أبين.. أنين لا ينتهي

> ارفع حجراً في أبين تجد تحتها لاعباً موهوباً، هبة من الله سبحانه و تعالى، لكن السياسيين من أبناء أبين مع الأسف لا يرون في شباب وناشئي وبراعم أبين سوى وقود، يساقون إلى معارك الوغى بدلاً من ملاعب الكرة.
أبين أرض خصبة ولادة مواهب ومبدعين، تراهم مثل زبد البحر، ألم تسأل نفسك أيها السياسي المتعفن عن سر بقاء أبين تقاوم وتصارع رغم صراعاتكم الغبية التي أنهكتها وأثخنت جراحها؟

في أبين ينشغل الناس بفقرهم و مشاكلهم (المصطنعة)، يتضورون جوعاً، يباتون على لحم بطونهم، لكنهم مع ذلك يقبلون على الحياة بتلقائية، يركضون ويهرولون نحو بارقة الأمل الأخيرة أمام هجوم الموت الضاري.
أبين قدمت أرقى أنواع الفنون في كافة المجلات، كانت ومازالت السلة الغذائية للجنوب، لكن (بعاطيط) السياسة أفرغوها من محتواها، حولوا عزة تاريخها الإبداعي إلى ذل وهوان يستجدي ليعيش.

الآخرون يقدرون كنوز ومواهب أبين، يتهافتون لاقتناص لؤلؤة من زنجبار أو درة ثمينة من لودر أو زمردة من أحور أو ياقوت من مودية، على عكس قيادات أبين السياسية التي لا ترى في وجودهم شيئاً جميلاً، حالهم حال المتشائم الكئيب الذي حذرنا منه الشاعر اللبناني الراحل (إيليا أبو ماضي).

الموهوب في أبين يساق إلى حتفه كرهاً، يحرفون بوصلته من ملاعب التألق ومجالات الإبداع إلى متارس التخندق، منهم من قضى نحبه في عمر الزهور والورود، ومنهم من ينتظر، مشكلة أبين ليست مستوردة من الخارج، وليس لها دافع وطني كما تسوق الفئة السياسية التي تبغي، مشكلة أبين المستعصية في قياداتها العاقة والمعاقة ذهنياً وفكرياً وسلوكياً، فالسياسي الذي يوافق على تشريد أهله وإذلالهم وتركيعهم، ليس سوى شيطان مريد لا يمكنه العيش بمعزل عن المتاجرة بصغار أبين والدفع بهم إلى محرقة غامضة الهدف والرؤية.

ابتسمت أبين الجريحة قليلاً بعد تتويج تلاميذها ببطولة الجمهورية لكرة القدم، ابتسامة فيها توجس وخوف من الغد، فهؤلاء الصغار الذين تنتهك براءتهم، ويجبرون على حمل سلاح الفناء لن يفلتوا من مصيدة تجار الحروب، غداً سيتضورون جوعاً وسيساقون كالغنم إلى جبهات الوغى، وستستبدل ثقافتهم الرياضية بثقافة الأناشيد الحربية، سيقتلون بعضهم البعض وسيتهافتون على (عطر منشم)، ولن يروا في حرب الاستنزاف إلا ما علمتم وذقتم.

أبين موطن الرجال الأوفياء والمواهب الخارقة في كل المجالات يتوزع طيفها السياسي في السلطة، لكن سياسييها خفت موازينهم، يرفعون شعار (نفسي نفسي)، تنازلوا عن هيبة أبين لمصلحة بطونهم وأرصدتهم في البنوك، سيان عندهم أن تسفك دماء أبنائهم دون ذنب، أو تسقط البيوت على رؤوس ساكنيها في مشهد سياسي ممسرح صنع في (هوليود).

وأسأل -مع أننا مطالبون بألّا نسأل عن أشياء أن تبد لنا تسوؤنا- ماذا قدم سياسيو (شي عيشة) لأبين، غير مواكب الموت الزؤام وسرادق العزاء؟
ماذا فعلوا طوال ثلاثين عاماً سوى تخريبها، والجلوس على تلال أطلالها؟

ماذا صنعوا لأبين سوى المزيد من المترملات والأمهات الثكالى والأطفال اليتامى؟
من فضلكم لا (تزغللوا) عيون مبدعينا بمالكم المغموس في وجع وأنين أبين، دعوا صغارنا وتلاميذنا وطلابنا يبدعون ويلعبون كرة القدم، فهي بالنسبة لهم الفرصة الأخيرة أمام هجوم الموت الضاري؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى