مبادرة سعودية للسلام ومناورة حوثية

> الرياض/ مسقط/ عدن «الأيام» خاص

>
  • متحدث صنعاء: سنتواصل مع الرياض ومسقط وواشنطن لاتفاق جديد
  • مبادرة سعودية بالتوافق مع المبعوث الأمريكي وسلطنة عمان
> طرحت المملكة العربية السعودية التي تدعم الشرعية، أمس الاثنين، رسميا مبادرة لإحلال السلام في اليمن، لكن الحوثيين قللوا من شأنها، وأهميتها، وكان استقبالهم لها فاترا، في وقت أعلنت الحكومة المعترف بها ترحيبها بالمبادرة التي يفترض أن تنهي الحرب المستمرة منذ 6 أعوام.

وجاءت مبادرة السعودية قبل أيام من ذكرى تأسيس التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث أطلقت المملكة في 26 مارس 2015 عاصفة الحزم في مواجهة جماعة الحوثي، التي سيطرت على البلاد بعد اقتحامهم منزل هادي في يناير من العام نفسه ووضعه قيد الإقامة الإجبارية، قبل أن يتمكن من الفرار، بعد شهر من احتجازه، إلى عدن، ثم لاحقا إلى الرياض، عقب تقدم قوات الحوثيين والرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى عدن وباقي محافظات الجنوب.

وقالت السعودية أن مبادرتها لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل "يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل". نص المبادرة ص 3
وسريعا ردت جماعة الحوثي على المبادرة السعودية، وإن كان بشكل غير رسمي مباشر، إذ قللت من أهميتها وقالت إنها لا تتضمن شيئا جديدا.

وقال محمد عبد السلام، متحدث الحوثيين رئيس الوفد التفاوضي الذي يقيم في بالعاصمة العمانية (مسقط) على حسابه في تويتر أمس، إن الحركة ستواصل المحادثات مع الرياض ومسقط وواشنطن في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام.
عبد السلام، في أول تعليق للجماعة على المبادرة السعودية، قال إن فتح المطارات والموانئ "حق إنساني، ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط"، مضيفا إن هذه الخطة "لا تتضمن شيئا جديدا".
وتابع قائلا: "المملكة جزء من الحرب، ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا".

وفي تصريحات أخرى، قال عبدالسلام لقناة المسيرة إن ما سماه بـ "فك الحصار لا يتطلب مبادرة، والمقايضة بالملف الإنساني جريمة بحق شعب بأكمله، وأي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة"، مضيفا: "لو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض".

وكان الإعلان السعودي جاء عبر مؤتمر صحفي عُقد بالرياض بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وسفير المملكة لدى اليمن المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد بن سعيد آل جابر، والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي.

وأوضح وزير الخارجية أن المبادرة تأتي في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينغ والدور الإيجابي لسلطنة عمان.

من جهتها رحبت الحكومة اليمنية بالمبادرة السعودية، وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان باسم وزيرها د. عوض بن مبارك: "نذكر بأن مليشيا الحوثي قابلت كل المبادرات السابقة بالتعنت والمماطلة، وعملت على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية من خلال رفضها مبادرتنا لفتح مطار صنعاء ونهب المساعدات الإغاثية وسرقة مدخولات ميناء الحديدة المخصصة لتسديد رواتب الموظفين، مقابل تضليلها للمجتمع الدولي بافتعال الأزمات على حساب معاناة اليمنيين".

وأضافت وزارة الخارجية: "تدرك الحكومة اليمنية تماما أن إنهاء معاناة اليمنيين لن يكون إلا بإنهاء الانقلاب والحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية، وتؤكد أنها ستظل كما كانت مع كل الجهود الهادفة لتحقيق السلام بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ورفض المشروع الإيراني التدميري في اليمن، وفقا للمرجعيات الثلاث، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2216".

وجددت الوزارة شكرها وتقديرها للمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة على كل ما قدموه ويقدمونه لليمن سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، الذين نقف وإياهم سويًا أمام المشروع الإيراني التدميري والتوسعي في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى