السياسة هل هي فن أم فهلوة..!؟

> حاتـم عثمان الشَّعبي

> كلنا يتابع الأخبار، سواء عبر الشاشة الفضية أم الصحف والمجلات، ومع التطور التكنولوجي يضاف لها وسائل التواصل الاجتماعي، وما يدور في العالم من أحداث وجميعنا ينتظر الاجتماعات واللقاءات والقمم بين قادة الدول ومسؤوليها لمعرفة مستجدات التحول في السياسات بين هذا الطرف، وذاك لغرض مهم، وهو معرفة هل النتائج ستكون مناسبة لدولنا، أم علينا إعادة برمجة علاقاتنا لتتناسب مع ما ظهر على السطح من مستجدات من قبل دول عظمى تتحكم بالعالم، أو من دول وضعها الاقتصادي يحدد مصير أمم.

ونحن في العالم الثالث والوطن العربي نسير مع من يقودنا إلى بر الأمان في بقائنا كحكام على الكراسي ووصول لقمة العيش وعدم تأثر حياتنا اليومية كشعوب؛ لأنه ليس لنا لا حول ولا قوة سوى السير بجانب الجدار وتحت المظلة لتستمر دولنا ونحافظ على شعوبنا.
والمشكلة الكبرى التي تتصدر المشهد السياسي اليوم هي تحالفات بين قوى معينة ونتفاجأ بعد فترة ليست بكبيرة أن هذا التحالف انفرطت إحدى حلقاته لتتجه بوصلته في اتجاه مغاير لما كان توجهه السابق، أو يبقى بنفس التحالف ولكن يضيف لنفسه توجها مختلفا عما اتفق عليه في السابق.

وبما أن الوضع في العالم الثالث عامة والعربي خاصة تبرز به العديد من هذه السياسات التي ليس لها تبرير سوى أن الواقع الاقتصادي والأمني لهذه الدول يجعلها ترى ما يناسبها مع من تتحالف لتحافظ على استقرارها وراحة شعوبها.

وبما أن في الاتحاد قوة فالتحالفات هي أحد أنواعه، وهنا نرى ضرورة أن نبني ونتحد كشعوب من الداخل، ونُكَوّن جيلا واعيا يفهم ويتعلم ما يحاك له من خطط وبرامج، ربما ستفقده الأرض التي يقف عليها، ليس باحتلالها، فزمن اغتصاب الأرض ولى، لكن من خلال عدم تنميتها وتطويرها وتشييد المشاريع المنتجة التي تستوعب أبنائها للعمل فيها، وتوفر للمواطنين الاكتفاء الذاتي لاحتياجاتهم اليومية من مأكل وملبس وكماليات وخلافها من مستلزمات الحياة، وأهم هذه المشاريع هو التعليم الذي تعمل كثير من المشاريع لتدميره؛ لأن مرضه وموته ودفنه يعتبر حياة للعبث واغتصاب الأرض بسبب الجهل الذي سيغزو المجتمع.

وهنا، نراهن على أن الشعوب الحيّة بالعالم الثالث عامة والوطن العربي خاصة ستكون واعية وفطنة بأن تضغط على حكامها لممارسة السياسة بفن وليس بفهلوة، حتى تستمر بالحياة وتُطَوّر أوطانها وترتقي بشعوبها ولا تدفن رأسها بالرمال كالنعام، ولكنها سترفعها شامخة كالخيل العربية الأصيلة التي لا تقبل الذل والانبطاح، حتى لو كلفها كبدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى