينج مبعوثا خاصا لحل الأزمة اليمنية.

وكانت واشنطن قد أوقفت قبل سنوات تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو، وأكد عدد من المراقبين أن السعوديين قد رأوا هذه الخطوة قادمة، فقد كانت وعدا لبايدن في حملته الانتخابية، وعليه ربما اتخذوا خطوات لتخفيف أي ضرر يلحق بعملياتهم العسكرية.
واعتبر ديفيد دي روش الخبير العسكري والمحاور في كلية الدفاع الوطني التابعة للبنتاجون أنه من المرجح أن يكون السعوديون قد خزنوا قطع الغيار والذخائر (مثل الذخائر الموجهة بدقة) حتى يتمكنوا من مواصلة عملياتهم عندما تعلق إدارة بايدن عمليات نقل الأسلحة.

ورحب الكثير من أعضاء الكونجرس من الحزبين بقرار بايدن، حيث قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي في تغريده له إن "الإجراءات التي اتخذها الرئيس بايدن اليوم هي خطوة أولى حاسمة لوضع حد لهذا الكابوس".

دوافع محلية
ومثل قرار بايدن فرصة لإظهار حدوث تغيير ضخم من سياسة سلفه دونالد ترامب الخارجية، والتي لا تحظى بشعبية كبيرة داخل المؤسسات الأميركية، كما أنه يبعث رسالة إلى الحكومة السعودية مفادها أنه ينبغي عليها أن تحرص على عدم فقدان الدعم الأميركي للقضايا الأخرى ذات الأهمية الكبرى لها، وفقا لمراقبين.

وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر الباحث في الشؤون الدولية بجامعة أكسفورد صامويل راماني أن قرار بايدن بتعليق الدعم للسعودية والتدخل العسكري في اليمن ليس مفاجئا، فمنذ مقتل جمال خاشقجي في عام 2018 تحول إجماع الحزبين في الكونجرس على حرب اليمن، وكان دونالد ترامب خط الدفاع الأخير عن السعودية.

وأضاف أن بايدن تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الدعم الأميركي للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وقد أصبح هذا القرار حتميا.

بدوره، رأى ديفيد ماك السفير الأميركي السابق لدى الإمارات العربية المتحدة والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي في واشنطن أن قرار بايدن يعد استجابة لعدة تطورات قوية في الرأي العام الأميركي ومواقف الكونجرس، ولا سيما أن الصراع في اليمن معقد للغاية ويصعب على المواطن الأميركي ومعظم أعضاء الكونجرس فهمه.

وأضاف: ما يعرفونه هو أن هذه الحرب مستمرة منذ سنوات طويلة، وأنها تنطوي على معاناة إنسانية كبيرة للشعب اليمني، ويعرفون أيضا أن السعودية هي الطرف الخارجي الرئيسي في الصراع، والحكومة السعودية الحالية لديها صورة سيئة للغاية فيما يتعلق بالعديد من القضايا الإنسانية، وعلى رأسها حرب اليمن.

وأكد ماك أنه لولا استخدام الرئيس ترامب حق النقض (الفيتو) لكان الدعم الأميركي قد انتهى قبل عام بسبب التصويت في مجلسي الكونجرس لصالح وقف دعم واشنطن للتحالف العربي.

شبح إيران
وربط بعض المعلقين بين قرار بايدن وبين رغبه إدارته في العودة للتفاوض مع طهران بشأن قضايا الاتفاق النووي.
وفي حديثه مع الجزيرة نت، عبر صامويل راماني عن اعتقاده بأن قرار بايدن بإنهاء الدعم للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن كان مستقلا إلى حد كبير عن تواصله مع إيران.

لكنه أشار إلى أنه سيتم النظر إلى هذه الخطوة على أنها إظهار لحسن النية تجاه إيران، ولكن إظهار حسن النية الأكبر سيكون عند إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
من جهته، اعتبر ديفيد ماك أن واشنطن وطهران لديهما الكثير من القضايا الأكثر أهمية من اليمن.

وأضاف أن قرار بايدن لن يكسبه أي محاباة باتجاه إيران، ولكن من المحتمل أن المحافظين في طهران كان يروق لهم أن تتخبط كل من المملكة السعودية والولايات المتحدة في اليمن.
بدوره، رفض دي روش أي ربط بين قرار بايدن بشأن اليمن والانفتاح المتوقع تجاه إيران، وقال للجزيرة نت "لا أعتقد أن هناك رابطا بين رغبة بايدن في استرضاء إيران وقرار وقف دعم السعودية".

وأضاف أنه على الرغم من أن بايدن حريص على الانضمام مجددا إلى الاتفاق النووي فإنه لا يريد تقديم تنازلات مبكرة في هذه المفاوضات.
وبينما أعلن بايدن أنه يفي بالتزام حملته الانتخابية بإنهاء الدعم الأميركي لحملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن لمدة خمس سنوات، أوضحت إدارته أنها لن تتخلى عن المساعدة العسكرية الأميركية للرياض، وتخطط لمساعدة السعودية لتعزيز دفاعاتها.

ويعكس منهجه مدى تعقيد العلاقة الأميركية السعودية، بينما يتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة من أسلافه، يدرك هو وفريقه للسياسة الخارجية أن الولايات المتحدة لا يمكنها السماح للعلاقات بالانهيار. وهم يرون أهمية الحفاظ على جوانب العلاقة العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب التي يُنظر إليها على أنها حيوية لأمن كلا البلدين.

ومن أولويات واشنطن التأكيد على لعب دور قيادي في الدفاع عن المملكة ونفطها من الهجمات التي قد تهز أسواق واقتصادات الطاقة في العالم. كما يرى قادة الولايات المتحدة أيضًا الرياض قوة إقليمية موازنة لإيران.

شريك مهم
وقال بايدن يوم الخميس، إن الهجوم الذي تقوده السعودية في اليمن "خلق كارثة إنسانية واستراتيجية". وأكد أنه سيوقف مبيعات الأسلحة المتعلقة بالهجوم على اليمن، لكنه لم يذكر تفاصيل فورية عما قد يعنيه ذلك. في الوقت نفسه، أكد أيضًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون في الدفاع عن المملكة.
وبحسب موقع قناة الحرة وافق السناتور كريس مورفي، وهو ديمقراطي من ولاية كناتيكيت، ومنتقد لتورط الولايات المتحدة في الحملة السعودية على اليمن على أن الولايات المتحدة ربما لا تزال لديها مصلحة أمنية في المساعدة في حراسة المملكة.

وقال مورفي: "يجب أن ينصب تركيزنا على توفير القدرات الدفاعية الأساسية لمساعدة الرياض على الدفاع عن نفسها من التهديدات الخارجية، وليس محاربة تلك التهديدات للسعوديين".
وأشار مورفي إلى أن الولايات المتحدة يجب ألا تقدم "دعمًا عسكريًا إضافيًا للسعودية ما لم نتمكن من الاستنتاج بوضوح أن هذا الدعم ... لن يستخدم بشكل غير مسؤول كما كان في اليمن". ووصف المملكة بأنها شريك مهم رغم ذلك، وقال إنه سيعمل مع الإدارة لإعادة العلاقات مع السعودية ودول الخليج الأخرى.

خطوة ممتازة
وترى الباحثة آنيل شيلاين من معهد كوينسي في واشنطن، إن إعلان بايدن "خطوة أولى ممتازة"، ولكنها حذرت من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل"، مضيفة: "تبقى معرفة ما معنى العمليات الهجومية عند الممارسة".
وتضيف في تصريحات نشرتها قناة الحرة أمس"من سيحدد معنى العمليات الهجومية؟ السعودية أم الولايات المتحدة؟ وكيف سيتم تعريفها؟ السعوديون على سبيل المثال يجادلون بأن كافة جهودهم الحربية هي دفاعية".

وتعتبر الباحثة أن "إنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب وإنهاء الحرب أمران مختلفان تماما. لإنهاء الحرب حقا، نحن بحاجة إلى الدبلوماسية، ولهذا نحن بحاجة للحديث مع الإيرانيين مجددا".
ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيذهب بايدن في الوفاء بتعهد حملته بوقف تجارة الأسلحة الأميركية التي تقدر بالمليارات مع المملكة العربية السعودية.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن للدفاع عن الحقوق، إنها مسرورة برسائل الإدارة حتى الآن المتعلقة بدول الخليج وحرب اليمن، وأضافت أنها ستراقب لترى ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حافظت على مبيعات الأسلحة للمملكة بمجرد إعادة تسمية الأسلحة الهجومية على أنها دفاعية.

وأوضح ستيفن كوك، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، أن التعهدات الأميركية المتزايدة بالمساعدة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية قد تمنح المملكة في نهاية المطاف غطاء يحفظ ماء الوجه الذي تحتاجه للتخلي عن هجومها على اليمن.
وقال كوك إنه قد يكون "إقناع السعوديين بإعلان النصر والعودة إلى الوطن هو الطريقة الوحيدة حقًا". طبقا لموقع الحرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى