عبد الله الصنعاني .. الراقي ..!

> محمد العولقي

> * لا أعتقد أن لاعباً كبيراً مثل (عبد الله الصنعاني) نال يوماً إنذاراً لأن قمة المثالية تتجلى دائماً في روعة هذا اللاعب ، الذي غادر ملاعب كرة القدم بمنتهى الأدب و الاحترام .. خريج (مدرسة إبن الأمير) كان لاعباً مهذباً صاغ لنجومية كرة القدم تعريفاً مغايراً.
* سقط الكثيرون من ذاكرتي الكروية إما سهواً أو عمداً ، إلا عبد الله الصنعاني الذي يحتل مساحة جغرافية تتمدد على صدر تاريخ وطن رياضي عاش معه أجمل التجليات .. لماذا بقي عبد الله الصنعاني راسخاً في ذاكرتي .. ولماذا نتذكر البدر الأهلاوي في الليلة اليمانية الظلماء ..؟ ببساطة :

- لأنه الوحيد الذي مزج بين نجوميته في الملاعب وإنسانيته الراقية في محيطه الاجتماعي.

- لأنه لاعب لا يتكرر كثيراً ، فقد كان رساماً كروياً مدهشاً ، يرسم بفرشاتي قدميه أجمل لوحات (الهات والخذ).

- لأنه لم يتعارك يوماً مع لاعب ، أو ينفعل على حكم ، أو يخلف موعداً للتدريب ، كان مهندس وسط ملعب الأهلي الصنعاني أول من يحضر ملعب التمرين وآخر من يغادر.

- لأنه لم يركع يوماً لاتحاد العيسي .. أو يستجدي شعارات ميسي .. أو يتصل بصحيفة يشكو لها ظلم ذوي القربى .. شعاره دائماً أغنية الفنانة صباح منصر : ذي ما يباني مرة ماباه مرتين.

- لأنه إنسان (جنتلمان) معه تزول الفواصل وتذوب الحدود وتتحطم السدود ، إنسان راقي جداً في زمن تعليب المشاعر والنفخ في مخلفات المجامر.

- لأنه اللاعب الدولي المخضرم الذي عاصر (منتخبي بلدين) وبقي الأصل والباقي تقليد.

- لأنه حافظ على نجوميته وتواضعه وأخلاقه ونقل جيناتها معه إلى عمله .. فأين ما يممت وجهك يصادفك هذا الإنسان الراقي بخدماته وروحه البشوشة، وسعة صدره التي تتمدد على مساحة جغرافية بحجم وطنه.

* عبد الله الصنعاني معه تصبح لمفردة (الكابتن) ألف تعريف وتفسير ، غادر الملاعب متخماً بالألقاب والبطولات ، ولم تزده تلك النياشين إلا تواضعاً .. عبد الله يبقى عبد الله .. تتبدل من حوله الأشياء .. تتغير من فوقه النفوس .. وهو كما هو .. عبد الله اللاعب الراقي والإنسان الغالي .. والمدير المثالي .. رجل يحتل ذاكرتي رغماً عني ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى