استشهاد الشهيد الحبيشي للمرة الثالثة

> ناصر الناصوري

> * كلنا يعرف أن الشهيد الشاب الخلوق محمد علي الحبيشي إبن الـ 23 ربيعاً الذي استشهد في يوم الخميس 4/12/1964 وكرم من قبل الدولة سابقاً بإطلاق إسمه على ملعب المدرج البلدي بكريتر سابقاً ، والذي صار إسمه (ملعب الشهيد الحبيشي) عرفاناً ووفاء من الشعب والدولة لتضحيته بروحه في سبيل بلاده ، وهو يستحق منا ذلك خصوصاً إذا علمنا أنه كان من لاعبي نادي الأحرار الرياضي أحد الأندية الكبيرة في الزمن الجميل ، ولكن وآه من كلمة لكن ، إذ أنه بعد الوحدة كانت النية مبيتة ، لطمس تاريخ الجنوب الرياضي ، علماً أن ملعب الشهيد الحبيشي يعتبر رمزاً وعلماً من أعلام الحركة الرياضية في عدن ، وهو ارشيف بحد ذاته لتاريخ الجنوب الرياضي ، لأن على هذا الملعب لعبت أجيال من النجوم، وكذا نجوم من الأجداد والآباء والأحفاد وسوف يلعب عليه أيضاً بإذن الله أبناء الأحفاد إذا وجدت النية الصادقة لإعادة أمجادنا الرياضية ، التي افتقدناها بعد الوحدة ، فهذا الملعب لعبت على مستطيله الترابي فرق أندية شهيرة ومنتخبات عربية أمثال : الاسماعيلي المصري والموردة السوداني ووفاق سطيف الجزائري وهورسيد الصومالي .. كما زارته فرق انكليزية وكوبية وروسية وصينية ومجرية لعبت على مستطيله الأخضر ، كما لعبت فيه فرق من شتى أرجاء المعمورة، لذلك كان إغلاقه وتهميشه إيذاناً بطمس تاريخ الجنوب الرياضي ، وللأسف الشديد فإن الرياضيين في بلادنا لم يتمسكوا بتاريخهم الرياضي وبهذا الملعب التاريخي العريق ، فاستشهد الحبيشي حينها للمرة الثانية ، وذلك بإغلاق الملعب الذي يحمل إسمه بعد أن تركوه مهجوراً.

* والآن وبعد 2015 ، أو بعد التحرير (كما يدعون) سعى بعض الغيورين على تاريخ الجنوب الرياضي ، إلى المطالبة بترميم الملعب ، ورغم أن الترميمات والإصلاحات كانت أي كلام ، حيث لم ترتق لأهمية تاريخ ومكانة هذا الملعب التاريخي العريق ، وكان أن تم افتتاحه في نوفمبر 2020م ، وقلنا يالله بداية الغيث قطرة ، ولكن بعد ذلك للأسف لم تجر عليه سوى عدة مباريات سياسية وليست رياضية ، وعادوا من جديد إلى إغلاقه ، فلا اتحاد الكرة بذل جهداً لإقامة المباريات عليه ، ولا الأندية صحت من سباتها العميق وأقامت عليه بطولات للناشئين والشباب ، ولا أقاموا عليه مباريات حتى ودية بين فرق الأندية على الأقل ، من أجل ينشطوا اللاعبين بدلاً من سباتهم ، وكلنا نعرف أن اللاعب كلما توقف عن ممارسة اللعب ، كلما قل مستواه بدنيا وفنيا ، لذلك على الأندية أن تتحرك وتحسن دخلها من دخل المباريات ولو حتى يجعلوا رسوم الدخول 100ريال ويكون الدخل للفريق الذي ينظم الفعالية ، أو حتى إقامة المسابقات السباعية عليه ، أما هكذا يبقى الملعب مغلقاً ، وهو الذي كل تاريخنا الرياضي وكل شبر من مستطيله عليه بصمات نجوم الكرة محلياً وعربياً وأجنبياً ، فهل اتحاد الكرة في عدن ورؤساء أنديتنا سعيدين بهذا الوضع ، بدلاً من أن يقوموا بإقامة أنشطتهم على هذا الملعب ، الذي يقع في قلب المدينة عدن ، وهل سيظلون يتباكون ويشكون من نقص وشحة مواردهم المالية ، لنعلن استشهاد الشهيد محمد علي الحبيشي للمرة الثالثة وهذه المرة على يد أهله وأحبائه الذين ضحى من أجلهم بروحه ودمه.

* أتمنى من قيادات أندية عدن أن تجتمع ، وتنسق فيما بينها لإحياء ملعب الشهيد الحبيشي بتنشيط فرقهم الرياضية بمختلف فئاتها العمرية ، خاصة وأن بعض لاعبيهم بدأوا يترهلون من كثرة السبات حتى أصبحت كروشهم تتدلى من تحت ملابسهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى