تجددوا يرحمكم الله!

> كلما هممت بزيارة منتدى الطيب الثقافي لطبع قبلة إعجاب وتقدير على جبين رواده إلا وحبسني طارئ، يحول دائما بيني وبين تحقيق هذه الأمنية.
* قبل عامين تلقيت فاجعة رحيل مؤسس المنتدى الأستاذ القدير الطيب أحمد علي دون تحقيق أمنية الجلوس معه، فلعقت آلامي وعضضت على حسرتي بالنواجذ، فكم هي الأماني التي نؤجلها إلى أجل غير مسمى، ثم نكتشف ضياع الفرصة بين غمضة عين وأخرى.

* أحيانا كثيرة لا نشعر بقيمة إنسان إلا عند لحظات الوداع القاسية والمؤلمة، نتحسر ونبكي على فراقه وخسارته لكنها سنة الحياة، والفائز الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يترك خلفه ذكرى طيبة مشبعة بأعمال الخير.

* وبرحيل الطيب أحمد علي تكون عدن قد خسرت ابنا بارا، عاش حياته مدافعا عنها، وعن حريتها وعن مدنيتها، وعن دورها كمدينة سلام تحتضن الإبداع والمبدعين من كل بقاع العالم، كانت عدن هاجس منتداه الثقافي الذي حوى كل الفنون، وجمع كل أقطاب الحياة الثقافية والرياضية والاجتماعية والسياسية، بحاسة رجل فذ يعرف كيف يضع قدميه داخل كل ملاعب الحياة، ويعرف كيف يجعل من المنتدى حلقة نقاش مستفيضة تتنوع فيها الآراء دون أن تفسد للود قضية.

* كانت أمنيتي مجالسة (الطيب) في منتداه ومحاورة أهل المنتدى في كثير من همومنا الفنية والثقافية والرياضية، لكن ذلك لم يتحقق أبدا، فقد كانت المنية أسرع من تحقيق تلك الأمنية.
* مثلما برز الطيب أحمد علي الساحة العدنية كقامة متعددة المواهب، اختفى أيضا بنفس السرعة، وهذا هو قدر تلك الكفاءات التاريخية المحترمة، ترحل بسرعة وفي صمت بعيدا عن الضجيج.

* وللأعزاء في منتدى الطيب الثقافي، وفي مقدمتهم أيقونة الحركة الرياضية الجنوبية الشخصية التاريخية الأستاذ أحمد محمد قعطبي أزجي لكم سلاما حارا، متمنيا أن يجمعنا الله يوما في منتداكم لنتجاذب أطراف الحديث في همومنا ومشاكلنا وقضايانا، عملا بنصيحة الطيب الذي رحل و ترك لنا مبادئه وأفكاره ومبادراته، رحم الله الطيب أحمد علي بقدر ما أعطى لهذا الوطن، فأعدوا له أيها الرواد في أمسية الذكرى الثانية على رحيله ما استطعتم من مآثر حيوية تنسجم مع سيرته المشعة التي ننهل منها تلك الأفكار العظيمة، ليتسنى لهذه الأجيال أخذ العبرة من الاعتبار، وتذكروا أن الطيب الذي تفوح أعماله في منتداكم كان يقول لكم قبل كل أمسية ثقافية: تجددوا يرحمكم الله..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى