ماذا سيربح الإخوان من معارك مأرب؟!

> جعل إخوان اليمن "تجمع الإصلاح" من مشروعهم ومشروع الشرعية وحماية شركات النفط في مأرب وشبوة وحضرموت شيئا واحدا فربحوا، مع أنهم جزء من مشروع الإخوان الدولي الذي تصنفه دول التحالف بأنه إرهاب وهدفه أن يدق حدود الجزيرة العربية لقيام دولة الخلافة الإخوانية،
ومع ذلك وجدوا من تلك الدول من يدعم تمكينهم في اليمن وربحوا. ماذا عملوا لمواجهة المشروع الإيراني خلال سبع سنوات؟ لا شيء، وربحوا!

انسحبوا من صنعاء وتركوا كل مدن اليمن مفتوحة للحوثي إلا مثلث النفط وقالوا: ليست مهمتنا قتال الحوثي بل مهمة الدولة! مع أنهم كانوا نصف الدولة. وأن إيران لا تهددهم بل تهدد الإقليم، ومقاومتها مسؤولية دول الإقليم المعنية، وتعاملوا معه إعلاميا بأن جعلوه صراعا مع الصفوية وأنهم أهم أدوات أهل السنة لمحاربتها لكسب الحاضنة المتدينة خاصة في دول الجوار التي لا تعرف الحقائق في الجبهات! وعمليا ينسحبون تكتيكيا في كل الجبهات أمام صفوية الحوثي أو يكون خط الهدنة بين مقاتليهم ومقاتلي الحوثي طربالا أخضر وربحوا.

دق الحوثي أبواب مأرب.. فماذا سيربحون؟
مع أنهم لم يجعلوا مقاومته مهمتهم بل مهمة دول الجوار التي يهددها فقد تعاملوا معها إما بالشيطنة أو الابتزاز لتتعاون مع مشروعهم الذي صنفته تلك الدول في قائمة الإرهاب.
وعلى العكس منه كانت مقاومة الجنوب، فقد فُرِضت عليها الحرب وجعلت مقاومتها من خطوط الدفاع مع التحالف ضد المشروع الفارسي لكن في المحصلة ربح الإخوان فسيطروا على مساحات شاسعة في الجنوب عام 2019م على ظهر التحالف أو بعضه! وربحوا أيضا.

ورغم أنهم بنوا مشروعهم في مأرب وضخموا منجزاتها، لكن بمجرد أن هوجم قدس أقداسهم ارتفع صياحهم، مع أن ماهلية ورحبة ومديريات الجدعان سقطت وكلها تتبع مأرب ولم نسمع أن مأرب في خطر، لكن عندما اقترب الخطر من مقراتهم في المدينة صار الدفاع فرض عين عن قلعة الجمهورية والدفاع عنها مهمة الجميع ليس مهمتهم كالمعتاد!! مع أنهم ما سمحوا في إمارتهم لأي قوة لا سلفية ولا غيرها خلال سنوات الحرب السبع من ازدهارها، فقواتهم العسكرية، حسب تصريح المحافظ الإخواني العرادة، 400 ألف عسكري كانت كافية.

أين ذاب الـ 400 ألف جندي؟!
لا تسأل، ما عليك إلا أن تدافع عن مأرب وتحشد نكفا قبليا وغير قبلي للدفاع عنها وإلا فأنت تخدم المشروع الإيراني. لا تسأل، هم الآن في بيات كبيات الضب في أشغالهم وأغلبهم مبثوثون في النزوح أو يتحفزون في شقرة ولهم مهمة قادمة!

ماذا سيجني الإخوان من حرب مأرب؟
سيفتحون خزائن التحالف التي مازلوا لم يفتحوها بحجة الدفاع عن مأرب، فمأرب لو سقطت فالصفوية ستجتاح الجزيرة العربية! سيوظفون الحرب لتحقيق أهدافهم جنوبا سواء أسقط الحوثي مأرب أم لم يسقطها.
فالهدف الأول أنهم سيدفعون بالنازحين في مأرب الذين، حسب إحصائيات 2019، قرابة 4 ملايين نازح والدفع بهم أو بأغلبهم إلى شبوة وحضرموت الداخل. والنزوح سلاح إخونجي، فأغلب الـ400 جندي من مليشياتهم مبثوثة فيه.

والهدف الثاني إن مأرب المحافظة والمديريات تآكلت، فحتى لو أعلنوا الانتصار فسيبقى المجتمع مهدداً ولن ينقلوا جسم قوتهم إلى صافر، فصافر عليها خط أحمر وكل مناطق آبار النفط لا تدور فيها معارك ولن ينتقلوا له ولن يذهب إليه الحوثي، لذلك سينقلون جسم قوتهم إلى شبوة، واعتمادهم تشكيل "محور بيحان" بعد تحريرها لم يكن صدفة بل مخطط له بحيث تصبح شبوة مسرح عمليات لجيشهم ونقل المعركة للجنوب لإمساكه حينها سيعزفون على خطر المشروع الإيراني الصفوي وسيحركون جيشهم الذي قوامه 400 ألف، لفرض أمر واقع إخونجي في شبوة وحضرموت الداخل.

ما المعالجات التي سيقوم بها الإخوان المحليون في شبوة وحضرموت الوادي لمنع تلك الأهداف الإخوانية؟
مؤشر تهيئة القبول بتسكين الأهداف الإخوانية جاء من شبوة بتأكيدات محافظها بمناسبة استقباله الأسير الشمالي جمال المعمري أن "اليمن غير قابلة للقسمة على اثنين وستظل رافضة للتمييز"، مع أن الحوثي أمر واقع لكن لا يعتبره الإخوان من عمليات القسمة على اثنين فهذه العملية الحسابية خاصة بالجنوب!

ضع خطوطا تحت كلمة التمييز وستحدد مؤشرات القادم في شبوة وحضرموت وسيجد من يطالبون بإشهار إقليم حضرموت أنه إشهار بـ4 ملايين نازح شمالي تدعمهم قوة مليشياوية إخوانية قوامها 400، لتكون القوة العسكرية للوطن البديل بدون تمييز، وإذا ما هددهم خطر سيهددون بإحراق آبار النفط وقد يحرقونها ويحملونها عمامة الرئيس عبدربه منصور الذي شرعن مليشياتهم وألبسها "الميري"، فهم ليسوا في الصورة.

وكما قال أحدهم قديما: أدخله يا عقيل ولك رطل، ولما نشب قال: أخرجه ولك عصرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى