نحو حوار مجتمعي جنوبي

> مع اقتراب موعد الإعلان الرسمي عن انتهاء الحرب في "الجمهورية اليمنية" التي تكون قد أكملت عامها السادس في 25 مارس 2021م نرى لقاءات جنوبية متعددة. السؤال هو ماذا يريد الجنوبيون في مرحلة ما بعد الحرب؟
بطبيعة الحال ستعمل قوى الدول الراعية في الإقليم والعالم بالتأثير على واقع ما بعد الحرب في الجنوب والشمال وذلك وفقاً لمصالحها، ولكن فيما يخص مستقبل الجنوب سيكون لزاماً على قوى الجنوب المؤمنة باستقلاله وسيادته أن تتوحد في الطرح والموقف بحيث لا يتم تمرير أي حلول على الجنوب خلال التفاوض.

ولكن وحدة قوى الجنوب تتطلب حواراً مجتمعياً شفافاً تجري من خلاله إعادة التذكير بثوابت القضية الجنوبية في الاستقلال والحرية من جهة، ومن جهة أخرى الانفتاح على الاحتمالات والرؤى الأخرى المرتبطة بمستقبل القضية الجنوبية. هذا يعني أنه تقع على عاتق الجنوبيين وخاصةً المجلس الانتقالي، باعتباره مفوضاً من شعب الجنوب في 2017م، وكونه الأكثر تنظيماً وخبرةً وتأثيراً بين كل تيارات الجنوب، مهمة توسيع الديمقراطية والعصف الذهني الحر والمفتوح حول مستقبل الجنوب.. سيكون من المفيد البدء الآن بتنظيم حوارات مجتمعية في كل محافظات ومدن وقرى الجنوب لاستخلاص رأي الشعب حول مرحلة ما بعد الحرب. ومن المتوقع أن يتم خلال هذا العام الإعلان عن إيقاف الحرب وبدء انطلاق التفاوض بين وفدي الحكومة الشرعية في عدن وحكومة الحوثيين في صنعاء.

ومن المؤمل أن يحصل الانتقالي على تمثيل مناسب في التفاوض حتى وإن كان حضوره سيتم ضمن وفد الحكومة الشرعية بحكم اتفاق الرياض وحكومة المناصفة. وهذا يعني أن على الوفد المفاوض الجنوبي الإجابة عن تساؤلات عدة تتعلق بمستقبل القضية الجنوبية وإمكانية الانتصار للقضية الجنوبية خلال التفاوض.

ولذلك فإنه من الضروري البدء بالحوار المجتمعي الصريح والمكشوف حول ماذا يريد الجنوبيون من المفاوضات الأممية، ومن ضمن الأسئلة التي تتطلب الإجابة عليها في الحوار المجتمعي:
هل الجنوبيون مع استمرار الحرب ضد أنصار الله (الحوثيين ) أم مع السلام؟

ما شكل السلام الذي سيقبل به الجنوبيون وخاصة في جبهات المواجهة مع الحوثيين؟
كيف ينظر الجنوبيون إلى مستوى تنفيذ اتفاق الرياض؟

كيف ينظر الجنوبيون إلى مشاركة الانتقالي في حكومة المناصفة؟
يطمح الجنوبيون إلى فك الارتباط والاستقلال بصورة سلمية كنتيجة للتفاوض مع سلطة الرئيس هادي وأنصار الله (الحوثيين). هل هناك خيارات أخرى يمكن للجنوبيين القبول بها مثل خيار الكونفدرالية المزمّنة أو أي خيارات أخرى؟

هل هناك تحفظات لقوى الجنوب من التواصل والتنسيق المباشر مع أنصار الله (الحوثيين) قبل بدء التفاوض، بهدف جس النبض ومعرفة الآخر وبناء أجواء الثقة والتفاهم.
كيف سيتعامل الجنوبيون مع أجندات الحلفاء (السعودية والإمارات) في حال تعارضها مع طموح الجنوبيين في الاستقلال والسيادة؟

الأسئلة المشروعة والمطلوبة كثيرة ويتطلب الموقف تخفيف العبء على القيادات الجنوبية من خلال تزويدها برؤى وتحليلات تستفيد منها عند انطلاق ماراثون المفاوضات، ولا يوجد أرقى ولا أنسب من الحوارات المجتمعية كأسلوب متحضر وديمقراطي لمناقشة الآراء والطروحات المختلفة بين الجنوبيين حول مستقبل بلادهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى