مرجان أحمد مرجان

> تسألني يا (عاشور) عن حال البلد، أجيبك بلسان الواقع الفاقع وشاهد الحال الساطع:
البلد حالته حالة ووضعه الأخلاقي والإنساني يصعب على الكافر والزنديق، تعددت فيه أنماط السلوك السلبي التي تلحق الأذى بحقوق الناس، ولا بارقة أمل تلوح بتغيير قتامة المشهد الدامي.

وهذه البلاد التي أصبحت مسرحاً للفاسدين واللصوص تكرس أفكاراً مغلوطة، هي مزيج من ثنائية الدراما والملهاة، وهو وضع عبثي أنتج لنا قيادات طفيلية تتغذى على معاناة الشعب ومبدعيه.
وفي وطن دستوره (الواسطة)، ولغته طابعة القص واللصق، لا مكان تحت الشمس لكفاءة علمية، ولا موقع لمبدع متفوق في زمن تعليب المشاعر والنفخ في مخلفات المجامر.

نعم يا (عاشور) رؤيتي سوداوية لأنها مبنية على سوادية المنطق، فمن يرهن اقتصاد بلده لطابعة القص واللصق، ويفرض (الواسطة) شرطاً لشغل الوظيفة العامة، لا يمكنه إلا أن يصنع وطناً مفلساً يشحذ شعبه ليعيش عيشة ضنكا.

لاحظوا أن هناك من حول الوطن إلى لوغاريتم صعب يحتار معه دليل أساطين الرياضيات، فالتاجر الذي ينهب الثروة والمال غدا بين عشية وضحاها سياسياً بقدرة (غادر) تتوارى أمامه القيم والمفاهيم خجلاً وكسوفاً، والسياسي الذي يفهمها وهي طائرة وزاحفة أصبح تاجراً لا يتحدث إلا ببورصة الدولار والريال السعودي، والمكوجي أمسى مديراً، وبائع الجوالات بات وزيراً إلى آخر متواليات الرزق يحب الخفية.

أما أم الدواهي التي شيبت بهذا الشعب المترب وهو شاب، فتتعلق بسياسة شراء الذمم والولاءات المدفوعة الأجر.
السياسي الغبي الذي يكتنز المال بعيدا عن محكمة من أين لك هذا..؟ يعتقد أن المال أرخص وسيلة لشراء قلوب وحناجر وألسنة الناس، لكن هذا السياسي الذي تعلم البيع والشراء من (مرجان أحمد مرجان) ينسى أن الناس في السر غير الناس في العلن.

وفي بلد مشاكله مثل الهم على القلب، يتكاثر فيه المفسدون بنظام الذباب، تم استنساخ الكثير من نسخ (مرجان أحمد مرجان) لدوافع سياسية عمياء وأسباب قبلية جوفاء، والنتيجة أن سياسيي (مرجان) تشابهوا، فهم لا يأخذون من البقرة حليبها فقط، وإنما تفكيرها أيضاً.
طبيب أبيني صرفت عليه أسرته دم قلبها، وتخرج من كلية الطب بامتياز ومن أوائل دفعته، لكنه داخ سبع دوخات وهو يبحث عن وظيفة أو تعاقد.

الطامة الكبرى أن زملاءه الأقل منه درجة وتقديراً فتحت أمامهم أبواب الوظيفة العامة، لأنهم يمتلكون واسطة (مرجانية) في السلطة وعندهم ما تيسر من مال (ابن هادي)، لكن هذا الأبيني المتفوق لم تشفع له شهادته ولا ذكاؤه ولا مستواه، فقبل الامتياز يلزمك أن تكون تابعاً لحزب أو خاضعاً لسياسيي (مرجاني) يلعب بالبيضة والحجر، أو نديماً لمجلس (شهبندر التجار)، أما الكفاءة في زمن المتغولين فبلها في بئر السلم و اشرب ماءها.

الشعب يا (عاشور) يريد تحرير العقول الجامدة من كل هذا الفجور (المرجاني) في التعاطي مع الله ومع الناس، وطالما امتدت مواسم الفجور إلى التعليم وشراء الوظيفة عداً ونقداً، فلا شكوى إلا لك يا رب العالمين، اللهم بطخهم، اللهم جرجرهم بحق جاه النبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى